هل نعاقب الطلاب المتفوقين..؟! «التربية»: نسب النجاح في التعليم الأساسي هي من يحدد معدل القبول في الثانوي العام

هل نعاقب الطلاب المتفوقين..؟! «التربية»: نسب النجاح في التعليم الأساسي هي من يحدد معدل القبول في الثانوي العام

أخبار سورية

الخميس، ٢٥ يوليو ٢٠١٩

بأي حق يدخل طالب مرحلة الثانوي العام حصل على 160 علامة في التعليم الأساسي في معظم المحافظات، في حين تغلق أبواب التعليم العام أمام طالب آخر حاز أعلى منه بنحو 40 علامة؟ تلك هي حال طلاب بعض المحافظات يرى فيه كثير من أبنائها بأنه «ظالم وغير منصف»، وهو الوصف الذي يتردد كثيراً.
النسبة الأعلى لدخول الثانوية العامة بقيت من نصيب بعض المحافظات على مدار أعوام، لماذا؟ حين تسأل، يجيبون: لأن نسب النجاح والعلامات مرتفعة في بعض المحافظات، ومخصصات وزارة التربية للتعليم الأساسي لا تتسع لكل تلك الأعداد.
ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني أن على الأهالي أن يدفعوا ثمن تفوق أبنائهم!
نسبة نجاح تضع آلاف الأسر أمام خيارين: إما أن يدفعوا بأبنائهم إلى الدراسة في مجال أثبت عدم جدواه، إن لم نقل فشله، عبر عقود من الزمن وهو التعليم المهني،وإما تدريس أبنائهم على حسابهم في زمن تجد فيه أغلبية أسر هذه المنطقة أو تلك صعوبة في تأمين وجبات الطعام!
نسب النجاح
وفي أحد تصريحات وزير التربية عماد العزب برر فيه أسباب ارتفاع المعدلات في بعض المحافظات وعزاها إلى نسب النجاح المرتفعة وجزم (باستحالة تخفيض هذه النسبة، لأنه إذا حصل ذلك ستجد دائماً من يطالب بتخفيض آخر، وهذا غير ممكن لأن علامات القبول مرتبطة بنسب النجاح)!
تقول أم وعد: إن ابنها من الطلاب المتفوقين عموماً، ولكنه تعرض لظروف هذا العام ترافقت مع مروره بسن المراهقة، فانخفضت درجاته إلى 198 درجة، وهذا يعني أن عليه أن يذهب إلى التعليم المهني الذي ليس له مستقبل في بلادنا, حيث إن المنطقة تفتقد لهذا النوع من النشاطات الصناعية على عكس المحافظات الإنتاجية كدمشق وحلب وريفها، وتضيف أن هذا يعني أن مستقبل ولدها ضاع، وخاصة أنها لا تستطيع أن تدرسه في مدارس خاصة، ووصفت آلية التعامل هذه بالظالمة وغير المنصفة خاصة في مشاريع التنمية التي تؤمن فرص عمل للتعليم المهني.
نسبة ظالمة
حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليق على هذه النسب المرتفعة، وقد نشرت مئات التعليقات المعترضة واصفة النسب بأنها ظالمة، فقد تساءلت جودي سمير: «لماذا لم تأخذ وزارة التربية في الحسبان الطلاب المهجرين من بعض المحافظات بفعل الإرهاب ودرسوا في تلك المحافظتين، فهل يعقل أن يعامل طلاب بقية المحافظات بطريقة أكثر رحمة من طلاب بعض المحافظات الأخرى، وتصف هذا بالظلم.
أضافت أم أسامة: «ولسى بيقولو جيل فاشل..معقول من حصل على 159 علامة يدخل العامة في العاصمة، شكراً يا تربية فضلتوا على راسنا ؟!»
وتساءلت ثراء الصافي: ٥٠ علامة الفارق بين دمشق و اللاذقية وطرطوس مثلاً, في حين ناشدت ريم منصور وزير التربية بتخفيض المعدلات لأن عندها توءماً ثلاثياً من البنات والثلاث لم يحصلن على المعدل، ولا يمكنهن دخول العامة وتتابع: «والله حرام».
نص قانوني
مدير التربية في محافظة طرطوس علي شحود يرى أن القانون المطبق حتى الآن ينص على تخصيص نسبة 30% من الناجحين للتعليم المهني، و70% الباقية للتعليم الثانوي العام، ويرى أنه يجب الالتزام بالقانون المعتمد منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، ريثما يصدر بديل عنه.
وفيما إذا كان يرى القانون ظالماً قال شحود: يجب تطبيقه بغض النظر عن الرأي في نتائجه على الأرض، وفيما إذا تم طرح فكرة التعديل أكد شحود أنه تم طرح الموضوع للنقاش أكثر من مرة، ويأمل بمناقشته لتعديله.
أقل من السابق
أما مدير التربية في محافظة اللاذقية عمران أبو خليل فقال: إن معدلات الدخول للثانوية العامة هذا العام أقل من الأعوام السابقة، واكتفى بتأكيد الأسباب التي تعود إلى ارتفاع نسبة النجاح والعلامات في المحافظة.
وقد حددت وزارة التربية عدد الناجحين في التعليم الأساسي بنحو 193037 طالباً وطالبة، وتحديد نسب القبول للتعليم العام يعني إرغام الطلاب الذين لم يحصَلوا على المجموع المطلوب على دخول مجالات لا يرغبونها ولا نعتقد أن هذا يتناسب مع سياسة التعليم الجديدة التي تتغير باستمرار تحت شعار «تطوير التعليم وتحسين مستواه»، وخاصة بعد اختبار واقع وحال خريجي التعليم المهني عبر عقود!