حوار مع الأديبة راغدة شفيق محمود

حوار مع الأديبة راغدة شفيق محمود

ثقافة

الاثنين، ٤ يونيو ٢٠١٨

الأديبة راغدة شفيق محمود تكتب الأدب بمختلف أنواعه وتهتم بالواقع وتداعياته كما تكتب للأطفال وتكتب البحث في مجال اللغة العربية وللأزمنة كان الحوار التالي :

لماذا اخترتِ البحثَ في علمِ النحو بشكلٍ خاص دونَ غيرهِ ؟

من خلالِ تجربتي في القاعةِ الصفيّة كمدرّسةٍ للّغةِ العربيّة . وجدتُ أنّ الكثيرَ من الطلابِ لا يحبونَ النحو وقواعدهُ الجامدة الّتي وضعَتْ منذ مئاتِ السنين دونَ محاولةٍ لتبسيطها وتقريبها من الذهن . صحيح أنَّ بعض الكتابِ كانَ لهم محاولاتٌ في هذا المجال ولكن كان الشّعر في ألفية ابن مالك ومن اجتهدَ كتب حواراً جامداً بينَ الطالبِ والمعلمِ . طرق التّدريس الحديثةِ تحتاجُ إلى الإبداع أيّ القصة النحويّة والسّيرة الذاتيّة والشّعر والمسرح وتحتاج رحلات ممتعة الطالب والمعلم والشّخصيّة النحويّة . عند تشخيص القاعدة تتحوّل إلى صديق نحبّه ونعتادُ وجودهُ خلالَ مرحلةِ الدراسة وكيفَ وإن كانت لغتنا الّتي تدوّنُ تاريخَنا وتسمو بنفوسِنا لنكونَ أركاناً شامخةَ صلبةً يستندُ عليها مستقبلُ الأبناءِ . 

- أنتِ تكتبينَ القصة وأدب الأطفال في أحيان أخرى هل هناك توافق مع البحث والأدب ؟

- نعم , البحث هو رحلةٌ نحو جوهر الأشياء وتوضيحها وإظهار ما خفي في قوالبَ ومنحوتاتٍ جميلة , وكذلك الفنون الأدبية هي قوالبٌ ممتعةٌ من قصةٍ وشعرٍ ومسرحٍ ومقالةٍ ومقامةٍ ... وأمّا الطفولة فهي تجمع كلّ القوالب لما تسمو بأرواحنا من نقاء وبهجة والقصص الّتي أكتبها قصصٌ تعليميةٌ خلاصة تجاربنا ولكنْ بروح طفوليّة تهفو لتداعبَ أذهانهم وتقديم المعرفة .

- أينَ تجدينَ نفسكِ وأيّهما أكثرُ حضوراً ؟

- البحث رحلةٌ  مجهولة ٌللنتائج أنا أمتلك يدين بزمنٍ يتسعُ لطلابي وأطفالي الثلاث كلٌّ منهم كتابٌ يفرضُ عليّ الالتزام , الطفولة و اللّغة كلاهما محببّ لقلبي رغمَ نجاحي في ميدان اللّغة وقواعدها أروي القصصَ النحويّة والتعليميّة لأطفالي .  

- ما رأيك بالبحث على السّاحةِ الأدبيّة ؟ ولماذا تراجعَ ؟ أم أنكِ ترينَ عكسَ ذلك ؟

- البحث تراجعَ لأسبابٍ عدةٍ الحروب وتأثيراتها السلبيّة على أفراد المجتمعات من فقر ودمار وتخريب وتوجه معظم الباحثين للبحث عن مصادر رزقٍ لإعالة أسرهم أما الشّباب فقد كانَ مصيرهم الدفاع عن أوطانهم وما واجهناه من تدمير ممنهج قامَ بهِ الغرب للقضاءَ على الفكر وكلّ إبداع وبحثٍ عن المعرفةِ عند العرب . تبقى بعض المراكز البحثيّة ولكنها غير كافية للنهوضِ بالمجتمعات ولا يعولُ عليها أن تسد الثغرات في الفكر العربيّ الموشكِ على الانهيار.

- هل وجدتِ إقبالاً على البحث الأدبيّ في علوم اللّغة من قبلِ الشّباب واليافعين ؟

معظم الأبحاث في اللّغةِ وعلومها هي أبحاثٌ وكتبٌ موجهةٌ للتّدريسِ في المدارسِ والمعاهدِ والجامعات لذلك الشّاب لم يعتد على البحثِ بعد لأنّ مناهجنا الدراسيّة تقتصرُ على التلقين السّلبيّ رغم تعديل المناهج لازالَ المعلم بسببِ ضيقِ الوقت ونقص الخبرات والوسائل التكنولوجية الحديثة في المدارس يبتعد عن حلقات البحث التي يجب أن تدرّس في مرحلة التعليم الأساسيّ . كيفَ نطلب من الشّباب التميّز في ميادين البحث ونحنُ أغلقنا الأفاق أمامهم ولمن سيقدم اليافع دراسته هل من مراكز كبرى عربيّة تساعدهُ مادياً . هي صعوبات لا تدلُّ على ضيق وضحالة التفكير عند الشّباب بل على إهمال الدول العربيّة لمراكز البحوث الأدبيّة ومنحَ الباحث المساعدات الماديّة والرعاية والاهتمام .

راغده شفيق محمود / طرطوس 1/10/1975/ إجازة في اللّغة العربيّة .مدرّسة للّغة العربيّة وزارة التربيّة السوريّة .  أم لثلاثة أطفال باحثة في قواعد اللّغة العربيّة وعلومها نشرتُ بحوثاً عدة في جرائد ومجلات عربيّة وعالميّة وترجم بعضها أكتب القصة القصيرة وعضو في لجنة التمكين للّغة العربيّة في محافظة طرطوس

حاورتها : نبوغ أسعد