المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في لقاء خاص للأزمنة

المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في لقاء خاص للأزمنة

نجم الأسبوع

الأحد، ٣١ يناير ٢٠١٠

الإعلام الجاد كله إعلام خاسر

 

الإعلام حالة إبداع متجددة.. بهذه العبارة بدأ الدكتور ممتاز الشيخ المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون حديثة مع مجلة الأزمنة.

هذا الإبداع الذي عزف السيرة الذاتية للأبيض والأسود، ورسم حكاية هنا دمشق حتى صارت هنا وهناك، هذا الإبداع الذي رصدت لأجله عقول وجهود وأعصاب وساعات إلى ما بعد منتصف القمر حتى امتلأ الأثير نثراً والشاشة ألواناً لنقل إبداعاتنا إلى كل بيت عربي عبر رسالة أطربت وأبكت وأضحكت حينها علمنا أنها نجحت.

مجموعة من القضايا والتساؤلات حول الوضع الراهن والمستقبلي للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون حاولت الأزمنة التماس تفسيراتها في الحوار التالي مع الدكتور ممتاز.

*أقر مجلس الوزراء مؤخراً مشروع قانون يقضي بتمتع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي، كما ويقول المشروع إنه يهدف إلى إعطاء الهيئة المرونة في عملها واستثمار موجوداتها وكوادرها في إنتاج أعمال متميزة.. هل تحقيق هذا الهدف غير ممكن في سياق اللوائح التنظيمية القائمة... وماذا ينتظر المشاهدون والمستمعون من اللوائح الجديدة حين سريان مفعولها؟.

كنا نعتمد على قانون صدر في1951، أي منذ ستين عاماً، ذلك القانون كان مربكاً لنا كإعلاميين وخاصة كإعلام تلفزيوني، لاسيما وأن علمنا بالأصل لم يكن هناك في عام 1951 تلفزيون وإنما فقط إذاعة، أي نحن نعمل طيلة هذه السنوات على قانون الإذاعة، وعملنا التلفزيوني وكل نشاطاتنا التلفزيونية من البرامج والمسلسلات والمهرجانات والندوات والسياسة الإعلامية التلفزيونية كانت تقوم على استطالات من قانون الإذاعة ونصنع منه شيئاً تلفزيونياً وهذا بالأساس مخالف للمنطق، لذلك نلحظ نحن في السنوات الأخيرة تردي الإنتاجية التلفزيونية خصوصاً ناحية الأعمال الدرامية الكبيرة.

مشروع القانون ومن ثم المرسوم الذي سيصدر يشرع أنشطتنا التي نقوم بها ويتطلع إلى الأمام، وهذا لا يعني أن هذا المرسوم صالح لمدة 50 عاماً آخر، لكن نحن أجملنا كل أنشطتنا وحاولنا أن نضعها في قالب قانوني حقيقي.

وهنا أريد أن أشير إلى أن كل قانون إذا تعاملنا معه حرفياً سيكون مربكاً ومقيداً، ومن الأفضل أن نتعامل مع روح القانون، كما وأعتقد أن الإدارات المتعاقبة على هيئة الإذاعة والتلفزيون استطاعت أن تنجز الكثير بفضل اجتهاداتها المختلفة لكي تؤقلم العمل إلى حد ما مع القانون الصادر قبل عقود.

 

*كيف كانت تمرُّ هذه الاجتهادات قانونياً؟

 

لدينا لجنة برامج، هذه اللجنة كانت مخولة أن تستوعب مثل الفوارق في الإبداع، فالإعلام بحد ذاته إبداع والإبداع لا يمكن أن تعطيه من خلال قوانين، والمرسوم الذي أنجزناه الآن، لحظ أن الإعلام مؤسسة إبداعية ,وهذا الإبداع يجب أن يكون فيه هامش معين في العطاء في المنح، في التقويم، في المكافأة وعندما يستوعب القانون كل هذا أعتقد أننا سنتجاوز الكثير.

 

*هل هناك نقاط كنتم تريدون تضمينها في المرسوم ولم تستطيعوا ذلك؟

أعتقد أننا أعطينا أكثر مما طلبنا، فقد استطعنا وبتوجيهات متواصلة من السيد الوزير أن نضع قانوناً جديداً يتناسب مع عمل الإذاعة والتلفزيون، وهنا أريد أن أشير إلى أن الاهتمام الكبير من السيد الرئيس بشار الأسد لعب دوراً كبيراً في إنجاز هذا المرسوم الذي بات في مراحله الأخيرة.

 

 

*قلتم إن القانون السابق أعاق نوعاً ما إنتاج الأعمال الضخمة، إذاً كيف يمكن أن ينعكس المرسوم القادم على العمل الدرامي في سورية؟

كنا نرتطم بالتعرفة الصادرة، التعرفة المعتمدة نقول مثلاً: أن الكاتب يتقاضى أجر الحلقة مبلغاً ما، الآن تمت مضاعفة هذا الرقم بما يوازي ما يعطى في القطاع الخاص.

 

*هل معنى ذلك أن الذين سيشاركون في برامج وأعمال من إنتاج الهيئة موعودون بأجور منافسة للقطاع الخاص؟

الآن توجد تعرفة جديدة للعمل، تعرفة للدراما وللأعمال التلفزيونية وكلاهما تمت مضاعفتهما على الأقل 100%، في بعض الحالات 300% نحن الآن على خط واحد مع القطاع الخاص، ولكن قد تطرأ مسائل معينة؛ فمن المعروف أن القطاع الخاص أكثر مرونة وأكثر تعاطياً مع الأشياء.

 

*قلت أن القانون أعطاكم أكثر مما طلبتم..هل ستقدمون أكثر مما نتوقع؟

نحن نأمل ذلك، وأنا أعتقد أن الشخص الذي يمكن أن يعمل ثلاثة برامج من أجل نفقاته الشهرية، الآن بإمكانه أن يعمل برنامجاً واحداً يغطي نفقاته الشهرية ونحن نريد أن يعمل برنامجاً واحداً لأنه في ثلاثة برامج يوزع جهده وإبداعه ووقته، فعندما تكون مضطراً أن تعمل على الكم وليس على الكيف تكون قد خفضت من مستوى الكيف، الآن المرسوم الجديد يتيح الحصول على الأجر المادي بمقابل ضعفين وهذا يساعد على إنجاز أعمال مميزة.

*على معظم الشاشات الإقليمية والعالمية نشاهد برامج ضخمة ينتظرها ويتابعها الملايين.. لكن نفتقد هذا الأمر على شاشة التلفزيون العربي السوري لماذا؟

 

نحن نعمل بتلفزيون رسمي لا نجتهد في أن نعمل برامج منوعات ضخمة، وعند المقارنة علينا أن نقارنه مع التلفزيونات الرسمية، ومع ذلك نجتهد لكي يكون لدينا برنامج كتلك الإنتاجات الضخمة بالرغم أنها مكلفة جداً.

 

*في استبيان بسيط أجريته بين بعض الإعلاميين حول نسبة مشاهدتهم للتلفزيون العربي السوري.. كانت النتيجة وللأسف متواضعة جداً.. هل تجرون بين الحين والآخر استطلاعات رأى حول نسبة ونوعية المتابعين لبرامجكم أو تستأنسون بآرائهم؟.

 

في نهاية الأمر أمام التلفزيون السوري الرسمي مهمة هي إيصال رسالة ليس المهم أن تحسب الوقت الذي يجلس فيه المتابع أمام التلفزيون، فقد يكون لديك جمهور نوعي قليل هذا أفضل من جمهور كبير تفكيره مسطح يريد متابعة أفلام.. وفيديو كليب.. وهناك كثير من قنوات الفيديو كليب جمهورها أكبر بكثير من أي تلفزيون رسمي، نحن نروج من خلال برامجنا لسياسة الدولة السياسية والاقتصادية والثقافية والتنموية، فعندما نتحدث عن التعليم هذا ليس برنامجاً ذا جاذبية لكن يقدم فائدة كبيرة لشريحة واسعة من هذا المجتمع.

أما بالنسبة للاستبيان فقد أرسلنا منذ شهرين إلى مؤسسة متخصصة ببحوث ودراسة الرأي العام، مجموعة من استطلاعات الرأي العام على كل شريحة في المحافظات، وكل شريحة في المحافظة تتعدى الألف شخص لدراسة برامجنا ودراسة توجهاتنا وماذا يريدون من التلفزيون في نهاية الأمر، نحن قمنا بذلك عندما أحدثت هذه المؤسسة مباشرة وننتظر خلال الأيام القليلة القادمة نتائج مثل هذه الدراسة.

نتمنى أن يكون لنا جمهور كبير لكن وفق رسالتنا وبرامجنا التي نقدمها، نحن نبحث عن الجمهور الذي يتأثر بنا، نحن نبحث عن الجمهور الذي يريد أن يشاهدنا، أن يتعلم منا، نحن مجتهدون في الأخبار، في الأخبار المحلية لا أعتقد يوجد تلفزيون يذيع مثلنا نحن لا نجاري أو لسنا على مستوى واحد مع التلفزيونات الإخبارية الأخرى فالتلفزيون السوري لا يقارن بتلفزيونات إخبارية متخصصة أو تلفزيونات منوعات متخصصة.

 

*ذكرت أن هناك برامج منوعة تخاطب شرائح معينة، هل إعداد هذه البرامج يتم بأسلوب أكاديمي؟.

بالتأكيد عندما نعد أي برنامج لا نأتي بفكرة ونعرضها مباشرة على الشاشة، الفكرة تمر بمراحل كثيرة وتتطور حتى تصل إلى الشاشة، هذه اللجنة متخصصة تدرس الأفكار لكي توافقها وتلائمها مع متطلبات المرحلة المقبلة.

 

*كثيراً ما نسمع عن توقيع مذكرات تفاهم أو اتفاقيات مع شبكات تلفزة أخرى هل أدت هذه المذكرات الرسالة المرجوة منها؟

بالتأكيد إذا كان المطلوب أن كل مذكرة تفاهم أن يكون كل برنامج تلفزيوني يوازي هذه المذكرة كان يلزمنا قناة كاملة من أجل أن تكون جميع هذه المذكرات موجودة على الشاشة؛ ولكن مذكرة التفاهم في الأساس تعني الكثير وتعني أشياء قد لا تظهر على الشاشة ولكنها ملموسة من جانبنا كعاملين في مجال العمل التلفزيوني.

 

*طالما تطرقت إلى العاملين في التلفزيون.. هناك وشوشات هنا وهناك عن وجود كوادر في الهيئة أضعاف ماتحتاجه.. كما تسربت أنباء عن إجراءات ما يمكن اتخاذها تجاه ذلك لاحقاً.. ما صحة ما يقال؟.

 

هذه مؤسسة دولة ليست مؤسسة خاصة ونحن لا نؤدي الوظيفة المقصود منها فقط الربح، الدولة تبحث عن التنمية، وهي تستطيع أن تستوعب جميع العاملين الموجودين فيها، صحيح يوجد فائض من الكادر وربما مربك أحياناً ولكن نفرح كثيراً عندما نرى هذه الكوادر في يوم من الأيام امتلكت الخبرة من خلال التدرب على تجهيزات التلفزيون السوري هذه المؤسسة الرسمية، وإلا كيف يمكن للقطاع الخاص أن يصنع مخرجاً؟..هو يأخذه جاهزاً في نهاية الأمر، فالقطاع الخاص لا يستوعب مخرجاً مبتدئاً وإنما يأخذ أفضل كاتب، أفضل مخرج، أفضل نص.

صحيح نحن نتضرر إلى حد ما من حجم هذا الكادر، لكن عندما نرى اسمه على الشاشة السورية أو على شاشة أخرى نكون مسرورين.

 

*ألا يمكن استثمار هذا الكادر وإيجاد قنوات عمل له ضمن الهيئة؟

لدينا كوادر يمكن أن تشغل أكثر من فضائية الأمر يحتاج المكان، يحتاج التجهيزات، يحتاج تقنيات وإمكانات ضخمة جداً، إذاً الموضوع ليس أن توجد قناة ونضعها على نيل سات أو عربسات، هناك ضرورة لوجود بنية تحتية.

 

*كم نسبة الكادر الفائض؟

نحن لا نملك إحصائيات لعدد العاملين لذلك لا نستطيع ذكر نسبة معينة، ونحن لا نعتبره فائضاً فهؤلاء إخوتنا وزملاؤنا في المهنة وهذه المسألة فيها جانب إنساني وجانب تنموي هؤلاء لديهم أسر تعتاش من هذا العمل وهذا جانب جيد، ونحن إذا ما أخذنا في التدقيق بالمصطلح هذا كادر فائض لا نصل إلى هذه النتيجة، هذا الكادر يعمل على الإنتاج في المجال الذي يشتغل به يعني أن عملت لي لوحة تأخذ مقابل هذه اللوحة، أسهمت في عملية مونتاج تأخذ مقابل هذا العمل، وهذا لا يعتبر كادراً، أكثر من نصف العاملين المتواجدين في هذه المؤسسة الذين تحسبهم كوادر هم يعملون على الإنتاج وأنا أعتبر كل إنسان مبدع في القطر السوري هو مساهم في هذه العملية وقد نحتاجه في مرحلة ما ونعطيه أجره الذي يستحقه، العامل على الإنتاج لا يتقاضى راتباً شهرياً لكن يأخذ أجره، وهذا حقه في نهاية الأمر والعملية الإبداعية لا يمكن تقييدها في كوادر في نهاية الأمر.

في كثير من المهن التلفزيونية التي أنشئت ووجدت في السنوات الأخيرة لم تكن موجودة من قبل، كمخرج الأخبار مثلاً لم يكن موجوداً كان المخرج عاماً للدراما والأخبار والمنوعات، الآن أصبح هناك تخصص في كل شيء، وفي كل نوع من أنواع البرامج.

إذا أطّرت نفسك في هذا القالب وتريد أن تغير القانون كل سنتين؛ بهذه الحالة لن تصل إلى نتيجة، لذلك كان لابد من المرسوم الذي تحدثنا عنه في البداية أن يعطي مثل هذا الهامش، الدخول والخروج والعبور بسهولة إدخال الكوادر الجديدة لحظها مثل هذا المرسوم، سهولة إدخال الكوادر الإبداعية الجديدة التي تواكب التلفزيون.

 

*بالرغم من وجود هذا العدد من الكوادر لايزال المشاهد يشكو من ظهور مذيعين ومذيعات ومقدمي ومقدمات برامج دون المستوى المطلوب؟.

قبل ثلاثة أشهر أرسلنا كادر الصف الثاني للتدريب في لبنان وجاؤوا بثناءات غير مسبوقة لكفاءتهم ومهنيتهم وحضورهم ولغتهم وسلامة حضورهم على الشاشة نحن كنا قد وضعناهم عندنا للاحتياط، جاؤوا بهذه النتائج، ما بالك لو أرسلنا الصف الأول كل مذيعينا متميزون ولكن الذين يخرجون ويعملون في قنوات معروفة جاءتهم فرص للعمل وأنا أعرف الكثير ممن جاءتهم مثل هذه الفرص وبأجور أعلى ورفضوها، لأنهم مقتنعون بالعمل في التلفزيون السوري، نحن لا نجبر أحداً على البقاء ولا نمنع أحداً من العمل في الخارج إلا ضمن القوانين.

والمحررون المذيعون العاملون الذين يصنعون البرامج الإخبارية في التلفزيون السوري أكثر الناس كفاءة، وأنا مستعد أن أجاري بهذا الكلام أي قناة تلفزيونية أخرى ولكن القنوات الخاصة تأخذ السلعة جاهزة في نهاية الأمر نحن نصنعها وعندنا مطبخ الكوادر، إذاً لدينا من الخبرات ما يضاهي أعلى مستوى موجود في الدول العربية وهذا ما تشهد له كل التلفزيونات الأخرى.

 

*مؤخراً تم افتتاح مركز الأخبار الجديد متى سيبدأ العمل فيه وماذا ننتظر منه؟

 

مركز الأخبار الجديد هو حقيقة خطوة متقدمة إلى الأمام بشكل سيلحظه الجمهور، تم افتتاح هذا المركز بشكله الأولي والمبدئي 26/4/2009 وهذه منظومة على أحدث التقنيات الإعلامية في مجال الأخبار تتطلب الكثير من الجهد من أجل التدريب على هذه التقنيات الجديدة كي تظهر نشراتنا الإخبارية في أبهى صورها وفي حلتها الجديدة، أعتقد إنه سيبدأ العمل في القريب، فالجاهزية الآن تقريباً 99% من حيث التقنيات والفنيات، ننتظر شارة الإقلاع وهذه المسألة مسألة وقت, أحياناً توجد ظروف معينة، نستطيع أن نباشر من الغد ولكن نبحث عن الوثوقية التامة.

 

*ما الجديد الذي ينتظر المشاهد؟.

الجديد على المستوى العام بداية من العين والديكور الجديد والتقنيات الجديدة والكاميرات والاستوديوهات وجزر الإنتاج والماكياج وكل هذه الأمور هي جديدة، هذا مركز مبني على أحدث التقنيات الموجودة حالياً وحتى على مستوى ترتيب نشرة الأخبار سيكون هناك شيء جديد، هذا لا يعني فقط في نشرات الأخبار هناك برامج سياسية ضمن المركز وبرامج إخبارية أخرى.

 

 

*البعض يشكو من أن مراكز التلفزيون ضمن المحافظات ليست مفعّلة بشكل جيد؟.

 

الآن يوجد شيء اسمه بث محلي في كل محافظة، في كل مركز إذاعي وتلفزيوني من هذه المحافظات يوجد شيء يعنى بشؤون محافظته وبشؤون الناس المحيطين به على القناة الثانية، أهل كل محافظة يستطيعون رؤية مشاكلهم على الشاشة خلال ساعات البث المحلي.

 

*لكن مازال الأسلوب التقليدي ولم نر أي تطور في منهجية عملهم؟

البث المحلي لا يظهر إلا في مكانه، الذي ينهض بهذا المركز الكوادر ولازالت المهن التلفزيونية ولازلنا نحن في بدايتها فمثلاً في الرقة، الحسكة، دير الزور، حلب، حماة هذه المهن مهن عاصمة من الصعب أن توجد في محافظة بعيدة عن العاصمة أناس متخصصون يستطيعون أن ينهضوا بهذه الأعباء.

 

*لكن لماذا لايتم استثمار وتوزيع الكوادر التي اعتبرناها فائضة والموجودة لديكم على المراكز في المحافظات؟.

الكم الموجود في المركز الرئيسي يعمل على الإنتاج، وبالتالي ماذا سيعمل عامل الإنتاج إذا أرسل إلى دير الزور، المراكز الإذاعية والتلفزيونية لا تغذى إلا من العناصر الموجودة في المحافظة، لكننا نعمل لأن تكون هذه المراكز نواة لمحطات محلية ستكبر في يوم من الأيام.

 

* الدراما السورية شهدت تطوراً ملموساً على المستوى العربي، كما تم افتتاح قناة دراما وأقمتم ملتقى دراما وأشرفتم عليه.. إلى أين تسير الدراما المحلية وهل سيصبح الملتقى عرفاً سنوياً؟.

من حيث قناة دراما أتصور أن قرارنا بافتتاحها كان صائباً ونحن تقصّدنا إحداثها لأننا نتربع الآن على عرش الدراما، الدراما السورية دخلت كل البيوت والآن وجدنا اللحظة المناسبة لإنشاء قناة دراما وصداها واسع جداً والإطراءات التي تأتي من خارج الحدود هي أكثر بكثير من التي نلحظها داخل القطر, الدراما السورية نجحت بفضل المبدعين السوريين وبفضل النشاط المتميز لصانعي الدراما من كاتب ومخرج وممثل.. الخ، والبدايات كانت في مديرية الإنتاج في التلفزيون السوري والتي مازالت موجودة حتى الآن ومنها نشأ القطاع الخاص وبرع المخرجون الذين نتفاخر بأعمالهم العربية الكبيرة وجزء منهم حتى هذه اللحظة هو موظف في التلفزيون السوري ويتقاضى أجراً، نحن نعتبر أن أي نجاح في أي جزء من هذا البلد هو نجاح لهذا القطر بغض النظر سواء كان قطاع عام أم قطاع خاص.

نأمل أن تبقى الدراما السورية محافظة على الصدارة عبر تغذيتها وتذليل المصاعب أمامها، ولذلك جاء ملتقى الدراما الأول فهو فقط كي لا يبقى الخاص يعمل وحده ولا يبقى القطاع العام يعمل وحده إنما لدراسة الحالة بشكل عام، لا يمكن أن نواصل النجاح إذا لم نتهيأ للمستقبل فكان الملتقى، فقد وجدنا في لحظة معينة أن القطاع الخاص اهتز إلى حد ما بسبب الأزمة المالية، وتأثر بشكل أو بآخر عدد الأعمال الدرامية، وبالرغم من ذلك أريد أن أنوه إنه في هذا العام كان لدينا من الأعمال الدرامية أعمال ممتازة جداً لم تشهدها مسيرة الدراما في السنوات الماضية.

 

*هل السبب انخفاض العدد؟

لا ليس بسبب ذلك وإنما المهارة والإبداعات في صناعة الدراما، والأهم من ذلك رعاية وتوجيه السيد الرئيس إلى احتضان هذه الدراما، ولذلك نحتضن كل الأعمال وكل المسلسلات وربما أكثر مما تحتمله شاشاتنا وقنواتنا، في القناة الواحدة نعرض أكثر من سبعة مسلسلات أحياناً بالإضافة إلى برامجنا وهذا رقم يتعذر ولكن هذه خطوة لملاقاة المبدعين لأن تقتني وتشتري أعمالهم ودعم لهم ودعم لإبداعهم وليبقوا محافظين على هذه الصدارة.

والآن أن أرى أن ملتقى الدراما الأول سيتكرر ويجب أن يتكرر لأنه سيدرس وسيصدر كتاب يتناول كل الجوانب التي نوقشت في الملتقى وفي الدراما، ما هو دور التمويل فيها ما هو دور الرقيب- دور النص- العملية الإنتاجية، فإذا لم ترصد مثل هذه المشاكل ويتم تذليلها بشكل منهجي وعلمي ستصل إلى لحظة قد لا تستطيع مواصلة المسير إلى الأمام.

*برأيك الدراما السورية وصلت إلى الذروة وممكن تنحدر أم أنها ستسمر بالتميز والتطور؟.

 

الإبداع ليس له سقف والعملية الإبداعية عملية متواصلة منذ بداية الخليقة حتى هذه اللحظة وستبقى، ومجرد ما انتهى الإبداع انتهت البشرية، الإنسان معمل من الأفكار، وصاحب الألوان الذي ينتج الألوان هو مصنع لهذه الألوان، وكما قلنا الملتقى جاء ليمنع الوقوع بأخطاء التكرار سواء بالأعمال التاريخية أو الاجتماعية.. الخ، يجب التنويع فهو الذي يحافظ على تميزنا ويجب أن ندرك أن ما يسوق اليوم قد لا يسوق غداً، يجب أن يكون هناك تنسيق بين الإنتاج الدرامي الخاص وبين إنتاج الهيئة؟.

التلفزيون الرسمي غير تجاري في نهاية الأمر لو كان تجارياً كان سعى إلى الإبهار في الصورة والشكل والبرامج المنوعة ونسي المضمون لكن نحن نسعى إلى المضمون.

 

*فيما لو طلب منتج في القطاع الخاص التعاون والدعم لإنتاج عمل ما هل سيكون هناك تجاوب من الهيئة؟

نحن الذين نطلب التعاون مع القطاع الخاص لسنا منتظرين القطاع الخاص ليطلب، نحن الآن نطلب من القطاع الخاص أن يشاركنا، لدينا من النصوص الضخمة التي تحتاج إلى إنتاجية وتكاليف عالية جداً، بالتعاون بين القطاع الخاص ومهاراته مع إمكانيات التلفزيون الرسمي المتوافرة يمكن أن نصنع شيئاً جيداً.

 

*كيف وجدتم نظرة القطاع الخاص للملتقى؟.

القطاع الخاص سعيد لهذا الملتقى وللنتائج أو الطروحات على الأقل التي طرحت فيه.

*هل تم الاتفاق على أعمال محددة؟

سيظهر ذلك بعد فترة لا يمكن مباشرة العمل الدرامي، ذلك يحتاج إلى فترة طويلة كي تظهر نتائجه، ولا أريد أن أسمي الأعمال لكن نحن نبحث عن أعمال مشتركة مع القطاع الخاص في سورية أو مع قطاعات في دول عربية أخرى -إنتاج مشترك-.

 

*بعد خمسين عاماً على مسيرة التلفزيون السوري كيف تقيمون التلفزيون السوري؟.

 

ليس ربما كل الرضا؛ ولكن إذا ما درسنا الإمكانيات المتوافرة والمعوقات الموجدة وشروط العمل أعتقد أن النتائج إيجابية ويشهد لهذا التلفزيون الكثيرون في العملية الإعلامية, ولكن إذا ما قلنا إننا راضون لا يعني ليس لدينا طموح، نسعى دائماً أن تكون طموحاتنا أعلى من ذلك بكثير ونسعى إلى تحسين ومواكبة ما يجري على الساحة السورية من نشاطات متزايدة من القيادة السورية السياسية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد إلى ما دون ذلك نشاطات اقتصادية والإنجازات في التنمية وفي المجتمع وفي التعليم والصحة والثقافة والتربية، فهنا يوجد الكثير من الأنشطة والتلفزيون السوري هو الوحيد الذي يعكس تلك الأنشطة، نجتهد كي نستوعب كل هذه النشاطات لكن ضمن حدود إمكاناتنا وأعتقد أننا إلى حد درجة معينة راضون عن هذا الأداء ونطمح إلى المزيد.

 

*أنت الآن تجيب على هذا السؤال وأنت مدير عام فيما لو سئلت هذا السؤال قبل أن تستلم زمام الأمور ماذا كنت ستقول؟

دعنا نكن موضوعيين أنا لا أتحدث هذا لأنني مدير تلفزيونات في مجال الصحة وفي مجال التعليم أنا عليّ أن أرصد من الأعلى بشكل استراتيجي كي لا نغوص في التفاصيل ونرى الأمور سوداوية إلى هذا الحد، يجب أن نرصد بشكل بانورامي، ما كان موجوداً قبل عشر سنوات وما كان قبل عشرين سنة وما هو موجود الآن يوجد فرق كبير جداً وهذا الفرق لولا اجتهاد عاملين مجتهدين جداً ولولا وجود خطط ولولا وجود متابعة ما كان ليكون، بتصوري أن النتائج معقولة.

المجتمع السوري مجتمع طموح ونحن نتمنى أن يكون سواء إعلامنا أو تعليمنا أو تربيتنا أو ثقافتنا وكل المجالات الأخرى في مستوى طموح المواطن العربي السوري.

*يهدف مشروع القانون الجديد إلى ربط الإعلام بالتنمية الاقتصادية، ماذا يعني ذلك بالنسبة للتلفزيون.

في التنمية الاقتصادية كان مطروحاً فيما سبق أن تكون هذه المؤسسة ذات طابع اقتصادي، أي أن تسوق أعمالنا التلفزيونية مسلسلاتنا- برامجنا، أنا لا أحبذ ذلك لكن ربما تكون فكرة صائبة- أن ترتهن كمؤسسة إعلامية إلى الإعلام، الإعلان في النهاية تجاري، وإذا ما ركضت وراء الربح سيقودك المال إلى اتجاهات لا تدرك نهاياتها وهذا ما يحدث في القطاع الخاص، وأنا هنا لا أقصد الشتم للتلفزيونات الخاصة، والإعلام الجاد كله إعلام خاسر.

 

*اجتمع مؤخراً وزراء الإعلام العرب في القاهرة لمناقشة ما يمكن فعله تجاه التوجهات الأمريكية الجديدة حول هوامش عمل الإعلام العربي.. كيف تجدون السبيل المناسب للتعامل مع النوايا الأمريكية؟.

لماذا نحن نوقع مذكرات التفاهم التي تحدثنا عنها قبل قليل، مذكرة التفاهم التي صنعناها مع روسيا اليوم أو مع التلفزيون الصيني، مع التلفزيون التركي، إذا استطعنا أن نضع جبهة بمفردنا، لا تستطيع كل جبهة بمفردها أن تواجه الإعلام الغربي، الإعلام الغربي آلة جبارة لديها من الإمكانات ما يغطي إمكانيات دول بحالها، ما يُصرف على الإعلام في أي دولة من دول الغرب هو ميزانية دول بكاملها من دول العالم الثالث، لذلك صنع مثل هذه الجبهات عبر مذكرات التفاهم، إذا صنعنا مثل هذه الجبهات ووحدنا الرؤى ووحدنا تغذية الرأي العام نستطيع أن نحقق جبهة حقيقية بإمكانها أن تصمد في أمام الآلة الجبارة للإعلام الغربي والأميركي، وإذا بقينا نشعر بالضعف وننظر إلى الأرقام والإمكانيات التي لدى الغرب فسوف نُحبط ونصل إلى السوداوية ونستسلم في النهاية، ومهما كانت الظروف علينا أن نحاول وهناك نجاحات منها أن 38% من الرأي العام الأميركي عدل من توجهاته بالنسبة لغزة بعدما بثت التلفزيونات العربية والوطنية والإنسانية واقع العدوان على غزة، 38% رقم عال جداً وأجبر الولايات المتحدة وقادتها أن تمتنع ولأول مرة عن اتخاذ فيتو وكانت السبب ضغط الرأي العام الذي تعدل، وإذا ما واصلنا الخطا بهذا الاتجاه أتصور أن بإمكاننا أن نؤثر وهذا المطلوب منا.

 

نضال فضة

Nedal2008f@hotmail.com