49 عملاً لخريجي مركز أدهم إسماعيل … قضايا الطفولة ومعاني المحبة والعطاء موضوعات المعرض

49 عملاً لخريجي مركز أدهم إسماعيل … قضايا الطفولة ومعاني المحبة والعطاء موضوعات المعرض

ثقافة

الثلاثاء، ٢١ يونيو ٢٠٢٢

تحت رعاية وزارة الثقافة افتتح مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية معرضاً فنياً لخريجي المركز، شارك فيه 26 طالباً وقدموا نحو 49 عملاً تنوعت موضوعاتهم مابين الطفولة والمشاعر الإنسانية، البورتريه، التراث والحرف اليدوية فكانت لوحاتهم كمرآة تعكس الجمال بكل أشكاله وتصوره أينما وجد. كما تميزت جميعها باستخدام تقنية اللون الزيتي وخضوعها لقواعد المدرسة الواقعية التي لطالما اشتهر فيها مركز أدهم إسماعيل هذا الصرح الفني العريق الذي رفد الحركة الفنية بالكثير من المواهب الشابة التي خطت بريشتها وألوانها مستقبلها الواعد والمشرق.
 
وسيلة اتصال
 
وفي تصريح له بين مدير المركز قصي أسعد أن معرض الخريجين الذي تم افتتاحه برعاية الدكتورة لبانة مشوّح يضم 49 عملاً بتقنية التصوير الزيتي قياس 170 و26 مشاركاً، تنوعت مواضيع الأعمال التي اختلفت مابين البورتريه ومدلولاته وأحاسيسه وحالاته الرمزية ومابين الطبيعة الحية والطبيعة الصامتة، وهناك بعض الطلاب الذين ركزوا على قضايا الأطفال والمعاني التي يحملوها كالبراءة والعطاء والمحبة بالإضافة إلى الطفل ضمن ظروفنا الاستثنائية الحالية، وأعمال تراثية قدمت عن المهن والحرف التقليدية القديمة، أعمال عبرت عن دمشق القديمة وما ترمز إليه من أصالة.
 
وأضاف: «المعرض من خلال إشرافنا دائماً هو محطة يقدم فيها الطالب أعماله التي تحمل رسالته وهدفه فالعمل هو دائماً وسيلة اتصال بين المرسل (الفنان) والمتلقي (الجمهور) ومن خلال هذه المساحة والخطوط والألوان يعبر الطالب عما يريد».
 
ولفت إلى أن خريجي المعهد درسوا لمدة سنتين ومن ثم ثلاثة أشهر للتحضير لمشروع التخرج وبالتالي اللون الذي يستخدمه أي طالب مدروس كعجينة وكحالة امتصاص وانعكاس وتألق ومعناه ضمن مفهوم اللوحة أي حسب العمل الذي اختاره الطالب يمكن له أن يوظف حالة الألق اللوني بما يخدم الفكرة.
 
رافد قوي
 
بدوره أكد مدير مديرية الفنون الجميلة وسيم عبد الحميد أن: «مركز أدهم إسماعيل يعتبر رافداً قوياً للحركة الفنية التشكيلية السورية والمعرض يتم دائماً برعاية وزارة الثقافة حيث هناك اهتمام خاص بطلابه وخريجيه الذين يخطون خطوتهم الأولى في طريق الفن بكل قوة لما يقدمه لهم المعهد من تكنيك قوي وفهم للفن بشكل عام وللوحة بشكل خاص ولهذا هو رافد قوي للحركة الفنية التشكيلية».
 
وعن إمكانية مشاركة الطلاب بمعارض الربيع والخريف التي تقيمها وزارة الثقافة بشكل دوري قال: «هذا الشيء مهم وضروري جداً وأنا في الحقيقة استغللت المعرض لدعوة الفنانين الشباب عندما رأيت هذا المستوى الجميل والرائع والتكنيك والواقعية الجميلة فمنه ينطلقون ليشكلوا خطاً جديداً خاصاً بكل منهم، فوجهت لهم دعوة بشكل مباشر لأن مثل هذه الأعمال يجب أن تشارك ويسلط الضوء عليها في معرضي الربيع والخريف السنويين».
 
قفزة نوعية
 
أما أمين السر العام لاتحاد الفنانين التشكيليين غسان غانم فأوضح أنه: « بالنسبة لمشاركات الطلاب الموجودة اليوم هناك قفزة نوعية عن أي شيء آخر يقدم في الأعمال الفنية فبعض الطلاب أخذوا أمجادهم وساروا على طريق الفن بشكل صحيح والبعض الآخر مازال بحاجة إلى عناية أكبر من النواحي التشريحية والخلفية ليقدم العمل بشكل أفضل مما هو عليه».
 
وحول الموضوعات التي طرحت في معظم اللوحات بين أن: « الحالة التي نعيشها هي حالة عطف وحنان وشيء له علاقة بالطفل لذلك 80 بالمئة أو 85 بالمئة من اللوحات كانت موضوعاتها عن المودة والحب والتعاون والتكافل مع بعضنا البعض إن كان بالحزن أو الفرح ومختلف الحالات الشعورية ولهذا معظم هذه اللوحات كان فيها جرعة عالية من الحنية والود وهذا ما نحتاجه اليوم في ظل الوضع الذي نعيشه».
 
المشاعر الانفعالية
 
كما بينت خريجة المركز ريم الفاعوري أنها: «اخترت موضوع المشاعر الانفعالية وتحديداً الغيرة وجسدت بلوحاتي أن الغيرة من الممكن أن تكون بين الأصدقاء والأطفال والأخوات، بالإضافة إلى أنه ليس من الضروري أن تكون ناتجة عن حقد فأحياناً تكون منبعثة عن البراءة كما هو موجود في لوحاتي فأخر شيء تعلمناه في المعهد هو التعبير عن المشاعر عن طريق الرسم لذلك أحببت أن أشارك فيه بمشروعي».
 
وأضافت: «موضوع التعبير عن المشاعر هو من المواضيع الصعبة جداً ويحتاج من الفنان جهداً مضاعفاً ليضع كل مشاعره وأحاسيسه في لوحته، والمعهد قدم لنا الشيء الأكاديمي في الفن والرسم وأصبح هناك الكثير من القواعد التي نتبعها ومعرفة كبيرة بالألوان ومراحل الرسم حتى نصل إلى العمل أو اللوحة المتكاملة».
 
الطفولة المشردة
 
وحدثتنا آلاء الحوصلي عن مشاركتها وقالت:» أحببت اليوم أن أعبر عن الطفولة المشردة بين الدمار ومخلفات الحرب ونظرة الأمل والبراءة التي بقيت في أعين الأطفال على الرغم من قسوة الحرب، وحاولت أن أوضح الأمل الموجود باستخدام الألوان الحارة والباردة واستخدمت تقنية التلوين الزيتي بالسكين فهذه الطريقة ساعدتني بالتعبير أكثر ومزج الألوان».
 
فن البورتريه
 
أما الطالبة ريما رفاعي فأوضحت أنها: «دائماً ما أفضل فن البورتريه لذلك أحببته أن يكون موضوعاً لتخرجي ولكن بطريقة غير تقليدية فاخترت لوحات عالمية وأشخاصاً مميزين يمتلكون ألوان بشرة وألوان شعر مختلفين فوجدت أنهم يخدمون الجانب الجمالي من اللوحات، واستخدمت تقنية اللون الزيتي على القماش ولم يكن بإمكاني العمل بضربات قوية لأن هذه اللوحات تنتمي للمدرسة الواقعية أولاً وثانياً هي محاكاة فيجب أن تقدم كما هي بنسختها الأساسية».
 
المهن اليدوية
 
وأخيراً أشارت الطالبة ياسمين قدورة إلى أنها اختارت المهن اليدوية كموضوع للوحاتها وحاولت من خلال فئات عمرية مختلفة أن تؤكد على استمرارية تناقلها وتوارثها من جيل إلى آخر وفي الوقت نفسه أرادت أن توجه دعوة للمحافظة على هذه الحرف من الاندثار والتعريف بها، منوهة إلى أن بيئة العمل المحيطة بالفنان الحرفي كانت جزءاً مهماً من اللوحة فهي تعبر عن شخصيته وعن إحساسه وروحه الفنية التي يمتلكها ويمتاز بها سواء كانت بيئة العمل منظمة ومرتبة أم عشوائية.