الروائية فائزة داود.. الرواية هي ديوان العالم تتسع للقصة والشعر والمسرح

الروائية فائزة داود.. الرواية هي ديوان العالم تتسع للقصة والشعر والمسرح

ثقافة

الأحد، ٤ أبريل ٢٠٢١

 

الأديبة فائزة داود تكتب الأشكال السردية كافة إلا أن الرواية تستوقفها لأنها أقدر في التعامل مع الواقع إضافة لأن ثقافتها تمكنت من كتابة الرواية التي ميزتها كأديبة وجعلتها تسجل ما ينعكس في ذاتها بشكل فني.
 
وفي حديث لـ سانا قالت داود إن الرواية هي العالم الموازي للواقع ومن خلال هذا المفهوم نجد أن الرواية السورية في أزمة بسبب عدم اكتمال الحدث فيجد الروائي صعوبة في الكتابة عن حدث يبدو في خياله الروائي وحشا متعدد الأذرع والرؤوس إضافة إلى تأزم الواقع أصلاً ذلك أن الرواية عدا أنها فن مدني بامتياز فهي كذلك تحتاج إلى واقع مستقر وهذا لا يبدو ممكنا أثناء الحروب والأزمات مشيرة إلى سبب آخر هو تدرج الزمن الروائي أي الخيال الجمعي الذي يتلقف الحدث ويضيف إليه ويحذف منه ثم يحكيه فيصبح أسطورة فيصير المقاتلون الأشداء أبطالاً ملحميين ويتحول المكان إلى عالم حلمي ولكي يصبح ذلك الحدث روائياً يتحلل من الحقد والكراهية والتطييف والسب والشتم ليكون نصاً إنسانياً بامتياز وبالطبع هذا عمل يتقنه الروائي فقط.
 
وفي شأن الرواية خلال الأزمة التي تمر بها سورية أوضحت الأديبة أنها لا تبدو رواية أزمة كما يجب أن تكون ليس فقط بسبب محاكاتها للواقع بل لجهة ما كتب عن الأزمة في سورية بأقلام الروائيين السوريين حيث بدت بعض الروايات كما لو أنها شهادة على حدث أو كتابة خطها مراسل حربي وهذه الروايات يليق بها مصطلح روايات تسجيلية.
 
وقالت داود: قدمت الرواية الكثير من الحقائق والمعلومات المدهشة والمؤلمة في آن معاً وإلى جانب هذا النمط الروائي كان هناك نمط روائي يصح عليه مصطلح الرواية النيئة التي تفتقد للنضوج وتخلو من الرؤية وهذا نمط فرضته الحرب كردة فعل على هول ما حدث.
 
وتابعت الأديبة إنه في القرن الماضي برز مصطلح “الرواية ديوان العالم” وقد أغرى هذا المصطلح بعض الشعراء فخاضوا تجربة الكتابة الروائية لمرة واحدة أو مرتين لكن أياً من هؤلاء لم يسجل حضوراً روائياً لافتاً على الرغم من فوز بعضهم بجائزة عن رواية كان قد كتبها وبدت تلك الكتابات عبارة عن نزوات روائية وظل الشعر مشروعهم الإبداعي كما أن الرغبة في الحديث عند آخرين كانت دافعاً لكتابة رواية وجدت لها مكاناً في بعض دور النشر الرسمية والخاصة.
 
وقالت داود إن الرواية هي ديوان العالم ليس فقط لأنها تتسع للقصة والشعر والمسرح والخاطرة بل لأنها انعكاس المجتمع.
 
ولفتت داود إلى أن القصة في الحروب والأزمات مثل الشعر أكثر قدرة من الرواية في التعبير عن الواقع المأزوم وذلك لأنها ليست فقط فناً يهتم بالحالة الفردية بل كذلك لأنها فن اللقطة وهذا لا ينطبق على الراوية بأنواعها المعروفة الرعوية والملحمية والتاريخية وكذلك رواية السيرة الذاتية.
 
وعن أهم الأجناس الأدبية قالت داود إن لكل جنس أدبي ميزاته وخصائصه فالشعر له حضوره وكذلك القصة والرواية لكن كيف تكون تلك الأجناس مؤثرة في غياب المتلقي فإذا توقفنا عند الشعر كفن منبري نصاب بالخيبة حين نرى جمهور أمسية شعرية عبارة عن قلة من النخبة وهذا ينطبق على القصة التي تكون منبرية في حالات نادرة.
 
وختمت داود بالقول إن الرواية لها خصوصية كونها فناً يحتاج إلى متلقى متمرس وصبور وهنا يبرز سؤال عن دور المسرح الذي يتابعه عشرات بل مئات المرات جمهور الشعر والقصة والرواية.
 
يذكر أن الأديبة فائزة داود عضو مجلس اتحاد الكتاب العرب ولها العديد من الروايات وتنشر في الصحف والدوريات المحلية والعربية.
 
محمد خالد الخضر