رحيل المربي والفنان التشكيلي عبد المعطي أبو زيد … من حيفا إلى دمشق… رحلة توثيق معاناة الإنسان الفلسطيني وكفاحه

رحيل المربي والفنان التشكيلي عبد المعطي أبو زيد … من حيفا إلى دمشق… رحلة توثيق معاناة الإنسان الفلسطيني وكفاحه

ثقافة

الثلاثاء، ٢٨ فبراير ٢٠٢٣

سارة سلامة
نعت وزارة الثقافة واتحاد الفنانين التشكيليين في سورية رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في سورية الفنان عبد المعطي أبو زيد عن عمر ناهز الثمانين عاماً بعد مشوار فني كبير حاملاً على عاتقه قضية وطنه فلسطين في ألوانه وريشته وأفكاره.. وقال عنها سابقاً «سعيت عبر مشواري الفني لأن تكون فلسطين منارتي مختصراً عبرها معاني التراث والأمل والعودة».
 
واعتمد الراحل بخطه الفني على الفن المعماري الفلسطيني والمرأة كرمزين يختزلان القضية وما طال الشعب الفلسطيني من هموم اجتماعية وإنسانية جراء الاحتلال والتعبير عن هذه الحالات بصدق وأصالة.
 
نعاه الوسط الثقافي مؤكداً على إنسانيته ونبله، فهو إنسان خلوق ومعطاء، محب للجميع قبل أن يكون فناناً وله تاريخ طويل؛ نشأ أبو زيد في دمشق وعشقها وتعلق ببيوتها القديمة، حيث بدأت موهبته الفنية من خلال رسم حاراتها وبيوتها بطريقته الخاصة وقال عنها إنها «خلقت له مفصلاً جديداً في مرحلة البدايات التي طورها لاحقاً خلال دراسته الثانوية مع مجموعة من الطلاب الموهوبين بإشراف أساتذة مختصين»، وعمل مدرساً للفنون في مدارس وكالة (أونروا) في مخيم اليرموك، وبالتحديد في إعدادية الكرمل. وهو أحد مؤسسي الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين، كما شارك بعشرات المعارض في مختلف المدن والمحافظات السورية، والعديد من البلدان والعواصم العربية والأجنبية.
 
نشأته
 
أبو زيد من مواليد مدينة حيفا عام 1943، انتقل إلى دمشق إثر النكبة عام 1948 ليغدو أحد أبرز رواد الفن الفلسطيني المعاصر، حيث وجد في الرسم أداة مهمة للتعبير عن مكنوناته تجاه أرضه، مركزاً على الجانب التراثي في أعماله وتعلقه بالأمل وارتباطه كفنان بتراب فلسطين، تغلغلت في ذاكرة الراحل مدينته حيفا، وتصوره لبحرها وجمال طبيعتها، إضافة إلى مجموعة قصص إنسانية عايشها.
 
البداية
 
بدأت موهبته الفنية من خلال رسم مدينة الياسمين بطريقته الخاصة، حيث خلقت له مفصلاً جديداً في مرحلة البدايات التي طورها لاحقاً خلال دراسته الثانوية مع مجموعة من الطلاب الموهوبين بإشراف أساتذة مختصين، ما أهّله ليقيم العديد من المعارض التشكيلية ناقلاً الحياة الفلسطينية إلى اللوحة بتجديد خاص به.
 
ويعتبر أبو زيد من أوائل مؤسسي اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين عام 1979 كجهة راعية ومنظمة للحركة التشكيلية داخل الأراضي المحتلة وفي الشتات، ولعب دوراً بالغ الأثر في التعريف بالقضية الفلسطينية عبر الفن التشكيلي.
 
مسيرته
 
تنقل أبو زيد خلال مشواره الفني بين مدارس عدة بدءاً من الواقعية التي لم يجد نفسه فيها ما جعله يسعى لتكوين شخصيته من خلال اطلاعه على العديد من التجارب، إضافة إلى ثقافته لتغدو اللوحة الفلسطينية أساس عمله الفني.
 
وشارك الفنان الراحل بشكل لافت بمعارض جماعية في عدة دول هي: لبنان- اليمن –الكويت- قطر- الإمارات- الأردن- إيران- الاتحاد السوفييتي (سابقاً)- تشيكوسلوفا- اليونان- البرتغال- أميركا- نيكاراجوا- سويسرا- السويد- إسبانيا.
 
كما شارك أبو زيد بكل معارض نقابة الفنون الجميلة ووزارة الثقافة في سورية وطبع له العديد من اللوحات والملصقات وأغلفة الكتب والبطاقات، ومارس الرسم والخط والإخراج الصحفي والتصميم، فضلاً عن ذلك سجل التلفزيون التشيكي فيلماً عن أعماله وحياته الفنية، واتخذت مجموعة السينما الفرنسية لوحته (الجذور) ملصقاً لفيلم الزيتون.
 
كما أقام معارض فردية خاصة برسوماته حول القضية الوطنية الفلسطينية.
 
كما أن عبد المعطي أبو زيد مزج بين كونه مدرساً ومربياً وفناناً تشكيلياً حمل في جعبته ومسيرته حب الوطن الفلسطيني، ليتخرج بفضل عطائه مئات الطلاب بجميع مجالات التحصيل الدراسي، ومنها الطب والهندسة والحقوق والإعلام والفن بكل أشكاله.
 
رحيل موجع
 
وما إن انتشر خبر وفاته حتى امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات العزاء وهذه بعضها حيث كتب الفنان التشكيلي أيمن الدقر: «وداعاً أيها الصديق النبيل.. غادرنا الأخ والصديق عبد المعطي أبو زيد، رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في سورية.. لروحك السلام».
 
وكتب محمود خليل: «رحيلك موجع، الفنان التشكيلي عبد المعطي أبو زيد.. رئيس فرع سورية لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين..
 
كنت وستبقى أخاً وصديقاً وفناناً نعتز بمسيرته..
 
(أبو علي) إلى جنان الخلد أيها الكبير».
 
بينما قال عضو اتحاد الكتاب العرب علي بدوان: «خبر صاعق، ظهر اليوم السادس والعشرين من شباط/فبراير 2023، رحيل شيخ الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في سورية، عبد المعطي أبو زيد، رفيق شيخ الفنانين والنحاتين الفلسطينيين.
الوطن