الفنانة التشكيلية يولا مهنا : إحساسٌ مرهف يمزج الواقع بالخيال!

الفنانة التشكيلية يولا مهنا : إحساسٌ مرهف يمزج الواقع بالخيال!

ثقافة

السبت، ١٣ يونيو ٢٠٢٠

رسوماتي هي الفضاء الحر الذي أعبر فيه عن مكنوناتي
 
أستمد إلهامي في الرسم من البحر والطبيعة ومن ريشتي وقلمي 
 
لوحاتي تعبر عن..الطفولة.. الأنوثة والأمان
 
يولا مهنا فنانة تشكيلية مبدعة تعرف كيفية التعامل واستخدام الأشكال والنماذج بطريقة منظمة.. أقامت العديدَ من  المعارض الفنيَّة في مدينة جبلة.. حققت شهرة وانتشاراً واسعاً  وهي تعتبر في طليعة الفنانين التشكيليِّين الشباب من  ناحية المستوى الفني وعمق التجربة الإبداعيَّة  وفي رؤيتها الإنسانيَّة والفلسفيَّة  من  خلال  لوحاتِهَا ورسوماتها الرائعة والمميزة والتي تعكسُ جوانبَ عديدة من واقع الحياة وتتحدثُ عن الكثير من المواضيع الإنسانيَّة والإجتماعيَّة وغيرها.. بين الخيال والواقع في عالم الفنّ التشكيلي، قصة ترويها لنا يولا مهنا في حوار شيق ومتميّز.
 
*- ما الذي يثير اهتمامك بالرسم وكيف بدأت حياتك المهنية كفنانة؟
اسمي يولا مهنا.. وأدرس كلية الفنون الجميلة في السنة الثالثة من مواليد 28/10/2000 ولديّ مركز تاتو ورسم صغير في مدينتي المتواضعة جبلة
عشت ضمن عائلة فنية ..شقيقتي خريجة كلية فنون جميلة جامعة دمشق.. ووالدتي أيضاً خريجة كلية فنون جميلة.. كنت أرسم لساعات طويلة دَون ملل وعائلتي تشجعني..وعندما بدأت الرسم على اللوحة بتشجيع من أختي التي كانت تصحح لي أخطائي شعرت بحرية الخلق والتعبير في عالم الخيال.. كان عالماً نابضاً بالحياة وملوناً كمسرح يظهر حيث يمكن أن أذهب بحرية داخل وخارج المسرح.. أحب المزاجية ورمي الألوان، تجربة واستكشاف الألوان والأشكال لأخلق قصتي ولوحاتي هي الفضاء الحر الذي أعبر فيه عن مكنوناتي.
 
*- هل الموهبةُ الفطريَّة ُهي العنصرُ الأساسي للإبداع أم أنَّ الموهبة  بحاجة إلى دراسةٍ لصقل الموهبةِ  وتطويرها ؟
الموهبة الفطرية ليست شيئاً أساسياً لكي يبدع الفنان.. الإصرار والدعم هو الذي يخلق الأبداع.. الفنان الهاوي الذي لم يدرس مبادئ الرسم يكون رسمه جميلاً.. ولكن توجد أخطاء تشريحية.. هذا هو الفرق بين الهاوي والفنان التشكيلي.. 
الموهبةُ  مهمَّة  جدًّا  لكن  على الشَّخص  أن  يُنمِّيها من  خلال  الدراسة النظرية والإستمرار في العمل والممارسة في هذه الموهبة.. فصقلُ الموهبةِ وتنميتها بحاجة لجهد ووقت ومثابرة..والموهبة أيضاً بدون  دراسة ومثابرة  وعمل تبقى مكانها ولا تتطوَّر .   
 
*-  من أين تستمدين إلهامك في الرسم؟
من البحر والطبيعة ومن ريشتي وقلمي ..تتميز لوحاتي بأسلوب فريد من تركيبات شبه مجردة، عفوية، بريئة، ومصدر ايحائي هو الطريقة العفوية وغير التقليدية التي أرسم فيها.
 
*- هنالكَ عدَّة  مدراس في الفنِّ التشكيلي ، مثل : الكلاسيكي ، التكعيبي، والواقعي والسريالي والتجريدي .. إلخ ..  إلى أيِّ المدارس الفنيَّة  أنتِ  تنتمين  ولماذا؟
يوجد عدة مدارس فنية.. لكني أنتمي للواقعي أحياناً.. وللتجريدي أحياناً أخرى.. بحكم دراستي أضطر أن أتعلم كثيراً من الأشياء من المدارس كلها..
 
 *- من هو الرسام أو الفنان الشهير الذي غالباً ما تستخدمينه كمرجع لك؟ ولماذا؟
الفنان الذي أستخدمه كمرجع هي أختي الفنانة التشكيلية راما مهنا.. العنصر الرئيسي الفريد في أنماطي.. (طفولتي) دائماً أحاول أن أعطي في لوحاتي شيئاً من داخلي..
 
*- هل  كان  لمظهركِ الخارجي  وجمالكِ الشكلي والروحي أيضاً تأثيرٌ على ريشتكِ الإبداعيَّة وعلى جمال وسحر اللوحاتِ التي ترسمينها  ؟
الجمال الداخلي الروحي يصعدُ ويخرجُ إلى الخارج ويهيمنُ ويؤثرُعلى كلِّ شيىءإيجابيّ وهو الأساس..وطبعاً الجمال الخارجي لهُ  تأثير نوعاً ما وانعكاسٌ  إيجابي على نوعيَّة الفنّ لكن بشكل طفيف لكن طفولتي أي جمالي الروحي كان له التأثير الأكبر كما تكلمت سابقاً..
 
 *- صفي لوحاتك بـ3 كلمات؟
أصف لوحاتي بثلاث كلمات تعبر عني..الطفولة.. الأنوثة.. الأمان..
 
 *- ما هي التحديات التي تواجهينها كفنانة تشكيلية؟
مشاكل عادية تتمثل في عدم القدرة على تأمين مواد احترافية وتقديم تجارب عديدة قبل إكمال العمل الذي أريده بسبب الظرف المعيشي الصعب الذي نعيشه
 
*- ماهي أبرز المعارضُ الفنيَّة  التي  شاركتِ  فيها ؟
شاركت بمعارض كثيرة مع أختي الفنانة راما ومع طلابي أيضاً في مدينة جبلة وهذه عناوين المعارض: ولادة لوحة – أملي - زوايا ملونة - حلم أسطورة - محاكاة كما شاركت بمعرض في اللاذقية مع الفنان إسماعيل توتنجني وكنت أصغر مشاركة بوقتها..
 
*- مارأيكِ بمكانةِ الفنان المحلي ماديًّا ومعنويًّا ..وهل يستطيعُ الفنان التشكيلي المحلي أن يعيش من هوايةِ  الرسم  لوحدها أم أنَّ الفن لوحدهِ لا يطعم  خبزاً وهو بحاجة إلى مهنة وعمل آخر ليعتاش منه ؟
مكانة الفنان معنوياً محفوظة بفضل دعمكم للمواهب..أما مادياً.. فلا يستطيع الفنان أن ينتظر فترة زمنية طويلة لكي يأتي أحد كي يشتري منه عملاً من أعماله.. الفن بالنسبة لي كرسته بأكثر من شيء فأنا أعلم الأطفال الرسم والخط العربي وأشتغل بمجال التاتو وهكذا أكون عملت بالمجال الذي أحبه.. وحافظت على مكانتي المادية والمعنوية.
 
*- ما رأيكِ في كلِّ من : الحب ، السعادة  الحياة  ، الأمل ؟
الحب.. هو الألوان والسعادة هي إتمام عملي والحياة هي يدي وريشتي والأمل هو ابتسامة طلابي الصغار 
 
*- كل فنان رومانسي هل أنتِ رومانسيَّة ؟
بالتأكيد أنا رومانسيَّة وحساسة جداً .. والرومانسيَّة هي طاقة حبّ
 
*- ما هي  مقاييسُ  الجمال عندك في مفهومك  ومنظارك الخاص بالنسبة للمرأة وللرجل؟
مقاييس الجمال هي القيم والأخلاق والمبادىء والروح الجميلة والشفافة والمُحِبَّة للخير والسلام والعطاء ولإفادةالمجتمع ..فجمالُ الإنسان هو روحه وأخلاقه ( للرجل وللمرأة ) وبعدها يأتي الجمال الخارجي الجسدي الشكلي  .
 
*- هل لك اهتمامات رياضية؟ وماالرياضة التي تمارسينها؟
الفن والرياضة يكتملان معا.. لا يوجد فن بلا حركة أي رياضة.. ولا توجد رياضة بلا فن..الاثنان موهبة وحب وأنا أمارس رياضة المشي والتنس.
 
*- أخيراً.. ماهي طموحاتك ومشاريعك للمستقبل ؟
طموحي بعد التخرج من كلية الفنون الجميلة سوف أدرس تصميم الأزياء وأتمنى أن يكون لي اسم لامع ببلدي في مجال الفن (تاتو.. تصميم أزياء.. رسم)
وأتمنى من جميع الفتيات أن يحافظن على أحلامهن ويسعين إلى تحقيقها..وفي الختام أشكركَ  على هذا  اللقاء الممتع  والشامل ..وأتمنى الخير والتوفيقَ  والنجاح  لجميع الناس وخاصَّة الفنانين المحليِّين  الذين يعانون  من الوضع   الصعب وأن يكون لهم أمل بالوصول إلى تحقيق الرسالة الفنيَّة السامية على أحسن وجه .
صفوان الهندي
 
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏