جدل ثلاثي في ألف نون

جدل ثلاثي في ألف نون

ثقافة

الثلاثاء، ١٢ أبريل ٢٠١٦

ريم الحمش

ترانيم بصفاء ذهني عالم مستقل بقوانينه وأحاسيسه, يسمو بمكنوناته يتنفس جدالات.. ثرثرة وحكايات.. أحاديث وهمسات يمتزج فيها حضور اللون بالأطياف، والأحلام، والرؤى دونما انفصالفي حضرة لون وفي حضرة شفافية ضوء منبثق يغشى على وعي البصروالبصيرة, في حضرة ما يغمر العقل ويحجب الوعي,في صالة ألف نُون للفنون والروحانيات افتتح المعرض الأول بعنوان: جدل ثلاثي برعاية السيد عصام خليل وزير الثقافة للفنانين: النحات فؤاد أبو عساف, سراب الصفدي، وبديع جحجاح,وسط حضور فني وثقافي مميز.
فن يبني الإنسان والوطن.. عبارة ذيلت بروشورالمعرض المتضمن حوالى ثلاثين عملاً فنياً تنوعت بين التصوير والنحت تتحدى الحرب والموت وتدعو للتفاؤل والأمل, والحياة.
يستمر المعرض ثلاثة أسابيع ويشارك فيه كل من الفنان جحجاح بعشرة أعمال يجمعها موضوع الشجرة شجيراتي والحلاج, والفنان النحات فؤاد أبو عساف بعشرة أعمال نحتية..والفنانة التشكيلية سراب الصفدي بعشر لوحات استوحت موضوعاتها من تداعيات الأزمة التي تعيشها سورية.. ويرافق المعرض شريط مصور للتعريف بالفنانين المشاركين والدخول إلى مراسمهم والاطلاع على طريقة إنجازهم لأعمالهم الفنية.
التشكيلي بديع جحجاح النور يهدي إلى المعرفة- المعرفة نبض الحياة
بفراسة فنية تشكيلية فلسفية يقدم التشكيلي بديع جحجاح أعماله المحملة بمضامينها الذاتية, معالجاً فيها المعاناة الحياتية والوجع الإنساني حيث إن اللون عنده يحتل الركيزة المحورية في فن الرسم والتلوين، وهو يروي حركة الحرارة والدّفء وحالة البرودة والتّكامل والتّتابع والتّعارض و التّناقض، إنّها اللغة الفنّيّة، التي امتطى صهوتها الفنّان التّشكيلي جحجاح مترجماًمن خلالها عقلنة قلبه الخفّاق بالحنين الفنّي، و قلبنة عقله الومّاض بالأفكار التشكيلية إلى حركة تتماهى فيه الألوان مُتحدّثة عن تحكّمها في الضوء و الظل والإشراقات اللمعانيّة،رافعاً إبداعاته الفنية في تجلّياتإلىأبواب السّماءمشهديّات،ترفل لهاالأبصار لتقرأها البصائر، و تتفكّر فيها العقول…فكان صادقاً مع ذاته ومجتمعه و بيئته وإنسانه, ويقول:
الفنان إنسان يبحث في أعماق الخيال، مبتعداً عن الواقع مبدعاً من اللاشيء شيئاً وعندما ينمو
العمل الفني جنيناً صغيراً , يكبر و يكبر ليصل إلى عملية الولادة،فاللوحة بالنسبة لي كائن حي ينبض ويتنفس, و يقيم حواراً مع الذات, ومع الأحلامفأنا أعمل لساعاتٍ وأيّام، وعندما أنتهي
من العمل الفني يبدأ حواري مع النتاج الفني, عندها أشعر أنني فنان يبحث عن وليد الفنان بين الألوان, فنحن نستطيع أن نجعل من الخيال واقعاً, حين نعترف أن هناك عالماً اسمه الخيال فالمبدع يسكب كل حبه في أعماله, و إبداعاته, و يطبع بصماته عليها.
يهدف مشروع ألف نون حسبما يوضّح جحجاح إلى التأكيد على قيمة اللغة من خلال الحرف ككائن حي، فعملية الدمج بين ألف ونون تعطي كلمة الفنون وهنا تكمن قوة الكلمة والحرف والجملة التي وجدت جميعها لخدمة وارتقاء الإنسان وبناء الأوطان.
التشكيلي جحجاح من مواليد 1973, باشتغاله على الصوفية المعاصرة من خلال عدة مشاريع أطلقها تحت عناوين لافتة مثل مشروع أفلا، ومشروع دوران، لتنطلق معظم أعماله الفنية من حركات تتعلق بالمولوية أو رقصة الدراويش .. وهو خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم الاتصالات البصرية شارك في معارض جماعية وله معارض فردية داخل سورية وخارجها وهو مصمم غرافيك ويدير مؤسسة “بي جي” لتصميم العلامات الفارقة بدمشق.
التشكيلية سراب الصفدي: أنا العروس أنا الزوجة وأنا العذراء أنا الأم وأنا الابن وكثرهم أبنائي.
تسكن تكوينات التشكيلية سراب الصفدي سيكولوجية هادئة عميقة تعكس هدوء شخصيتها, فالمساحات الهندسية المنتظمة بدراسة والدرجات اللونية المشبعة بدفء, والعناصر المنتقاة والمنفذة بتجريدية, نسجتها التشكيلية بفرشاتها كقطع مخملية متحدثة, فالعناصر التي رتبتها داخل العمل بشفافية مع المساحات الهندسية والألوان الدافئة, مستخدمة الألوان الترابية والبني بدرجاته, ففي كل لوحة نلاحظ بأنها عبارة عن مساحة متصلة بالمساحة المجاورة لها بعناية خطية نقية, قد تجمع المساحات ذات العنصر لكن تحتفظ كل جزئية بدرجة لونية خاصة لما يمر بها من هذا العنصر المشاركإنما هي عالم من الهدوء الدافئ لأحاديث صاخبة لا يسمعها إلا من انعزل عن عالم الصخب الرخيص ليرتقي لعالم سراب الصفدي الممتد بين لون وعنصر وإحساس وهدوء وصخب نلاحظ بأن اللغة البصرية لاتنفصل في هذه المنسوجة بتسلسل هارموني يعكس ذوقاً فنّيّاً رفيعاً،وتُجسّد حركة فعل الانسجام في هارمونيّة التنغيم المموسقالتّرانيم، برهافة وشفافيّةوبلورة جماليّة للقِيم الفنّيّة التّشكيليّة في منظومة اللوحة أو المشهديّة، بمختلف ما يتراءى من وجوهها…هذه هي سراب الصفدي التشكيلية السورية جمالية المساحات اللونية وعمق الصمت الصاخب.
الفنانة التشكيلية سراب الصفدي من مواليد السويداء 1973 تخرجت في كلية الفنون الجميلة عام 1996 جامعة دمشق,تعمل لدى وزارة الثقافة في سورية منذ عام 1997, شاركت في العديد من المعارض الفنية الفردية والجماعية.
النحات فؤاد أبو عساف:مازلت أسعى وراء الجميل ولكني لا أدركه
تتمتع منحوتة أبو عساف بليونة ذات خصائص مرنة تحقق من خلالها صياغة منحنيات مع الحفاظ على الحدود الداخلية والخارجية ليتفاعل الفراغ مع  التعبير الداخلي للمنحوتة بمزاوجة فنية تمحو من خلالها صلابة خامة البازلتالأسود والتباين الطبيعي للمادة، حيث يبرز التشكيل النحتي كتجريد ساهم في إيحاءات تؤكد على القيم التعبيرية لفن النحت وتكويناته المختلفة حسياً والمنسجمة مع المضمون والفكرة والشكل المادى،إذ تبدو الحركة الداخلية بمعناها الجمالي متفاعلة مع الرؤية  لتنضبط الحركة الخارجية بصرياً ضمن حدود المادة ونهايتها المصقولة بدقة  لتتماسك الكتلة مع الفراغ ومع حسية الخصائص الجمالية التي ارتكز عليها الفنانأبو عساف   في منحوتاته ذات الإيقاعات والمسارات المنحنية التي تضيق وتتسع تبعاً للتشكيل الانحنائي ومعناه الخاص، فالنحت لديه حاجة تعبيرية بسيطة للإنسان ثم تتطور ليتحول إلى لغة إبداعية رفيعة.
فؤاد أبو عساف من مواليد 1966 السويداء تخرج في قسم النحت في كلية الفنون الجميلة- دمشق عام 1991, أقام وشارك في عدة ملتقيات نحت محلية ودولية، وحاز الجائزة الأولى في النحت في مهرجان المزرعة عام 2002,أعماله مقتناة داخل القطر وفي العديد من دول العالم.
عالمي:
آرت بازل يحط رحاله في هونغ كونغ بمشاركة 4000 فنان
حطت النسخة الآسيوية من "آرت بازل"، رحالها، الخميس الماضي، في هونغ كونغ، حيث يستضيف المعرض الدولي الكبير للفن المعاصر أعمالاً لأربعة آلاف فنان من مئتي دار للمعارض الفنية في العالم.
وانطلق هذا المعرض في مدينة بازل السويسرية سنة 1970 وتوسع إلى ميامي سنة 2002 ثم إلى هونغ كونغ في عام 2013 ليساهم في تعزيز سمعة هذه المدينة الكبرى كمركز عالمي للفن المعاصر.
وكشف القائمون على هذا المعرض،للصحافيين ولمدعوين تم اختيارهم بعناية، بعضاً من الأعمال الرئيسية في المعرض بينها فايف طنزأوف هومز اند آذر اندرستوريز" للأندونيسية تنتن ووليا.
ويتألف هذا العمل من مجموعة من العلب الكرتونية المرصوفة بشكل فني كتحية لمسنين يواصلون يومياً في مدينة هونغ كونغ جمع علب كرتونية مستعملة ويعيدون بيعها لإعادة تدويرها في مقابل حفنة من الدولارات.
وأمضت تنتن ووليا سنتين في تتبع أثر هذه العلب الكرتونية التي يلجأ إليها خصوصاً آلاف العمال المنزليين ممن يتجمعون في يوم عطلتهم الأسبوعية، الأحد، في الأماكن العامة في هذه المدينة الكبيرة.
وينتمي هواة جمع العلب الكرتونية، شأنهم في ذلك شأن العمال المنزليين، إلى مجموعة اجتماعية لن يطأ أفرادها يوماً أرض معرض آرت بازل.