الفنانة التشكيلية إلهام سليم.. امرأة تحلم وزهرة تتفتح

الفنانة التشكيلية إلهام سليم.. امرأة تحلم وزهرة تتفتح

نجم الأسبوع

الأحد، ١٠ يناير ٢٠١٠

 

"في الحياة مكان للآخرين ومتسع للجميع".

 

 

إلهام سليم.. فنانة تشكيلية مرهفة الحس.. تعشق الطبيعة والتأمل بها تتميز بأنوثتها، وبأفكارها التي أبدعتها منذ بداية انطلاقها في هذا المجال.. تعشق الجمال، ولو وجدت بمكان لا يحتوي شيئاً من الجمال فهي تعطيه بإحساسها شيئاً من الحس..

*تقول عن نفسها:

- أمضيت سنوات طويلة في سلك التعليم، وكنت قد درست فن التصوير الزيتي والمائي في مركز أدهم إسماعيل لمدة عامين، وتابعت دراستي الفنية في فرنسا، وشاركت في عدة معارض جماعية، في كل من دبي ,الكويت فرنسا، وآخر المعارض الفردية أقمته في القرية الثقافية في حدائق الحسين الملكية في عمان بالتنسيق مع الدائرة الثقافية في عمان الكبرى، حيث قدمه الدكتور حيدر يازجي نقيب الفنانين التشكيليين في سورية بقوله:

(تنقلك أعمال الفنانة إلهام سليم إلى عالمها الخاص بها، عالم الحس المرهف والألوان الشفافة المتناغمة والضوء الذي ينساب تارة فوق أزهار جميلة متناثرة، وتارة على شكل جسد امرأة في أوضاعها المختلفة وتارة في عوالم رمزية، تنقلك إلى حيث السحر واللون والمتعة البصرية، وتدعوك للتأمل أحياناً أخرى والبحث عن الأسرار التي تعرفها من مخزون عالمها الداخلي ممزوجة بالمشاعر الإنسانية الدافئة التي تؤلف مع ألوانها الشاعرية سيمفونية فنية تميزت بها في لوحاتها).

في أعمالها تنقلك إلى عالمها الخاص.. عالم الحس المرهف والألوان الشفافة المتناغمة والضوء الذي ينساب تارة فوق أزهار جميلة متناثرة

وتضيف: أنا حالياً عضوة في نقابة الفنون الجميلة ومتفرغة للعمل الفني، وعن أهمية الفن التشكيلي بالنسبة لها قالت:

- الفن التشكيلي هو الهاجس الإنساني الأول عندي منذ الصغر، فأنا أؤمن بالوظيفة التي يضطلع بها الفن والفنان إزاء الواقع، ولدي حساسية كبيرة تجاه الأحداث التي تتصل بقضايا الإنسان والانحياز لقضايا الناس وهمومهم، ولدى معايشتي للأحداث والأمكنة والأشخاص، أحاول اختزال ما أختزنه في عقلي وروحي في فترة طفولية رائعة، أصبُّها على الخامة البيضاء بتلقائية وعفوية.. ويكون الإنسان حاضراً دوماً بجمالياته وعنفوانه.. تتلمسين ذلك من خلال الألوان والخطوط بشكل صريح ومباشر، وقد كان لدراستي للفن التشكيلي في فرنسا أثر كبير في دخولي عالم الفن الجميل، حيث أمضيت هناك سنوات، زرت خلالها الكثير من المعارض والمتاحف أهمها متحف اللوفر الذي سحرني لما يحويه من لوحات لفناني تلك الفترة وما تحمل من قيمة تحكي تاريخ الحركة الفنية في فرنسا، ثم أتيحت لي الفرصة لزيارة إسبانيا ورؤية متاحفها التاريخية في كل من غرناطة وقرطبة وطليطلة التي يتحدث عنها الصرح الكبير للدولة الأموية في إسبانيا، ومن ثم تابعت دراستي في مركز أدهم إسماعيل، واكتسبت خبرات جديدة من حيث الألوان والتقنيات المختلفة, وكان ذلك سبباً في دخولي ثانية إلى عالم الفن التشكيلي في دمشق.

*أما عن المراحل التي مرّت بها في عالم التشكيل فتقول:

- تتصف المرحلة الأولى بالواقعية.. أرسم فيها بشكل أكاديمي فاشتغلت على الطبيعة عامة والصامتة من خلال تواصل الإنسان مع المحيط الخارجي واكتشافه له مع إطلاق طاقتي في التعبير عن الفضاء والحرية من خلال الألوان، وانعكاس المشاعر الداخلية على ما أراه حولي ثم دخلت في مرحلة الانطباعية مع اشتغالي على الطبيعة والزهور التي أعشقها.. وملامح إنسانية اختزنتها في الذاكرة في مرحلة سابقة مع محاولة التحرر قليلاً من قواعد الشكل واللون بأسلوبية معينة تناسبني في صنع الجمال.

انتقلت بعدها إلى التعبيرية الرمزية حيث تحررت من قواعد الشكل الصارم واللون من خلال البحث عن المرئيات والمشاهدات الجمالية التي تقترن بمشاعر داخلية... أعبر من خلالها عما أراه من خطوط وألوان ترمز إلى شيء ما في داخلي، فهو تعبير عن الجمال بشكل غير مباشر فدخلت تجربتي في عالم المرأة التي تشكل بالنسبة لي الوطن.. والجذور.. ورسم المرأة كان له أهمية خاصة لدي بحيث أخذ مساحة كبيرة في مختلف مراحل تجربتي، وتحولت الأنثى إلى رمز للجمال ورمز للوطن، وتكثف حضورها قديماً وحديثاً من خلال وعي الإنسان لعلاقة المرأة بالأرض والخصب والولادة والبناء.

فأنا أعمل على إظهار جماليات المرأة من خلال تكوينات الجسد وتفكيكه وصهره في خلفية اللوحة كوحدة متشابكة لتبدو الألوان متداخلة بشكل تجريدي وعفوي.

يقول الفنان أنور الرحبي:

الفنانة إلهام سليم تحوك الكثير من عناصر الطبيعة في مواضيعها، فهي صديقة الخلويات من الطبيعة والخريف وجملة من عناصر الحياة اليومية، ففي أعمالها تسجل انطباعاتها بشيء من الحب، حب الرسم والعطاء، فهي فنانة مجتهدة تحاول محاكاة الطبيعة بريشتها ونقل بعض عناصرها إلى الخانة البيضاء.

*أما عن جديدها فتقول:

أقوم برسم مجموعة من المشاهد والموضوعات التي تستهويني في رسم الطبيعة ومفرداتها والزهور والمرأة ونظرتها للمستقبل وأسعى لأن أكون أقرب للإنسان بتقنيات وألوان مميزة أتمنى أن تنال إعجاب المتلقي.

أخيراً

تعمل الفنانة التشكيلية إلهام سليم بجهد وصبر ينبع من حبها للرسم والفن التشكيلي تبحث عن الجمال وتقنع المتلقي بأن هناك جمالاً آخر مختلفاً وتكتشف مع الوقت إنه يمكن أن يحافظ على حياتك وحبك لغيرك وحكمتها تقول: "في الحياة مكان للآخرين ومتسع للجميع".

ريم الحمش