سفير فنلندا في دمشق في لقاء خاص للأزمنة

سفير فنلندا في دمشق في لقاء خاص للأزمنة

نجم الأسبوع

الأحد، ٢٥ أكتوبر ٢٠٠٩

 

بلد قد يضيع مساحة مع باقي البلدان الأوروبية لكنة أحب أن يتميز فكان له ما أراد حتى بات معظم الناس على أرجاء المعمور يعلمون من هي فلندة وماذا يعني شراء هاتف جوال صناعة فنلندية، ويدركون أن قرية نوكيا قالت للعالم أجمع هذه هي التكنلوجيا الفنلندية وإن أي بلد يريد أن يتميز قادر على فعل ذلك إن امتلك الإرادة والرغبة في تقديم شيء جميل لشعبه .

ماذا عن العلاقات السورية الفنلندية .. أين وصلت وماهي مواقع الخلل التي تعيق تطورها ؟.. أين سورية من فنلندا رسمياً وشعبياً ؟.. مجموعة من الاستفسارات طرحتها الأزمنة على هاري ماكي رينيكا سفير جمهورية فنلندا في دمشق عبر الحوار التالي :

*كيف تصفون العلاقات السورية الفنلندية :

- قال هاري ماكي رينيكا سفير جمهورية فنلندا إن العلاقات السورية الفنلندية جيدة. لا يوجد أية مشكلة بين سورية وفنلندا وأنا مقتنع بأن علاقاتنا ستصبح أعمق، فقد زار سورية رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الفنلندي في كانون الثاني الماضي كما زارها وزير الخارجية الفنلندي في أيار الماضي ووزير شؤون الاتحاد الأوروبي والهجرة في أيلول الماضي، فهذه السنة أظهرت تطوراً في العلاقات وأنا مقتنع بأنها ستُكثف في المستقبل، وخاصة في المجال الاقتصادي والتجاري .. فالبلدان لديهما فرص كبيرة للعمل عليها، حيث يمكن لفنلندا أن تقدم بعض الخبرات والمساعدة كما أن سورية تمتلك الكثير من الإمكانيات والمقومات في مجالات عديدة أخرى ما يمكن البلدان من تعزيز علاقتهما.

كما أن المعهد الفنلندي يعمل باستمرار لتعزيز الثقافة والروابط العلمية وكان لدينا الكثير من الطلاب من فنلندا الذين يتعلمون اللغة العربية.

 

*أين وصلت العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية؟

قيمة التبادل التجاري بين البلدين منخفضة نسبياً/ 65 / مليون يورو ولكن مع بعض الجهود يمكن مضاعفته.. خاصة وأن فنلندا يمكن أن توفر الكثير من بيئة التكنولوجيا وتوليد الطاقة. ونحن يمكننا أيضاً شراء الكثير من الصناعات النسيجية والغذائية، والكثير من المواد من سورية..

 

*ما الهدف من زيارة رئيسة بلادكم ؟

 

لم نوقع أي اتفاقات خلال الزيارة لكننا تحدثنا عن التعاون في مختلف المجالات مثل الاستثمارات، والضرائب، والفيزا والسياحة. ومن المفترض أن يتم التوقيع في وقت لاحق بعد مناقشات عميقة.

 

تحدثتم عن الزيارة الأخيرة لوزير الشؤون الأوروبية والهجرة، وعن زيارة الرئيسة ..لكن هل نحن على موعد مع زيارات مماثلة لوزيري الاقتصاد والتجارة الفنلنديين.

 

الغرض من هذه الزيارة كان للاطلاع على مخيمات اللاجئين العراقيين هنا في سورية.. وهذا كان أحد الأهداف للزيارة وللتعبير عن رأيها الداعم لسورية لفتح الاقتصاد والسياسة وتحقيق المزيد من التطور باتجاه العلاقات مع أوروبا، والعلاقات الثنائية بين البلدين، أما فيما يتعلق بزيارات مرتقبة لوزراء الاقتصاد والتجارة.. فأنا مقتنع إن عاجلا أو آجلا سوف نرى ذلك كما أن هذا سيحصل بعد أن نعرف المزيد عن ماهية العلاقات الاقتصادية وكيفية تطويرها، ونحن نخطط لجلب وفد كبير من رجال الأعمال الفنلنديين لزيارة سورية.

 

*كيف تنظرون إلى الدور السوري في المنطقة ؟

فنلندا ترى أن دور سورية أمر بالغ الأهمية .. حتى الآن.. إذا كنا نفكر بتحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط ، لذلك فإن سورية هي لاعب في كل زمان لتحقيق سلام شامل ودائم.

كما أن فنلندا وسورية تدعمان معا منظمة الأمم المتحدة .. لدى فنلندا أكثر من 20.000 عنصر في قوات حفظ السلام في الشرق الأوسط ، وفي الماضي كان لنا في مناطق /اندوف/ في الجولان و/انتسو/ فقط يوجد 6000 عنصر من قوات حفظ السلام .

 

 

* كان هناك مؤخراً اتفاق بين جامعتي دمشق وهلسنكي هل التجربة ستعمم على باقي الجامعات السورية والفنلندية ؟

 

هذا الاتفاق هو بين الأفراد، ويشكل قوة لتعزيز الروابط بين الشعبين والعلاقات الثقافية المتبادلة كما أن المعهد الفنلندي يبذل جهوداً في هذا المجال، والعام الماضي كان لدينا هنا 14 فناناً من فنلندا في موسيقى الجاز والرسم و الأدب وأعمال السيراميك، ونحن نتطلع لرؤية المزيد من الفنانين السوريين في فنلندا أيضاً.

 

*فنلندا تشتهر بقرية نوكيا التكنولوجية، ما إمكانية مساعدة سورية في نقل التكنولوجيا ؟

نوكيا هي شركة خاصة ومعروفة في جميع أنحاء العالم وهي شركة عالمية.. وحصة نوكيا في سورية هو أكثر بكثير من 60 في المائة في مجال الهواتف النقالة ..حتى أن نوكيا متواجدة ولها حضور كبير جداً هنا.. ولكن ربما لايعرف الكثير من السوريين أن هذه التقنية تأتي من فنلندا.

نوكيا هي شركة شهدت نمواً سريعاً قبل نحو خمسة عشر عاماً وأصبحت الآن حصتها في السوق العالمية نحو 40 في المئة.

لدينا شركات أخرى في فنلندا مثل الشركات العالمية لصناعة الورق ونحن نقدم الورق لدول الشرق الأوسط. وما هو مثير للاهتمام أيضاً هو مجال توليد الطاقة ولدينا شركة بارتسيلا Wärtsilä ذات التواجد القوي في منطقة الشرق الأوسط.

ونحن نتطلع إلى أن نراها هنا في سورية بمولداتها المفيدة، كما أن فنلندا متخصصة بالتكنولوجيا النظيفة.

 

*ما هي أهم المشاريع بين البلدين ؟

 

ليس لدينا في الواقع حتى الآن، ولكن سيكون لدينا في المستقبل القريب .. يمكننا أن نفعل أكثر في المجال الاقتصادي والتجاري.. والثقافة والمستوى العلمي والتبادل الجامعي.

 

 

*ماذا تقولون عن العلاقات السياحية البينية بين سورية وفنلندا ؟

 

السياحة هامة جداً في العلاقات الفنلندية السورية وفي الواقع الفنلنديين يحبون سورية كثيراً فهي بالنسبة لهم مكاناً يضم التاريخ وهي مصدر للحضارات مثل أوغاريت، ليس لدينا في فنلندا تاريخ طويل ولذلك فنحن مهتمون بالمجيء إلى هنا للتعرف على تاريخ وثقافة وشعب الحضارات ليس فقط الحضارات الماضية وإنما الحالية.. سورية حقا بلد مثير للاهتمام بحكم موقعها على البحر الأبيض المتوسط .. في الواقع من الجميل أن نرى الكثير من الفنلنديين يأتون إلى هنا ليأخذوا حمام شمس في اللاذقية .. وزيارة تدمر ولكن ما هو أكثر إثارة زيارة البلدة القديمة من مدينة دمشق.. وهي رقم واحد بالمواقع التي يحب الفنلنديون زيارتها .. كما أن الفنلنديين يحبون كل الشعب السوري.

*هناك تشابه بين الشعب السوري والفنلندي.. كل منهم يتميز بالهدوء.

كل ضيوفي الذين أتوا إلى هنا شعروا بالمتعة والألفة وقالوا لي إنهم يشعرون بأنهم في وطنهم.. فالناس طيبون جداً هنا.

لدينا بضع مئات من السياح الفنلنديين هنا في سورية، وأنا مقتنع بأن هذا العدد سيتضاعف أكثر فأكثر في المستقبل.. وهذا مرتبط بكيفية تعاطي سورية مع مسألة تطوير السياحة.

 

*لماذا تأخرت الزيارات الرسمية الفنلندية إلى سورية..

لأن سورية انفتحت الآن ليس اقتصادياً فحسب وإنما أيضاً سياسياً. والتوقيع على اتفاق بين سورية والاتحاد الأوروبي أمر مشجع للغاية وسيفتح آفاقا في حال تم ليس فقط للحكومات بل أيضاً للشعوب. وسنقوم بتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية.. والعلاقات الثقافية و أداة جيدة للنقاش وفعل الأشياء بطريقة منظمة.

حول فنلندا

اليوم الوطني هو في 6 كانون الأول. حصلنا على استقلالنا عام 1917 من الإمبراطورية الروسية، وقبل العصر الروسي بقينا خمسمئة سنة تحت حكم السويد، لدينا حدود طويلة مع روسيا وحدودنا مع السويد والحدود البحرية وحدود مع النرويج، ولدينا علاقات جوار جيدة جداً مع جميع الدول المجاورة.

 

يارا إسماعيل