وليد إخلاصي

وليد إخلاصي

نجم الأسبوع

الاثنين، ٢١ فبراير ٢٠٢٢

نعت وزارتا الإعلام والثقافة واتحاد الكتّاب العرب الأديب وليد إخلاصي بعد رحلة في عوالم الإبداع قضاها في فضاءات المسرح والرواية والقصة.
 
وفارق إخلاصي الحياة في مدينة حلب عن عمر ناهز 87 عاماً تاركاً عشرات الروايات والأعمال المسرحية التي أغنى فيها المشهد المسرحي والثقافي في سورية ليبقى خالداً في ذاكرة الإبداع.
 
ويعد الراحل من الأدباء القليلين الذين تميزوا في أكثر من مجال أدبي، فلم يكن قاصاً أو روائياً أو مسرحياً فحسب، وإنما هو كل ذلك معاً، إنه قاص بقدر ما هو روائي، وروائي بقدر ما هو مسرحي.
 
تمتع إخلاصي بالتنوع الثقافي والأدبي، الذي جعل منه أبرز الكتاب والأدباء السوريين، فقد امتلك أسلوباً مميزاً في الكتابة، كالدمج بين الواقع والفانتازيا، والدلالات التاريخية، ونجح بإسقاط التاريخ على أعماله، التي اتسمت بالأناقة الأدبية، حتى لقبه الكاتب الجزائري، واسيني الأعرج، بـ«الجنتلمان»، واصفاً إياه بأنه أجمل من عرفه في الشام وأكثرهم أناقة وجمالاً وروحاً وقلباً.
 
استطاع إخلاصي، من خلال كتاباته، تسليط الضوء على المواضيع التي تشغل المجتمع السوري، من دون أن ينسى مناصرة القضية الفلسطينية.
 
تمتع بعيداً عن الأدب بصفات أكسبته احترام ومحبة وود كل من عاشره، فلم يلمسوا منه إلا كرم الأخلاق وسمو النفس وطيبة الطبع.
 
سيرة غنية
 
ولد الروائي السوري وليد إخلاصي في لواء إسكندرون في 27 أيار عام 1935، والده أحمد عون اللـه إخلاصي، كان رئيساً لتحرير (مجلة الاعتصام) الشهرية في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من القرن العشرين، والتي أوقفها الاحتلال الفرنسي، وقد أثرت طموحات الوالد الفكرية على بداياته المبكرة.
 
ألف في القصة والرواية والمسرحية والدراسة والمقال والزاوية الصحفية والشعر، وتمت ترجمة أدبه إلى لغات عدة منها الإنكليزية والفرنسية والألمانية والهولندية والأرمينية والروسية واليوغسلافية والبولونية.
 
عاش وتلقى تعليمه في مدينة حلب حيث درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الحمدانية في حلب، والثانوية في التجهيز الأولى – المأمون في حلب، والجامعية في كلية الزراعة – جامعة الإسكندرية في مصر عام 1954 ليحصل على بكالوريوس في العلوم الزراعية عام 1958، ودبلوم الدراسات العليا القطنية عام1960.
 
بدأ حياته الوظيفية في مديرية اقتصاد حلب، وأصبح محاضراَ في كلية الزراعة بجامعة حلب، ثم انتقل إلى المؤسسة العامة لحلج وتسويق القطن عام 1966.
 
ترأس الراحل فرع نقابة المهندسين الزراعيين في حلب وفرع اتحاد الكتّاب العرب في حلب أكثر من مرة وانتخب في مجلس اتحاد الكتّاب العرب لثلاث دورات متعاقبة وساهم في تأسيس مسرح الشعب والمسرح القومي والنادي السينمائي في حلب وهو عضو جمعية القصة والرواية.
 
حاز وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة عام 2005، وحصل على جائزة اتحاد الكتاب العرب التقديرية في دمشق 1990، وعلى جائزة القصة العربية (محمود تيمور) في مصر عام 1994، وجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في الرواية والمسرحية في دورتها الخامسة عام 1996.
 
أعماله ومؤلفاته
 
من أعماله الروائية: «شتاء البحر اليابس، أحضان السيدة الجميلة، أحزان الرماد، زهرة الصندل، بيت الخلد، حكايات الهدهد، باب الجمر، ملحمة القتل الصغرى».
 
له عدة مجموعات قصصية منها: «دماء في الصبح الأغبر، الطين وزمن الشجرات القصيرة، التقرير وموت الحلزون، الأعشاب السوداء، ما حدث لعنترة».
 
له الكثير من المسرحيات نذكر منها: «العالم من قبل ومن بعد، الصراط وسبعة أصوات خشنة، ديمقراطية، هذا النهر المجنون، من قتل العصافير، قطعة وطن على شاطئ قديم، أغنيات للمثل الوحيد، من يقتل الأرملة، مسرحيتان للفرحة، لعبة القدر والخطيئة».
 
المثقف النبيل
 
عبّر عدد من المبدعين من كتّاب وفنانين وإعلاميين عن حزنهم برحيل قامة ثقافية كبيرة بحجم الكبير وليد إخلاصي، وإليكم أهم ما كتب:
 
حسن م يوسف: « برحيل المبدع العربي السوري الكبير وليد إخلاصي تفقد الثقافة العربية أحد فرسانها المبدعين، لروح فقيدنا الكبير السلام وعطر الياسمين، ولكم ولذويه ولمحبي إبداعه جميل العزاء وطول البقاء»
 
أيمن زيدان: «وليد إخلاصي المسرحي والأديب، كم أوجعني فقدانك أيها المثقف النبيل الذي أعتز بصداقته.. وداعاً أيها الكبير».
 
سلاف فواخرجي: «الرحمة لروح الأديب السوري الكبير د. وليد إخلاصي، خالص العزاء لعائلته ومحبيه».
 
سامر عمران: «رحم اللـه أديبنا القدير، كان لي الشرف أن أخرج عرضاً من نصوص وليد إخلاصي والمبنية على موضوعة الحب».
 
صفوان بهلوان: « رحل عن مدينة حلب الصديق والأخ العزيز الأديب الكبير وليد إخلاصي عن عمر ناهز 87 سنة، رحم اللـه الأديب الكبير والأخ الصديق الغالي الأستاذ وجعل الجنة مسكنه، إني أتقدم إلى أسرته الكريمة وزوجته وأبنائه وجميع أقربائه وأصدقائه بخالص العزاء، والعزاء أنه ترك بيننا أعمالاً ستبقى خالدة تنبض بالحياة على مر السنين وعبر كل الأجيال».
 
قاسم ملحو: «اليوم حلب ودعت قامة أدبية رفيعة، إنه الكبير وليد إخلاصي، لروحه الرحمة والعزاء للراوية وللمسرح ولحلب وللأمة العربية».
 
محمد زهير رجب: «على أبواب الجمر كلنا ننتظر الرحيل.. وداعاً وليد إخلاصي، الكاتب المسرحي الكبير وأحد أبرز رموز الثقافة السورية، له عدد كبير من التأليف المسرحي والروائي والقصص والدراسات والترجمات، وداعاً يا كبير، لروحك الرحمة والسلام».
 
رائدة وقاف: «حكاية القمر كان قد رواها لنا بعمقه الفكري حدثنا عن حصاد السنين، لم يخفِ عنا الخيبات عندما أخبرنا عن حساب الآمال والأحلام… رحم اللـه الروائي والقاص والمسرحي والصحفي الكبير وليد إخلاصي».