كنانة محمد..الغرافيك بين النافر والغائر

كنانة محمد..الغرافيك بين النافر والغائر

ثقافة

الأحد، ٢٦ يوليو ٢٠١٥

ريم الحمش
من المعروف أن الدراسة الأكاديمية وحدها لاتصنع فناناً لكنها حين تقترن بالموهبة ستمنح المرء بعداً آخر وتحجز له موقعاً بين المتميزين.
كنانة محمد. فنانة تشكيلية درست في كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم العمارة الداخلية, لكنها تشارك بمعارض الربيع سنوياً بلوحات الغرافيك، فالفن هو سر حياتها يمثل لها الربيع..الجمال والتأمل وإثبات وجود وسط الساحة التشكيلية السورية.
 وتعرف الفنانة كنانة فن الغرافيك بأنه عملية فنية لمعالجة الألواح الخشبية أو المعدنية للحصول على تأثيرات فنية تشكيلية بأحبار مختلفة عن طريق طباعتها بنسخ متعددة متماثلة, وقد انتشر عالمياً منذ النصف الثاني من القرن العشرين.
لوحات كثيرة رسمتها الفنانة التشكيلية كنانة محمد تتضمن مفهوم الحياة بكافة تجلياتها عنوانها الحب في محاريب الحنين والوجد والحب في محاريب الألم والقلق والحزن كل ذلك في متاهات الحياة وفي غمرة الانشغال بصياغة مفهوم بصري مختلف وبحث تشكيلي تحاول الفنانة أن تكون من خلاله مميزة وحديثة تدعمها موهبة أصيلة تتسم إضافة إلى روح التحدي بجرأة اللون وبخطوط واثقة محملة بإيماءات إنسانية وبضرورة الانتصار على القسوة والضياع لتعبر من خلالها عن مضمون لوحاتها ذات الخطوط المتدفقة بسلاسة، ما يخلق بعداً في العمل الفني والتوزيع المعبر في التعامل مع الخط والقيمة الفنية على سطح اللوحة، وتقدم مساحة تجريدية بلغة تعبيرية خاصة للتواصل مع الحياة، فأتت لوحاتها في غاية الروعة ما يدهش المتلقي بتكتيكات الفنانة وأسلوبها المستخدم في التعبير عن أفكارها المطروحة.
تقوم كنانة بتحديد مناطق الظل والضوء، ثم تدمج اللونين الأسود والأبيض, فتحاور بين اللونين الأسود والأبيض وبالتظليل امتداداً لدخول إلى اللون الأبيض أو الخروج من مساحة اللون الأبيض دخولاً إلى مساحة اللون الأسود بإبداعية ومهارة مقتربة من المتلقي مهما كان رصيد ثقافته الفنية يفهمها ويتفاعل معها أكثر ويدخل في حوار شخصي مع ذاته واللوحة التي يشاهدها فتنمو ملكته الفنية ويتحول إلى متلقٍ إيجابي يستوعب كل الرسالات التي ترسلها له اللوحة والعوالم التي ترسمها الفنانة عن واقعها أو أحلامها أو انفعالاتها وإيحاءاتها حيث حرارة وصدق التجربة.
 تدمج الفنانة كنانة بين الشكل والموضوع، وهي بذلك لا تتردد أبداً في رسم أي شيء متحرك أو عابر يمر في مخيلتها إنها تظلل المساحات البيضاء بدرجات تصاعدية وتنازلية لدرجة تبدو لناظر إليها.. وكأن الأشكال تتحرك في اللوحة، وهذا الأسلوب والتكتيك جاء لكي يعطي لأعمالها بعداً غير محدد بالزمن أو المكان بكون أعمالها تسبر في أغوار النفس التي ليس فيها أطر محددة بفواصل الزمن والمكان، فهي لا تريد تحديد نفسها وتقيدها بأطر الزمان أو المكان بقدر ما ترغب في التحرر والانطلاق بمخيلته في كل الأماكن وفي كل الأزمنة بحاضرها وماضيها،
بهدوء إلى محيطها من دون أن تشعر… فيمتزج إحساسك الشخصي بحسها وتسرق منك بصرك من دون أن يعطيك الفرصة للخروج.
التشكيلية كنانة محمد من مواليد حمص 1980, تخرجت في كلية الفنون الجميلة دمشق/قسم العمارة الداخلية/ عام 2005, لها العديد من المشاركات في معارض الربيع السنوية.
عالمي....
أعمال الفنان مروان قصاب باشي: وجوه قديمة وشاحبة في دبي
في معرضه الجديد، الذي افتُتح أمس في غاليري ميم في دبي، ويحمل اسمه الأول، نشاهد مجموعةً من أعمال التشكيلي السوري مروان قصّاب باشي (1934)، أُنجزت بين أوائل الستينيات ونهاية السبعينيات أعمالٌ تصوّر تطوّر تجربة الفنّان، وانتقاله التدريجيّ من الواقعية، إلى التجريدية والسريالية.
 تتراوح اللوحات المعروضة بين أعمال زيتية في شكلها النهائي، وأخرى هي أقرب ما تكون إلى سكيتشات منفذّة على الورق إذاً ثمة مجموعتان يمكن من خلالهما الاطّلاع بشكل أوضح على تحوّلات تجربة قصاب باشي، وأسلوبيّته في بناء أعماله واقتراح شخصيّاتها, أكثر ما يلفت في المعرض يستمر حتى السادس من تمّوز المقبل، تركيز قصاب باشي، في كلتا المجموعتين على الوجه حيث تمنح العينُ الملامحَ هويّتها عين لا تكفّ عن التحديق، إلى درجة نظن معها أن الشخصية على وشك أن تقول شيئاً ما في الأعمال القديمة، نرى اهتماماً واضحاً من قصاب باشي بأجساد شخوصه وليس وجوهها فقط أجساد غالباً ما تبدو مسترخية وغير مبالية، تترك الوجه ليعطي تعبيره ويعرّف بنفسه إلا أن هذا الاهتمام بالجسد تقلّص تدريجيّاً، ليصبح الوجه هو المركز، وجوه مشوّهة غالباً، لا يخفى على مُشاهدها أنها ساخرة
وكاريكاتورية، وشاحبة أيضاً.