لويس إيناسيو لولا دا سيلفا

لويس إيناسيو لولا دا سيلفا

نجم الأسبوع

الاثنين، ٣١ أكتوبر ٢٠٢٢

لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، هو أحد السياسيين الأكثر نفوذاً واستمرارية في أمريكا اللاتينية ورجل الدولة ذو اللسان الفضي الذي أشاد به باراك أوباما ذات مرة باعتباره "الرئيس الأكثر شعبية على وجه الأرض".

واليوم، يحتفل البرازيليون بنشوة الانتصار وعودة اليسار إلى السلطة بعد فوز لولا في انتخابات الرئاسة بفارق ضئيل على منافسه الرئيس المنتهية ولايته جايير بولسونارو، مرشح أقصى اليمين.

وسيتولى لولا السلطة في الأول من يناير / كانون الثاني 2023 وسيُكلف بإعادة بناء وإعادة توحيد الأمة التي تعرضت للضرر والانقسام المرير بعد أربع سنوات من سياسات بولسونارو اليمينية المتطرفة.

وستكون هذه ثالث فترة رئاسية له، بعد أن حكم البرازيل في السابق لفترتين متتاليتين بين عامي 2003 و2010.

بدايات متواضعة

وُلد لولا عام 1945 في جارانهونس، في ولاية بيرنامبوكو في شمال شرق البرازيل الذي يعاني من الفقر تاريخيًا. وكان السابع من بين ثمانية أطفال في أسرة فقيرة يعمل فيها الأب في الزراعة والأم خياطة.

في عام 1952، انتقلت العائلة إلى جواروجا، على ساحل ولاية ساو باولو، حيث سافرت لمدة 13 يوما في مؤخرة شاحنة. وساهم لولا في دخل الأسرة من خلال تلميع الأحذية وبيع الفول السوداني في الشوارع.وبعد ذلك بعام ، انفصل والدا لولا وانتقل للعيش مع والدته في مدينة ساو باولو. وفي سن الثانية عشرة، اشتغل في متجر للتنظيف الجاف قبل العمل في مصنع طوال فترة مراهقته حيث فقد إصبعه الصغير من يده اليسرى في حادث صناعي.

وانتقل لاحقاً إلى مصنع آخر وتمكن من الالتحاق بدورة حكومية لأشغال المعادن مدتها ثلاث سنوات والتي أهّلته للوظائف الماهرة كميكانيكي ومشغل مخرطة. وقد انضم لولا إلى نقابة عمال المعادن وأظهر على الفور موهبة التنظيم والتفاوض مع أصحاب المصانع.

وأعيد انتخابه في عام 1972 لمنصب محلي قبل أن يصبح رئيسا لمنظمة نقابية تضم أكثر من 100 ألف عامل.

يذكر أن لولا لم يتعلم القراءة حتى سن العاشرة وترك المدرسة بعد الصف الخامس ليعمل بدوام كامل. ثم انخرط في السياسة لأنه كان غير راضٍ عن نقص التمثيل السياسي للطبقة العاملة تحت الدكتاتورية العسكرية للجنرال أومبرتو كاستيلو برانكو.

من السجن إلى القصر

من النادر جداً أن يخطط سياسي حُكم عليه بالسجن للعودة إلى المعترك السياسي، خاصة وإن كان أعلى منصب في البلاد. إلا أن سيناريو البرازيل قد يكون فريدا من نوعه.

أُرسل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الرئيس البرازيلي السابق وأيقونة اليسار في أمريكا اللاتينية، إلى السجن عام 2018 عندما أدين في تحقيق فساد واسع النطاق يتعلق بشركة النفط الحكومية، وهو ما أدى إلى انهيار سمعته.

وبدأ يقضي عقوبة بالسجن لمدة 12 عاما لكن المحكمة العليا ألغت الحكم، مستشهدة بأخطاء إجرائية وأطلقت سراحه ليخرج الآن من السجن وهو المرشح الأوفر حظا للانتخابات الرئاسية البرازيلية في أكتوبر.

احترام قادة العالم

قدمت حكومة الرئيس السابق لولا (2003-2010) سيناريو يسترشد بالدبلوماسية المرتبطة باحترام القانون الدولي وتتخللها البراغماتية والتعددية. لقد اجتذب وضعه المتوازن في الأمم المتحدة، على سبيل المثال، انتباه واحترام قادة العالم.

وبرز دوره السياسي خلال قمة مجموعة العشرين عام 2009، حيث أسفرت المفاوضات آنذاك عن إعلان طهران الذي وقعته بعد عام من قبل البرازيل وتركيا وإيران ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مما أعاد تأكيد التزام إيران بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة وحق الجمهورية الإسلامية في البحث وإنتاج واستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.

من جهة أخرى، يعتبر ملف القضية الفلسطينية أحد القضايا التي تعكس مدى عمق الاختلاف بين المرشحين لرئاسة البرازيل من حيث الدبلوماسية الدولية. ففي افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة كل عام، عادة ما يكون رئيس الدولة البرازيلي هو أول من يتحدث. ولطالما تناول الممثلون البرازيليون القضية الفلسطينية وقدموا الدعم لحل عادل لمشكلة الاحتلال الإسرائيلي وتعويض حقوق الشعب الفلسطيني.

كسر بولسونارو هذا التقليد ولم يُشر إلى الصراع في فلسطين في المناسبات الأربع التي تحدث فيها في الأمم المتحدة. فيما حافظ لولا خلال فترتي ولايته على خط الدفاع عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وحل الدولتين مع حدود عام 1967 المعترف بها دوليا.

وفي العديد من المحافل الدولية، اتخذ موقفًا للمطالبة بمزيد من المشاركة المجتمع الدولي - الأمم المتحدة على وجه الخصوص - في حل إنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي وانتهاكاته المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني.