للكتاب عيد عالمي أيضاً … القراءة إثراء للعالم الفكري وتحفيز للخيال

للكتاب عيد عالمي أيضاً … القراءة إثراء للعالم الفكري وتحفيز للخيال

ثقافة

الأحد، ٢٥ أبريل ٢٠٢١

تعد أهمية الكتاب وفوائده في تغذية الفكر البشري من بين أبرز الاحتياجات الإنسانية التي حظيت بالاهتمام منذ عرفت البشرية قيمة العلم والمعرفة في الحياة.
 
يتم الاحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف في الثالث والعشرين من شهر نيسان من كل عام؛ بعد قرار صدر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» في عام 1995.
 
وتعود العلاقة الأولى بين اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف مع الكتاب إلى عام 1923؛ الذي شهد تقدير بائعي الكتب وتكريمهم لجهود المؤلف والكاتب الإسباني ميغيل دي ثيربانتس؛ الذي تصادف ذكرى وفاته اليوم نفسه، وعلاوةً على ذلك فإن هذا التاريخ يصادف ذكرى وفاة مؤلفين آخرين من بينهم الأديب والكاتب الإنكليزي وليم شكسبير، هو في الوقت ذاته تاريخ ولادة أدباء آخرين مثل الروسي فلاديمير نابوكوف والكولومبي مانويل ميخا باييخو.
 
ويهدف اليوم العالمي للكتاب إلى تعزيز القراءة بين الناس قدر الإمكان، إلى جانب تسليط الضوء على مفهوم الملكية الفكرية وحق المؤلف في نَسب مؤلفاته الخاصة إليه.
 
عاصمة الكتاب
 
اختارت اليونسكو عاصمة جورجيا، مدينة تبليسي، عاصمة عالمية للكتاب لعام 2021 بناءً على توصية اللجنة الاستشارية لعاصمة الكتاب الدولية أثناء اجتماعها في سويسرا في شهر حزيران المنصرم.
 
ونظم البرنامج تحت شعار «أكمل الجملة، كتابي القادم هو… « وركز على استخدام التكنولوجيات الحديثة وتسخيرها لترويج القراءة بين الشباب.
 
وضم البرنامج مجموعة متنوعة من الأنشطة المستدامة وواسعة النطاق مثل مهرجان كتاب للأطفال ومشروع رقمي حديث لترويج الكتب من خلال اللعب وإعادة إعمار دار النشر في جورجيا.
 
ونظراً إلى أن البرنامج استهدف بالتحديد فئة الأطفال والشباب والقراء الذين لا يتيسر لهم الحصول على الكتب، كان مفهوم الابتكار المحور الأساسي لفعاليات البرنامج.
 
ويتمثل الهدف الرئيسي من العاصمة العالمية للكتاب في ترويج القراءة وتعزيز إمكانية الحصول على الكتب لفئات المجتمع كافة.
 
وقد جرى منذ عام 2001 اختيار 21 مدينة، وتأتي تبليسي بعد مدريد الإسبانية (2001) والإسكندرية المصرية (2002) ونيودلهي الهندي (2003) وأنتويرب البلجيكية (2004) ومونتريال الكندية (2005) وتورينو الإيطالية (2006) وبوغوتا الكولومبية (2007) وأمستردام الهولندية (2008) وبيروت اللبنانية (2009) وليوبليانا السلوفينية (2010) وبوينس آيرس الأرجنتينية (2011) ويريفان الأرمينية (2012) وبانكوك التايلندية (2013) وبورت هاركورت النيجيرية (2014) وإنتشون الكورية الجنوبية (2015) وفروتسواف البولندية (2016) وكوناكري الغينية (2017) وأثينا اليونانية (2018) والشارقة الإماراتية (2019) وكوالالامبور الماليزية (2020).
 
وتتألف اللجنة الاستشارية لتعيين العاصمة العالمية للكتاب من ممثلين من اليونسكو ورابطة الناشرين الدولية والاتحاد الدولي لرابطات المكتبات وأمناء المكتبات.
 
فوائد الكتب
 
تعد الكتب كنزاً ثميناً بما تحويه من معلومات، ولاسيما تلك التي كان مصدرها الأوائل من العلماء والمؤرخين واللغويين الذين لم نعاصرهم، إذ إن علومهم تلك هي أساس علومنا القائمة الآن، فلولا ما وضعوه في هذه الكتب من خلاصة علمهم وفهمهم وتجاربهم لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن من ازدهار وتطور، ولما علمنا أحداث التاريخ القديمة.
 
كما أن الكتاب يمد القارئ بكمية هائلة من الكلمات والمصطلحات، ويثري الملكات اللغوية، فكلما قرأ الشخص كتباً أكثر حصل على مصطلحات وتعابير وجمل جديدة.
 
ويثري القارئ عالمه الفكري بقراءة الكتب، وسيرى الأمور بوجهات نظر مختلفة، كما سيجد أن الكتب الفكرية أو حتى الأدبية تعرض له الكثير من الأفكار المتناقضة التي لن يقرّها بالضرورة، لكنه مع الوقت سيصل إلى مرحلة يتقبل فيها الاختلاف بصدر رحب، وسيرتفع بالضرورة وعيه بالعالم المحيط به، وسيقرر الجانب الفكري الذي يتبناه، فيما قد يغير الكتاب من نظرة الإنسان إلى بعض الأمور بشكل إيجابي.
 
ويعد الكتاب محفزاً لخيال الفرد من خلال ما يقرؤه من جمل تتشكل في دماغه كصور حية في النهاية لا ككلمات، والتي ستصير مع مرور الوقت أكثر إبهاراً، فحتى أروع الأفلام لن تكون قادرة على مجاراة الخيال البشري، ولطالما قال الناس إن الرواية أجمل من الفيلم، ذلك لأنهم يترجمون كلمات الكتب كلاً بشكل مختلف وأجمل وأكثر ابتكاراً، والكلمات التي يحصل عليها القارئ من الكتب لن تقرأ ككلمات في الدماغ، فالدماغ أكثر معامل الصور إبهاراً.
 
ويحصل القارئ على ما يجهله، فالكتاب مصدر التعليم الأول لأي كان، كما أنه خير وسيلة لتنمية ثقافة الإنسان وزيادة وعيه بالأمور من حوله.
 
سيجد القارئ في الكتب تفاصيل ثقافات دول مختلفة، بوساطة الوصف أو الصور والرسومات المرفقة والتي تدعم الرؤية الواضحة لأقوام ربما لن يستطيع رؤيتهم في أي مكان آخر.
 
وتستطيع الكتب منح الفرد القوة ليستمر، فكتب تعزيز الذات، والثقة بالنفس تعتبر هدفاً لكل من يشعر بصعوبة الحياة والاستمرار فيها، وبعض الكتّاب اتخذ هذا النوع من الكتابة هدفاً له.
 
ما قاله العظماء
 
أعز مكان في الدنى سرج سابح.. وخير جليس في الأنام كتاب (أبو الطيب المتنبي).
 
الكتاب هو الجليس الذي لا يطريك، والصديق الذي لا يغريك، والرفيق الذي لا يملّك، والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملق ولا يعاملك بالمكر ولا يخدعك بالنفاق ولا يحتال لك بكذب (الجاحظ).
 
الكتاب هو المكان الوحيد في العالم الذي يمكن أن يلتقي فيه غريبان، بحميمية كاملة (مي زيادة).
 
كنت أدرك بعمق أن أكبر واق من الجنون والموت المجاني هو الكتاب (واسيني الأعرج).
 
إن الكتاب هو الجليس الذي لا ينافق ولا يمل ولا يعاتب إذا جفوته ولا يفشي سرك (ابن الطقطقي).
 
ليس هناك من صديق أوفى من الكتاب (همنغواي).
 
قيل لأرسطو: كيف تحكم على إنسان؟ فأجاب: أسأله كم كتاباً يقرأ وماذا يقرأ؟. (أرسطو).
 
بيت بلا كتب جسد بلا روح (شيشرون).
 
على الكتاب أن يكون الفأس التي تكسر البحر المتجمد فينا (فرانز كافكا).
 
تعلمت أن القراءة فعل خشوع، فأنت حين تنهي قراءة كتاب لا تعود الشخص الذي كنته قبل القراءة (أمبرتو أكابا).
 
الكتاب هو المعلم الذي يعلم بلا عصا ولا كلمات ولا غضب، بلا خبز ولا ماء، إن دنوت منه لا تجده نائماً وإن قصدته لا يختبئ منك، إن أخطأت لا يوبخك وإن أظهرت جهلك لا يسخر منك (إليزابيث باريت براونينغ).
 
حب المطالعة هو استبدال ساعات السأم بساعات من المتعة (مونتسكيو).
 
الكتب هي ثروة العالم المخزونة وأفضل إرث للأجيال والأمم (هنري ديفيد ثورو).
 
الكتاب صديق لا يخون (ديبارو).