معرض الذاكرة والوفاء في صالة إيبلا للفنون الجميلة

معرض الذاكرة والوفاء في صالة إيبلا للفنون الجميلة

نجم الأسبوع

الأحد، ٧ فبراير ٢٠١٠

 

نماذج ناجحة في مجالات الإبداع والتميُّز

 

ضمَّ معرض (الذاكرة والوفاء) الذي افتتح في صالة إيبلا للفنون الجميلة بدمشق في الثالث عشر من الشهر المنصرم 2010 والذي استمر لنهاية الشهر أكثر من 22 عملاً لعشر شخصيات بأساليب فنية متعددة، (التصوير الزيتي، الغرافيك، النحت,..) تعيد تاريخ الخمسينيات وبدايات الحركة التشكيلية في القطر، بصياغة تصويرية مميزة.

يرى الفنان التشكيلي ممدوح قشلان مدير صالة إيبلا: أن الهدف من المعرض هو استعادة لذكرى الزملاء المؤسسين للحركة التشكيلية السورية، الذين رحلوا عن الدنيا وبحياتهم وكانوا من المؤسسين لنهضة الحركة الفنية التشكيلية في القطر إذ لكل منهم عطاء يتميز فيه ومجال عمل فني خاص به.

زهير التل: من مواليد الزبداني 1935، من الفنانين الذين درسوا في روسية حيث انتسب إلى معهد (سوريكوف) الفني بموسكو قسم التصوير عام 1975 تُصنف أعماله ضمن الإطار الواقعي الأكاديمي حيث رسم (طبيعة صامتة، مناظر دمشقية...).

محمود حماد: كان عميداً لكلية الفنون الجميلة لمدة 11 عاماً، من أوائل الفنانين بسورية الذين عالجوا الرؤية المباشرة للطبيعة والتعبير عنها وهو من مؤسسي كلية الفنون الجميلة وفي هذا المعرض اخترت من أعماله لوحة غرافيك (مونوتيب) الطبعة الواحدة حيث يستخدم الحرف العربي بكلمة (ما شاء الله) بشكل فني معبر.

برهان كركوتلي: عاش 40 عاماً في الاغتراب في ألمانيا، وأنهى حياته هناك، وكان من أول الفنانين الذين خدموا القضية الفلسطينية عبر الفن التشكيلي وعبَّر عن كفاح وصمود الشعب الفلسطيني بلوحاته التي نشرها بالصحف الأوروبية. له ثلاثة أعمال غرافيكية بالأبيض والأسود تتحدث عن موضوعات تعبيرية اجتماعية عن الألم والشقاء الإنساني.

خير الدين الأيوبي: دمشق 1917 أخذ الفن عن الفنان الفرنسي (أرنست هارو) والتزم بالواقعية، عمل في تعليم الفن، وشارك في النشاط الفني داخل القطر وخارجه له عدة مؤلفات فنية وأدبية، أقام عدداً من المعارض الشخصية في القطر وفي فرنسا عالج مواضيع الحارات الدمشقية والطبيعة الصامتة.

عبد العزيز نشواتي: دمشق 1912 عمل في تعليم الفنون الجميلة، زامل الفنانين التشكيليين الرواد, منهم ميشيل كرشة, شارك في النشاط الفني وبخاصة في الجمعية السورية للفنون، يميل أسلوبه إلى الانطباعية المبسطة، يظهر اللعب بالألوان المضيئة بلمسات واضحة، حاز على الجائزة الأولى في المعرض السنوي عام 1957 والعديد من الميداليات وشهادات التقدير.

فاتح المدرس: ولد في حلب عام 1922, تلقى تعليمه في حلب وروما وباريس، وعمل مدرساً في كلية الفنون الجميلة، ونقيباً للفنون التشكيلية. نقيب الفنون من عام 1981-1991, عضو جمعية القصة والرواية، عالج مواضيع أساسية: الشخوص الإنسانية، والمناظر الطبيعية والمساحات المفتوحة، ويعتبر من أوائل الفنانين الذين استطاعوا أن يطوروا تجاربهم الفنية، ويواكبوا لغة الفن المعاصر.

عبد الوهاب أبو السعود: درس الفن التشكيلي في فرنسا على حسابه الخاص اهتم بالطبيعة الدمشقية، واستوحى من الشخصيات الأدبية العربية, مثل المتنبي وغيره مواضيع لوحاته. كانت له تجربة طويلة في التمثيل المسرحي. درّس الرسم في ثانويات دمشق، رسم في مجلتي (حط بالخرج) و(المضحك المبكي)، واعتمد على الرسم والتصوير ليعيش، وباع عدداً من اللوحات القيشاني عن قصر العظم, أعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة السورية المتحف الوطني بدمشق وضمن مجموعات خاصة.

زهير الصبان: درس في الاسكندرية يرسم مناظر دمشقية، زامل كبار الفنانين التشكيليين من مصر كالأخوين سيف بالإضافة إلى فنان إيطالي يهتم برسم الكنائس، والطبيعة والورود، يهتم بالرسم التطبيقي الزخرفي على الموبيليا والمفروشات.

ميشيل كرشه: من مواليد 1895، أنهى دراسته في عام 1924 وهو من أوائل الذين درسوا في فرنسا في مطلع القرن العشرين، يعتبر من أهم الفنانين الذين نقلوا الأسلوب الانطباعي للحركة التشكيلية السورية.

عدنان الرفاعي: ولد في دمشق عام 1932، درس النحت في إيطاليا قبل أن تفتتح كلية الفنون الجميلة في دمشق، عاد إلى دمشق لتدريس مادة التربية الفنية، في عام 1972 عُيّن معيداً في قسم النحت وكانت كلية الفنون الجميلة قد افتتحت في دمشق، في عام 1975 أوفدته كلية الفنون الجميلة إلى فرنسا لمتابعة دراسته الأكاديمية في معهد البوزار في باريس، في عام 1981 نال شهادة الدكتوراة في معهد البوزار، بعد عودته من باريس تابع الرفاعي عمله في كلية الفنون الجميلة في دمشق بالتدريس والإشراف على مشاريع التخرج، في عام 1997 أقعده طارئ صحي، حصل الفنان على عدّة جوائز محلية وعربية وعالمية تقديراً للأعمال النحتية المتميزة التي نفذها.

أما عن أقدم الأعمال الموجودة في المعرض يقول الفنان ممدوح: هي لوحة للجامع الأموي رسمت في عام 1934 للفنان عبد الوهاب أبو السعود بقياس صغير منفذة بالألوان الزيتية.

أخيراً

هذا المعرض يضع المتلقي أمام طبيعة النشاط الإبداعي التشكيلي في سورية، وحقيقة ما عاناه الفنانون الأوائل المخلصون لعملهم في إنجاز أعمالهم الفنية وتعبيرهم عن أفكارهم وآرائهم في مختلف مجالات الحياة.

ريم الحمش