فريد الأطرش معجزة الفن العربي

فريد الأطرش معجزة الفن العربي

نجم الأسبوع

الاثنين، ٢٠ أكتوبر ٢٠١٤

نبوغ أسعد
الأزمنة تسلط الضوء على جوانب غير مكشوفة في حياة الفنان فريد الأطرش حيث التقت الباحث الموسيقي إياد معضاد فقال: ولد الفنان فريد الأطرش في السويداء عام 1910 في التاسع من تشرين الأول وتوفي عام 1974. ترعرع في قريته القريا مع والديه.. وبسبب ملاحقة الاستعمار الفرنسي التي تميزت بعدائها الشديد ولاسيما أنّ عمه سلطان باشا الأطرش كان قائداً للثورة السورية.. ما دفع فريد للهجرة مع والديه وباقي أسرته إلى لبنان.
وفي لبنان تعرفوا إلى عائلة مصرية كانت تقوم بزيارة سياحية للبنان فشجعت تلك العائلة فريد وأهله للهجرة إلى مصر لأنّ الاستعمار الفرنسي قد يصل إليهم في لبنان.
اقتنعت أسرة فريد وكان السفر إلى مصر على متن سفينة كانت متوجهة إلى القاهرة.. وفي القاهرة أنجبت والدة فريد ابنتها آمال التي أصبح اسمها الفني أسمهان وهي صاحبة الصوت القوي المعروف وفي رده على سؤال كيف بدأت الأسرة حياتها في مصر قال الباحث إياد معضاد:
لقد قامت السيدة علياء المنذر والدة فريد الأطرش بتسجيل أولادها فريد وفؤاد وآمال بمدرسة فرنسية للتعليم وفي فترة العطلة كان يعمل فريد بمحل خياط للسيدات.. أما شقيقته أسمهان راحت تتعلم الموسيقا على يد محمد القصبجي فبدأت تتألق مباشرة، ما شجع فريد للالتحاق بنادي الموسيقا الشرقي بالقاهرة الذي كان من أساتذته فيه كل من الموسيقار رياض السنباطي وفريد غصن فعلماه إتقان العزف على آلة العود وأصول الغناء العربي وفهم النوتة الموسيقية إلى أن أصبح عازفاً مع فرقة بديعة مصابني، وانطلق كمطرب في أول أغنية له / يا ريتني طير لطير حواليك / وهي كلمات وألحان يحيى لبابيدي.
وقال إياد معضاد: إنّ فريد الأطرش منذ عام 1939 ولغاية 1974 أنتج ومثّل أكثر من 30 فيلماً أولها انتصار الشبان مع شقيقته أسمهان وآخرها نغم في حياتي مع ميرفت أمين وحسين فهمي الذي عرض على شاشات دور السينما في بيروت قبل وفاته بثلاثة أيام.
ويقول معضاد: إن فريد الأطرش أول من أدخل الأوبريت الغنائي للسينما العربية وأول من فاز بجائزة أبرع عازف على آلة العود وهو الذي أدخل قوالب /الفالس والروبا والتانكو/ وأول من أدخل الآلات الغربية الموسيقية على اللحن مثل /الغيتار والأورغ والكلارانيت/ إلى الفرقة الموسيقية العربية وتقلد أكثر من عشرين وساماً من ملوك ورؤساء في العالم.
كما حضرت ألحانه في أوروبا وأميركا وتركيا والاتحاد السوفييتي وفريد الأطرش لحن لأهم نجوم العرب والعالم مثل /داليدا ومايا كازابيانكا/.. ولحن لنور الهدى وطروب وسعاد محمد وفهد بلان وصباح ووردة وعادل مأمون وأسمهان ووديع الصافي وشادية ومحرم فؤاد كما ساهم في صياغة الجمل اللحنية البسيطة التي تلاءم كل الأذواق مما أدخله التاريخ.
وإن فريد كما قال إياد معضاد غنى في عمر لا يزيد عن 9 سنوات في حفلة خاصة بالقاهرة شاركته والدته علياء المنذر ومنذ ذلك الحين انطلق ليصبح من كبار الفنانين في العالم مثل موزارت وباخ وسيد درويش.. ما جعله منافساً لمحمد عبد الوهاب وأم كلثوم والسنباطي والقصبجي وزكريا أحمد حيث تمرد على المدارس الموسيقية آنذاك وخرج من دوائر التقليد ليتفرد بالإبداع مستنداً على التراث والأصالة، وهذا ما دفع بليغ حمدي ليقول عنه: إنّ فريد أثّر على كل من جاء بعده إلى أن أصبحت ريشة فريد حلماً يتمناه كل ملحن ومبدع وهذا ما عبر عنه محمد عبد الوهاب في قوله: لو ملكت ريشة فريد وصوت وديع لملأت العالم فناً جميلاً.
كما قال عبد الوهاب: لو أعطاني الموسيقار فريد الأطرش لحن مقدمته أنا واللي بحبه لأعطيته خمس سنوات من عمري.. ولقبه أيضاً الشاعر الأخطل الصغير: بتهوفن الشرق وموسيقار الشرق.
هذا جانب من شخصية فريد ابن فهد الأطرش الذي ملأ الدنيا وظل إلى يومنا هذا ملوحاً بدخول التاريخ دون إذن نظراً لما حباه الله من موهبة فريدة.