المدير الإقليمي لسلسلة فنادق ديديمان في لقاء خاص للأزمنة

المدير الإقليمي لسلسلة فنادق ديديمان في لقاء خاص للأزمنة

نجم الأسبوع

الأحد، ٣١ يناير ٢٠١٠

الاستثمار السياحي في سورية مشجع لكن مازال هناك الكثير يجب القيام به

 

 

 

شهدت سورية في الأعوام القليلة الماضية نهضة استثمارية كبيرة في قطاع السياحة، كانت حصة كبيرة منها من نصيب مستثمرين ورجال أعمال أتراك في ضوء العلاقات المميزة التي تجمع البلدين الصديقين وما ترتب عنها من اتفاقيات وطدت الروابط بين الشعبين، كما تبوأت سورية المرتبة الأولى عالمياً كمقصد سياحي للعام حسب تقرير أوردته صحيفة نيويورك تايمز. لكن ما مدى تناسب حجم الإقبال على الاستثمار السياحي مع التطبيق الفعلي له؟ وهل زمن إنشاء المشروعات يتناسب طرداً مع كمّها؟ وما هي المعوقات التي تواجه السياحة السورية؟.. هذه التساؤلات وقضايا أخرى حاولت الأزمنة الإجابة عليها في حوار مع السيد بيرول كيميس المدير الإقليمي لسلسلة فنادق ديدمان في سورية.

 

 

*كيف ترى الاستثمار السياحي في سورية، هل واجهتم أية معوقات خلال انطلاقتكم؟

 

- أستطيع القول إنه منذ قدومي إلى سورية قبل شهرين لمست أن الاستثمار السياحي مشجع لكن مازال هناك الكثير للقيام به، فسورية تعد من أكثر الأماكن المرغوبة سياحياً على مستوى العالم، إذ قرأت مؤخراً في صحيفة نيويورك تايمز أن دمشق صُنفت كأفضل وجهة سياحية في العالم لهذا العام، ومع ذلك يبقى هناك الكثير والكثير يتوجب الإنجاز لتطوير السياحة فمازال سير العمل بطيئاً جداً وبالمقابل فإن نمو الاستثمار في البلاد بازدياد مطرد لذا يجب أن ينجز العمل بسرعة أكبر لأن الكثير من الناس والسياح يودون القدوم إلى سورية؛ إلا أنهم لايجدون متسعاً من الأماكن من فنادق أو نزل أو أي من الوحدات السياحية المتوفرة للمكوث بها بالإضافة إلى المشكلة المتعلقة بضعف مستوى الكوادر في هذا القطاع، لذا يتوجب إقامة مدارس وأكاديميات فندقية ذات خبرة عالية وزج المزيد من القدرات في قطاع السياحة والعمل في هذه النقطة جنباً إلى جنب مع إقامة المزيد من الوحدات السياحية، وأعتقد أنه في حال تم إنجاز العمل بسرعة كافية سيرتفع عدد السياح من 5 إلى 15 مليون خلال عشر السنوات القادمة.

 

 

*هل الجهات الحكومية متعاونة بالصورة المرجوة؟

- بكل تأكيد، الحكومة تسعى ما بوسعها لتقديم التسهيلات المطلوبة لكن إذا قارنا ذلك بالبلدان الأخرى لوجدنا أن سير العمل كما ذكرت في السابق بطيء جداً وربما يعود السبب إلى حاجتها إلى المزيد من المكاتب السياحية التي تتخذ قرارات سريعة، حيث أن النمو الكبير للاستثمارات في سورية يحتم عليها تقديم المزيد من التسهيلات وبزمن مناسب كما يفترض أن تخفف من القضايا الإجرائية التي تعيق مسير العمل، وأعلم أن الجميع لديه النية الصادقة في تطوير بلاده ويسعى إلى ازدهارها، ونحن كفريق لفندق الديديمان نود تقديم الدعم والمساعدة من خلال إقامة أكاديمية ديديمان للسياحة والتي نسعى من خلالها إلى إعداد طلاب مؤهلين بشكل ممتاز وبأعداد كبيرة.

 

*كيف ترون انعكاس العلاقات السورية التركية المزدهرة على سير النشاط الاستثماري عامة وعلى الديديمان بشكل خاص؟

- في الواقع ساهمت هذه العلاقات المميزة إلى درجة كبيرة جداً وخصوصاً بعد الاتفاقية المتعلقة بإلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين إذ يشهد الاستثمار التركي في سورية؛ وسوري في تركيا نمواً كبيراً من خلال تنامي أعداد المجموعات الاقتصادية من كلا الجانبين، فمعلوماتي تشير إلى أن ما يقارب 400 ألف سوري زاروا تركيا مقابل 250 ألف تركي قدموا إلى سورية العام الماضي، وأعلم أن الكثير من الأتراك واجهوا مشكلة في إيجاد أماكن للإقامة. يمكنني أن أقول إن الأتراك سعداء جداً في ظل العلاقة الوثيقة بين البلدين، ونحن كمجموعة ديديمان سعداء أيضاً لأن ذلك يصب في مصلحة البلدين عموماً ومصلحة السلسلة الفندقية بشكل خاص، فهذا أمر طبيعي.

 

*هل واجهتم أي مشاكل مع الجهة المالكة للفندق؟

- لا بالطبع لم نواجه أية مشاكل أو معوقات إذ تربطنا علاقات طيبة مع وزارة السياحة المالكة للفنادق التي نستثمرها في دمشق وحلب وتدمر.

 

*وفيما يتعلق بالانتقال بإدارة الفندق من الميريديان إلى الديديمان هل واجهتم أية مشاكل؟

 

  • النمو الكبير للاستثمارات في سورية يحتم عليها تقديم المزيد من التسهيلات وبزمن مناسب

نود تقديم الدعم والمساعدة لسورية من خلال إقامة أكاديمية ديديمان للسياحة

- لم يكن الأمر سهلاً في البداية فلم يتقبلنا الكادر الموجود في الفندق في بادئ الأمر إلا إننا بالتدريج لمسنا تعاونهم وفي اعتقادي أنهم سعداء بالعمل معنا، وواجهنا في السنة الأولى لنا صعوبة أخرى وهي أن سلسلة ديديمان لم تكن معروفة في سورية رغم أنها واسعة الشهرة في تركيا وتمتلك خمسة عشر فندقاً هناك إلا أنها ليست مشكلة بحد ذاتها فبعد مضي ثلاثة أشهر من انطلاقتنا بات اسمنا معروفاً في السوق ولاسيما بعد التعرف على الخدمات التي نقدمها ومن الجدير بالذكر أننا حالياً في صدد إنشاء ديديمان اللاذقية.

 

*ماذا عن افتتاح الفندق هل من تاريخ محدد؟

- لم يحدد بعد زمن الافتتاح لأن الفندق ما يزال قيد الإنشاء ونتوقع أن يستغرق قرابة السنتين فهو فندق جديد تماماً على شاطئ جول جمال وليس له أي صلة بفندق الميريديان السابق ونعتقد أنه سيكون الفندق الأفضل في اللاذقية من كل النواحي وبما في ذلك الناحية الخدمية والإدارية التي نضمن امتيازنا بها.

 

 

*هل تعتزمون توسيع نشاطكم الاستثماري ليشمل مواقع سياحية أخرى في سورية؟

- بكل تأكيد نحن مستعدون لتوسيع نشاطنا الاستثماري طالما هنالك عروض تقدم لنا، ولدي اهتمام باستثمار فنادق في حمص وطرطوس ومدن أخرى، فالمستقبل أمامنا إلا أن الأمر يستغرق بعض الوقت.

 

*وهل لديكم مشاريع استثمارية في أنحاء العالم؟

- لدينا ثلاثة فنادق في العراق وفندق في إيران كما وقعنا عقداً لبناء لفندق في ليبيا بالإضافة إلى فندق قيد الإنشاء في أذربيجان كما أننا بصدد استثمارات أخرى في لبنان والأردن ومكة والمدينة والرياض، سلسلتنا تنمو بشكل متسارع فلدينا حالياً 22 فندقاً ونسعى إلى رفع العدد إلى الخمسين خلال ست سنوات.

 

*هل لديكم نسبة تقريبية لعدد نزلاء الفندق من الأتراك بعد إلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين وما دور خط السكك الحديدية التي تربط غازي عنتاب بحلب؟

- أستطيع تقدير نسبة ارتفاع عدد النزلاء الأتراك عن العام الماضي بحوالي 20% إلا أن النسبة ترتفع أكثر بشكل ملحوظ في ديديمان حلب على اعتبارها محافظة حدودية وبالطبع ساهم الخط الحديدي الجديد في توفير وسيلة نقل أكثر أماناً من الحافلات نظراً لعدم وجود رحلات جوية بين المدينتين كما سهل التواصل بين فندقي ديديمان حلب والفندق الذي افتتح مؤخراً في عنتاب.

 

*هل من تنسيق بين الفندقين الحدوديين؟

- بكل تأكيد، ارتبط الفندقان المتجاوران باتفاقية تنص على إعطاء يوم إضافي في أحد الفندقين لدى المكوث يومين في الآخر بالإضافة إلى تبادل البرامج السياحية فمن المقرر أن ينتقل برنامج مهرجان المطبخ المكسيكي من ديديمان دمشق إلى حلب ثم عنتاب فالمدن التركية الأخرى.

 

في ظل التنسيق المثمر بين وزارتي الإعلام والسياحة تم مؤخراً عقد منتدى الدراما لديكم، هل تتوقعون المزيد من النشاطات في المستقبل؟

- دون شك، فلدينا فريق مبدع يعمل على تنظيم برامج مميزة لم تعتد الإدارة السابقة للفندق على إقامتها، فمهمة هذا الفريق تكمن بابتكار أفكار لم يكن لها وجود في السابق والتي من شأنها جذب الناس إلى الفندق. فعلى سبيل المثال سنقيم مهرجان المطبخ المكسيكي هذا الشهر ومن ثم سنقيم احتفالاً خاصاً بمناسبة عيد الحب وبعدها عيد الأم وعيد الفصح والأسبوع الثقافي التركي بالإضافة إلى العديد من النشاطات الأخرى، كما وضعنا برنامجاً مخصصاً لنشاطات الصيف ومنها احتفالات موسيقية في حديقة الفندق يقدمها عازفون أتراك وألعاب مائية وإقامة حفلات شواء وتقديم طعام حول المسبح كما سيحظى مونديال كأس العالم باهتمام خاص ومفاجآت كبيرة.

 

*وكيف تقيّمون تفاعل الشعب السوري مع هذه النشاطات؟

- بالواقع لايزال التفاعل الشعبي مع نشاطاتنا دون المأمول لكن في كثير من الأحوال يردنا شعور البعض بالخيبة لدى سماعهم بهذه النشاطات بعد فوات الأوان، ما يشير إلى أن الأمور تتطلب بعض الوقت فقط ريثما يصبح الناس أكثر اطلاعاً على برامجنا النوعية والجديدة، فعلى سبيل المثال قمنا بإعداد حفلة متميزة ليلة رأس السنة إلا أن عدد الزوار لم يتجاوز الأربعمئة مقارنة مع خمسمئة أو ستمئة وفقاً لتوقعاتنا.

 

*هل تجدون نقاط تشابه بين الشعب السوري والشعب التركي؟

- في أول زيارة لي إلى سورية لمست تشابهاً كبيراً بين الشعبين من عادات وتقاليد وصولاً إلى المورثات، فللشعبين دم واحد إذ يوجد الكثير من السوريين ينحدرون من أحد الوالدين الأتراك والعكس صحيح، لذا دائماً أقول هما شعب واحد بأمتين مختلفتين، ويسهِّل هذا التشابه الأمر علي في التعامل مع الناس بالواقع ويطال هذا التشابه المطبخين حتى ولاسيما المطبخ الحلبي الشهير فالاختلاف لا يكمن سوى بالتوابل.

 

*أين تفضل المكوث عند زيارتك إلى سورية؟

- إن الأمر نسبي إلى حد ما... فعندما أرغب بزيارة البحر أذهب إلى اللاذقية أو طرطوس أما في الأحوال العادية فدمشق هي مدينتي المفضلة كما أنني أحب الذهاب إلى حلب لتمتعها بطراز عمراني مختلف تماماً، لم يسبق لي وأن زرت حمص إلا أنني أتوق إلى ذلك.

 

*ماذا عن هواياتك؟...سمعت أنك مولع بكرة القدم

- هذا صحيح فأنا أحب الرياضة بشكل عام ورياضتي المفضلة هي كرة القدم بامتياز إذ مارست هذه الرياضة لمدة خمسة عشر عاماً وأشجع نادي /بيشيتاش/ الذي فاز ببطولة الأندية التركية العام الفائت، وعلى الصعيد العالمي أشجع فريق البرازيل بعد منتخبنا الوطني أما عن الهوايات الأخرى فأحب الرسم.

 

كلمة أخيرة

- قدمت إلى سورية منذ شهرين وأشعر أنني في بلدي ولا ألمس فرقاً كبيراً بين البلدين ومن المفترض أن يتبعني أفراد عائلتي الذين بدورهم يحبون القدوم إلى سورية.

حوار: رشا ملحم