الباحث خلف المفتاح: نحتاج ثقافة عربية جديدة تعبر عن مصالحنا وتواجه الخطر الصهيوني والإرهاب

الباحث خلف المفتاح: نحتاج ثقافة عربية جديدة تعبر عن مصالحنا وتواجه الخطر الصهيوني والإرهاب

ثقافة

الأحد، ١٠ يوليو ٢٠١٦

يقوم البحث الفكري عند الدكتور خلف المفتاح على استقراء الواقع الحالي للخروج منه بمعطيات تسهم في التأسيس لفكر سياسي عربي جديد يستند على الثوابت ويستوعب المتغيرات ويساهم في بناء ثقافة عربية تجمع الأصالة والحداثة.

وفي حديث خاص لسانا الثقافية قال الدكتور المفتاح إن “التاريخ هو المعلم الثقافي الأول ولديه القواعد التي تحكم السيرورة البشرية ولكن الإنسان هو الذي يكون المادة الحقيقية التي يسجلها التاريخ و التي من المفترض أن تكون نموذجا يحتذى به عبر مرور الأزمنة والقرون”.

وأضاف المفتاح “لا بد لنا من ثقافة عربية جديدة تعبر عن مصالحنا ووجودنا وتواجه الخطر الصهيوني والإرهاب الذي يصنعه على صعيد العالم”، داعيا إلى تغيير السياسات العربية التي “تدعي الديمقراطية فأنجبت بادعاءاتها وسلوكها الثقافي والسياسي ما سمي بالربيع العربي الذي جعل الدين غطاء لمشروعه الصهيوني”.

وأكد مؤلف كتاب في الأبعاد الحقيقية للأزمة ضرورة امتلاك السياسيين والمثقفين العرب إرادة للنهوض بالثقافة العربية في مختلف المجالات لأن المثقف العربي الحقيقي برأيه قادر على صنع التغيير المطلوب لأنه يستند على إرث عريق ورفض لسلبيات الواقع ويقف دائما في طليعة المدافعين عن الوطن.

والعمل السياسي بحسب المفتاح يفقد رصانته إن لم تحمله الثقافة والتي وحدها بوسعها تزويده بالموضوعية وبالنظرة الشاملة ونبذ البراغماتية معتبرا أن السياسي غير المثقف لا يمتلك القدرة على مواجهة التغييرات والانعطافات ويتأثر بما حوله دون وعي وإدراك.

ولفت الباحث المفتاح إلى أهمية وجود الفكر في البحث السياسي على أن يدعم هذا الفكر منهج تطبيقي معتبرا أن البحث الذي يفقد الفكر والمنهج عبارة مقال صحفي يعبر فقط عن وجهة نظر وسيطويه النسيان سريعا لأنه لم يقدم قيمة أو فائدة حقيقية للبشر مبينا أنه حاول عبر مقالاته السياسية “تحليل ما يجري في منطقتنا من أحداث وإضاءة للمستقبل من خلال القناعة من أنها قابلة للتكرار في أي وقت واستقراء مستقبل الأمة في المعاني التي قدّمها الفعل المقاوم”.

والكتابة عند مؤلف كتاب “العالم من حولنا” فعل مقاوم خاصة وأن الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية تحتاج إلى عمل فوري وحاسم يستند إلى تحليل ورؤية تنير الطريق أمام القوى الفاعلة في مجتمعنا وتأمل للمستقبل.

ودعا المفتاح إلى الاهتمام بالثقافة الحقيقية وترسيخ حضورها وتفعيل دور المؤسسات الثقافية والإعلامية في هذا الجانب والسعي لرعاية الأدب الحقيقي وجعله في المقدمة معتبرا أن التركيز على هذه الأوليات من شأنها صناعة ثقافة حقيقية قوة عصية على الاختراق.

وبعد مرور أكثر من عشرين عام على الترويج لمصطلح صراع الحضارات رأى المفتاح أن هذا المصطلح فقد بريقه لأنه لم يكن علميا وخالف الواقع بأن الحضارات لا تتصارع بل تتنافس فيما بينها سعيا وراء العلم والمعرفة مبينا أن الغرب حاول الترويج لهذا المصطلح ليبرر سياساته تجاه الآخرين لاسيما العرب الذين يسعى لتحويلهم لأشكال استعمارية.

يذكر أن الباحث الدكتور خلف المفتاح باحث في الثقافة السياسية وله مؤلفات في الفكر السياسي والاجتماعي منها “ثقافة الكراهية” و”الأبعاد الحقيقية للأزمة” و”إضاءات سياسية” وهو عضو اتحاد الكتاب العرب جمعية البحوث والدراسات.

شغل العديد من المناصب الإعلامية والثقافية والسياسية مثل المدير العام لمؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع ومعاون وزير الإعلام وهو الأن عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام القطري.