تجليات حلم تسنيم شرف الدين

تجليات حلم تسنيم شرف الدين

ثقافة

الاثنين، ١ فبراير ٢٠١٦

ريم الحمش
شهدت صالة المركز الثقافي العربي افتتاح المعرض الفردي الأول للفنانة التشكيلية تسنيم شرف الدين بعنوان: "حلم" وذلك بحضور عدد كبير من الفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي والفعاليات الثقافية.
المعرض إنساني بامتياز وبكل ما له علاقة بالمجتمع والإنسانية، والقضايا التي تلامسها المرأة والرجل في أعمالهم, وترسيخ مبادئ التسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والأديان, وهو يوجه رسالة شفافة وواضحة إلى العالم، مفادها، أن الفنون التشكيلية قادرة على المساهمة في تحقيق أمن كوني، وسلام عالمي، تنعم به الإنسانية عبر كل الأزمنة.
يطل المتلقي على تجربة الفنانة شرف الدين من أكثر من نافذة، فهي تقدم أكثر من نمط فني من الانطباعي إلى التعبيري والواقعي والطبيعي، وكل ذلك في سبيل تعريف المتلقي لتجربتها الفنية الثرية وبحثها الفني المتعدد الاتجاهات, حيث تضمن المعرض تسع عشرة لوحة بالألوان الزيتية معظمها لوحات البورتريه أبرزت فيها الحالة النفسية التي تميز كل شخصية في قسمات الوجه وتعابير العيون, وعبرت عن حالات يعيشها الإنسان من غير صفة مثل : حالة سقوط, الخروج اللاوعي, حالة الاندماج, الاستلهام، التأمل جسدت فيه الحالات المختلفة لنفسية المرأة لكونها نبعاً تعبيرياً متجدداً لا ينضب، بألوان هي أقرب للخيال وإن بطبيعة ميالة إلى الخلق الإبداعي والإحساس بعمق الحياة في الطبيعية التخيلية وضمن زمنية وجدانية لريشة تعبيرية تكوينية للطبيعية الخلاقة التي تميل إلى الضوء، والتنظيم البصري الإيقاعي للشكل وجماليته الفنية.
الفنانة تسنيم شرف الدين واحدة من المبدعات المتألقات تمتلك القدرة على تطوير تجربتها وإيجاد خطها التصاعدي الأسلوبي بالعمل اليومي المتواصل عرفت كيف توازن بين الخط واللون برؤية فلسفية حالمة بحثاً عن الخيط الرفيع الذي يشد الجمال الفني بالمتلقي ليتحول الإبداع لديها نوعاً من المتعة الخالصة التي لا تفضي إلا إلى الإحساس بروعة الشاعرية الفاتنة لا تخلو من سحر فني رفيع معبرة من خلاله عن الأحلام بشقيها السلبي والإيجابي ومشاعر النفس البشرية وتطلعاتها التي لا تنفصل عن البيئة وواقع الحياة في عالم الإبداع بلغة التواصل العالمية.
تعرف شرف الدين الفن التشكيلي قائلة: الفن التشكيلي هو الأقرب للروح وخلق شيء من اللاشيء رسالة تعبيرية تربط بين الفنان والمتلقي, وعشقي له زرع الثقة بنفسي لأعمل شيئاً يحقق خلق إبداع فكري وبصري بخصوصية منفردة تثير الحواس، وتملأ الوجدان بالأبعاد القادرة على إبراز الزمان والمكان, مؤمنة بأن الفن يتولد ويكبر وينمو عندما تشتد الحاجة إليه وتشتد معه الرغبة في التعبير والإبداع الجمالي.
 في معظم لوحاتها تستخدم التشكيلية شرف الدين الألوان الداكنة بنغمة ذات تأثيرات تعبيرية لها مكنوناتها الداخلية التي تفصح عن التناسب العميق في اللوحة ذات المضامين العاطفية بالدرجة الأولى, والمتمسكة بروحانية اللون والمعنى المنبثق منه تجعلك تدرك عمق اللون، والحزن المتواري خلف الوجوه كأقنعة الحياة.
 هكذا هي التشكيلية شرف الدين حالمة، شاعرة،عاشقة للون الطبيعي أنها لا تحب أن تتقيد بأسلوب واحد لأن ذلك بنظرها يسقط الفنان في التكرار، ويكون أسير شكل واحد قد لا يحقق رهانات الفنان في علاقته بالمتلقي والعالم، واللوحة عندها كائن حي يتطور باستمرار ولوحاتها تشبه الفراشات والحمام في أحلامه ورفرفته واحتياجه للماء والضوء والشمس وتقول: رسالتي في هذا المعرض أن نستفيق كلنا ونغير واقعنا أملاً بمستقبل أجمل.
.عالمي.....
 خرائط الذات... معرض الفنان التشكيلي الفلسطيني بشار الحروب
بعيداً عن الصورة النمطية التي اعتاد الفنانون على تقديمها للجمهور العربي قدم الفنان التشكيلي بشار الحروب أعماله الفنية تحت عنوان: خرائط الذات بمدينة تونس برؤية خاصة للواقع الفلسطيني
حيث اعتمد على التنويع في المحامل الفنية التي يشتغل عليها قائلاً: لا أريد أن أكون أسيراً لمادة معينة، كما أن التنويع يمكنني من الاقتراب من الآخر وتقديم تجربتي في مختلف بلدان العالم، وأشار إلى أنه يهتم في أعماله بمسألة الذات في علاقتها بالمكان مفسراً ذلك بشعوره بفقدان الوطن حسب تعبيره، وفي تقديمه لتجربة بشار الحروب الفنية قال الفنان التشكيلي عمر الغدامسي إن أعماله تراوح بين الرسوم التشكيلية واللوحات المركبة بطريقة الكولاج والصور الفوتوغرافية، ولاحظ أن بشار الحروب يجوب الأمكنة معتمداً على الكاميرا أو على ما تختزنه ذاكرته وما تلتقطه يداه من مواد وذلك لرسم خرائط ذاتية خرائط من نوع آخر بلا خطوط طول أو عرض، وبلا حدود فاصلة ومراقبة فهو يروي خرائطه ويرتوي منها وبها، وأوضح أن أعماله الجديدة بدأت تتناول البحث داخل الذات من خلال استخدام الجسد كدلالة وإبراز تجربة القلق الوجودي المرتبطة بقضايا مثل الدين والوطن وبناء الهوية.
بشار الحروب هو فنان فلسطيني ولد في القدس سنة 1978 متحصل على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة والماجستير في الفنون المعاصرة، عرض هذا الفنان أعماله في فلسطين وعلى المستوى العالمي في متاحف ومهرجانات ومؤسسات مختصة بالفنون المعاصرة وقد استفاد من العديد من الإقامات الفنية الدولية التي وفرت له المجال لبلورة تجربته الفنية وإثرائها.