إبداعات تعبيرية في معرض الربيع السنوي2015

إبداعات تعبيرية في معرض الربيع السنوي2015

ثقافة

الأحد، ١٧ مايو ٢٠١٥

ريم الحمش
يشكل معرض الربيع السنوي لهذا العام الذي افتتح برعاية وزارة الثقافة وبالتعاون مع مديرية الفنون الجميلة واتحاد الفنانين التشكيليين، في خان أسعد باشا بدمشق القديمة فرصة ملائمة لتقاسم الأفكار والخبرات في مجال الفنون الجميلة، فيما يتيح للزوار إمكانية الاكتشاف والتعرف على التحولات التي توصل إليها المشهد الفني السوري والتعريف بأهم الفنانين، واستعراض أعمالهم ورؤيتهم الفنية حيث قدم كل فنان أعماله التي تمثل طابعاً مغايراً عن غيره من الفنانين معبرة عن طموح مستقبلي لطاقات سورية شابة.
شارك بالمعرض مجموعة من الفنانين الشباب بأعمال عديدة في التصوير الزيتي, الغرافيك, والنحت وتميز هذا العام بتوزيع جوائز للمتميزين من خلال لجنة التحكيم التي تألفت من أساتذة جامعيين هم: الدكتور خالد المز, الدكتور نبيل رزوق، طلال معلا، عماد الدين كسحوت, أنور الرحبي, غازي عانا، نشأت الزعبي, فحاز الفنان التشكيلي إياد نصيرات على جائزة المعرض الكبرى, ونال شادي العيسمي الجائزة الأولى في التصوير الزيتي، بعمل بعنوان: حوار, وذهبت الجائزة الأولى للنحت للفنان قصي النقري أما جائزة اتحاد الفنانين التشكيليين للفنان عامر علي لعمل بعنوان: الصرخة.
وقال الفنان عماد الدين كسحوت مدير الفنون الجميلة ورئيس لجنة التحكيم: إن حرص وزارة الثقافة على استقطاب الإبداع السوري بمختلف أصنافه مكن المعرض من إتاحة الفرصة للفن التشكيلي السوري بأن يأخذ مكانته اللائقة, نظراً لما يتمتع به الفنانون التشكيليون من قدرات إبداعية ليس على الصعيد المحلي فحسب بل على خريطة الإبداع التشكيلي عربياً وعالمياً تأسست على مخيلة إبداعية رحبة تجسدت فيها مبادئ وأفكار وصور حول الوطن، وجماليات البيئة، وأسئلة تعانق مفاهيم الحياة، الحب والموت, واعتبر أن إقامة المعرض السنوي تجربة متميزة ستتوسع على نحو أشمل وأكثر حضوراً وتنوعاً في الأعوام المقبلة.
قدم الفنان التشكيلي إياد نصيرات لوحة بقياس 45× 57 سم, طباعة حجرية بعنوان: بلا عنوان, والفنان إياد يعتبر "كرافيكي" من الطراز الأول اشتغل بتقنيات الحفر المتعددة, وكذلك بأعمال الطبعة الواحدة، يحاول أن يمزج دائماً ما بين الحس الكرافيكي للفنان وما بين خبرته وتجربته الطويلة في التلاعب بمصادره اللونية وأدواته وتقنيته، وهو يتمتع بلغة بصرية حاذقة ظهرت عبر سلسلة من اللوحات ذات التكوينات والأبعاد والمضامين الحسية التي توحي بالتعبير والرمزية أكثر مما توحي على سبيل الافتراض بالجماليات المألوفة، فهو يمتلك إحساساً متطوراً بالتعامل مع السطح، والموضوع في منطقة إبراز جماليات إنشاء الخطوط والألوان والتراكيب والأشكال. الفنان إياد ماهر النصيرات, من مواليد درعا1988, إجازة من كلية الفنون الجميلة, جامعة دمشق, طالب دراسات عليا بجامعة دمشق 2015, مشارك في عدة ورش عمل وندوات, مشارك في عدة معارض فردية وجماعية داخل وخارج القطر.
أما النحات قصي النقري فتميزت أعماله بتنوع المادة التي يشتغل عليها، فهذا
التنوع في الاشتغال على المادة جعله مهووساً بالتجريب وتطويع المادة التي يرفقها دائماً برؤية فلسفية وفنية, ترتبط أساساً بالموضوعات الإنسانية التي يريد التعبير عنها, ويحرص النحات أن تكون منحوتاته أشكالها جد مختزلة تتوزع بين البارز والناتئ وبين الحاد والناعم, كما يحرص في كثير من منحوتاته على خلق توازن بين الكتل, تتداخل وتتجاور في التشكيلات والمادة, وتتخذ أوضاعاً أخرى وكأنها تعبير عن حالا ت إنسانية مختلفة. قصي بهجت النقري, من مواليد حمص 1983, خريج كلية الفنون الجميلة, قسم النحت 2005, عضو اتحاد الفنانين, فرع دمشق له العديد من المعارض الفردية, والجماعية, مساهم في العديد من الملتقيات وورشات العمل ومنها نشاطات محترف شغل وفن منذ 2008 دمشق, أعماله مقتناة داخل سورية وخارجها.
امتاز التشكيلي شادي العيسمي الذي قدم عملاً بعنوان: حوار بقياس 120×100سم من مواد مختلفة ببعد لوني يأخذك أحياناً إلى موسيقا من التكوينات اللونية المتداخلة المعبرة بشفافية وحسية عالية.
شادي سلمان العيسمي، مواليد دمشق 1978, إجازة في الفنون الجميلة قسم الحفر والطباعة/جامعة دمشق 2001, دبلوم دراسات عليا 2005, عضو اتحاد الفنانين التشكيليين, حاصل على الجائزة الثانية في معرض الفنانين الشباب السادس2006, معرض فردي في غاليري مصطفى علي /2007/ مشارك في عدة معارض جماعية, أعمال مقتناة داخل وخارج البلد, كما قدمت لنا الفنانة رهف دك الباب متعة بصرية من خلال رسالتها الفنية التي تناولت الإنسان وخصوصاً المرأة، لوحة بعنوان: بورتريه للمرأة العربية، بقياس 55×50 سم, بالألوان المائية والأحبار, إذ نجد أنها تميزت بالجرأة في استخدام اللون من خلال ألوان تميزت بحرارة اللون وبأسلوب فني طازج.
كما قامت مديرية الفنون الجميلة بتكريم الفنان الراحل أحمد الأحمد من خلال إعلان البوستر عن المعرض الذي تضمن صورة لأعمال الفنان الراحل، ومقدمة بروشور المعرض بكلمة تعريفية للناقد التشكيلي سعد القاسم عرض فيها تجربة النحات الراحل نختار منها بعض السطور: أرخى هدوء البادية بطباعه على أحمد الأحمد فكان هذا الهدوء سمة ملازمة لشخصه وإبداعه, رغم وفرة حضوره الشخصي والإبداعي في المعارض الفنية فقد كان بعيداً للغاية عن الصخب في حديثه وحركته وتقديمه لنفسه, وكذلك الأمر في منحوتاته التي اكتسى معظمها بحال من الاستقرار أوحى بهدوء أبدي، ما خلا بضع منحوتات بدت بما تملكه من حركة كحال الأوقات التي تعبث فيها الرياح بكثبان الرمال معيدة تشكيلها على هواها, قبل أن تغادرها تاركة فيها ذكرى مرورها العاصف.