القبول بين «المهني» و«العام».. خيارات مقيّدة.. 57% ضد تحديد معدل القبول في التعليم الثانوي و43% معه

القبول بين «المهني» و«العام».. خيارات مقيّدة.. 57% ضد تحديد معدل القبول في التعليم الثانوي و43% معه

أخبار سورية

الخميس، ١٥ أغسطس ٢٠١٩

لمى علي
مفارق الطرق التي تحدد مستقبل أي طالب في المرحلة الدراسية عديدة.. يمكن القول إنها تبدأ من عتبة نيل شهادة التعليم الأساسي التي على أساس تحصيل المجموع فيها يدخل الطالب مرحلة التعليم الثانوي ويسلك أحد المفارق؛ العام والمهني، ورغم أهمية كل منها وعدم قدرة واحد على إلغاء الآخر، إلا أن نظرة الطلاب والأهالي مجحفة بحق الثانويات المهنية بسبب نظرة مجتمعية عامة محدودة الأفق بالنسبة لفروع الدراسة، إضافة إلى أن آلية القبول في التعليم الثانوي تنقصها دراسة ميول الطالب ورغباته الحقيقية التي على أساسها يمكن أن يتوجه إلى الفرع الذي يبدع فيه مستقبلاً.
«تشرين» أجرت استطلاع رأي إلكترونياً بسيطاً شارك فيه 225 فرداً من مختلف الفئات العمرية، صوّت 57% منهم على خيار (لا) رفضاً لتحديد معدل القبول في الثانوية العامة للطالب الناجح في شهادة التعليم الأساسي، عادّين أن مجموع الطالب في هذا العمر لا يحدد ميوله أو قدرته على دراسة تخصص معين، بينما صوّت 43% منهم بـ (نعم) لأنهم يرون أن هذه الآلية في القبول تحقق توازناً في العملية التعليمية أولاً و في سوق العمل تالياً.
 
وجهات نظر
«تشرين» اطلعت على آراء بعض المشاركين في استطلاع الرأي، إذ اختلفت وجهات النظر بين مؤيد ومعارض لطريقة القبول في الثانويات بين العامة والمهنية، إذ تعترض شذى سليمان على فكرة اختلاف معدلات القبول بين المحافظات، وتقول: الفارق في معدلات القبول بين المحافظات كبير، وخاصة محافظتي طرطوس واللاذقية، وهذا ظلم، وتجب المطالبة بأن تكون معدلات القبول موحدة في كل المحافظات السورية من دون تمييز بين واحدة وأخرى، فالتعليم واحد والامتحان واحد وتالياً يجب أن يكون التقييم والحكم على الطالب هو ذاته. وأيد شذى فيما ذهبت إليه كل من فراس السقا وغسان الشاويش، مؤكدين ضرورة فرض مبدأ تكافؤ الفرص بين المحافظات السورية على حد سواء، وعدم جواز التمييز بين المحافظات.
أما بشرى سلطان فكانت مع ترك تحديد اختيار نوع الدراسة (عام أم مهني) للطالب، لأنه في هذه الحالة سيختار شغفه ورغبته وهو الأعلم بما يحب ويتقن، وتالياً سيكون حيز الإبداع والاجتهاد أكبر مما لو تم فرض نمط الدراسة عليه.
بينما تساءل نسر علي: من ابتكر نظام المعدلات لطلاب الثالث الأساسي، وما هي المعايير أو المقاييس المتبعة في تحديد العلامات والمعدلات وتالياً نوع الدراسة؟ ويتابع: قديماً، كانت تضاف للطالب 5 علامات مساعدة إن كان مجموع علاماته 117 ليصل إلى معدل النجاح ويدخل الأول الثانوي، وفي رأيي نظام المعدلات الحالي والمستمر منذ سنوات لا يحقق أي توازن بين الطلاب.
على عكس سعاد الآغا التي ترى أنه من الضروري تقييم الطالب على حسب المجموع الذي حصل عليه في شهادة التعليم الأساسي، وعليه يمكنه اختيار الثانوية التي يرغب فيها، أما الطالب الأقل مستوى دراسياً فلا يملك حق الخيار وإنما يجب أن يدخل في إحدى الثانويات المهنية لأن المجتمع بحاجة إلى مهنيين كما هو بحاجة إلى متعلمين.
 
من أفواه المدرسين
العاملون في الحقل التعليمي أيضاً لهم وجهات نظر مختلفة، إذ يرى المدرّس سامي حسن عن خبرة طويلة في التدريس أن البداية في الثقافة المجتمعية وانعكاساتها في تربية الأبناء، وللأسف لدينا في مجتمعنا تصنيفات لا تنتمي إلى الواقع، وهي أن الطبيب يتربع على عرش الهرم المجتمعي من ثم المهندس وهكذا، والاختصاصات المهنية تقع في قاعدة هذا الهرم، لذلك زرع الأهل في وعي ولاوعي أولادهم إما كلية الطب وإما لا شيء. ويقول: طبيعي أن تبدأ ضغوط الأسرة في الشهادة الأولى (التعليم الأساسي)، من باب أن أي درجة سيخسرها الابن سينتج عنها دمار لمستقبله وفشل ذريع حسب رأيهم، وهذا انعكس سلباً على الراغبين في الاختصاصات المهنية من الطلاب، وصاروا يخافون التصريح برغبتهم، علماً أن الاختصاصات المهنية تحظى بالاهتمام في المجتمعات المتقدمة.
ويضيف المدرس حسن: لا يزال الامتحان يقيس المعارف فقط، وقدرة الطالب على التذكر هي الفيصل في نيله أعلى الدرجات، لذلك لن تعبّر الدرجة التي نالها عن قدراته أو رغباته وميوله، ومن الخطأ الاعتماد عليها في –رأيي- في دخول الثانوية العامة أو المهنية أو التجارية، فالطالب في سن لم ينضج بعد ولم تتطور مهاراته الحياتية ليستطيع أن يتخذ قراراً مؤثراً في مستقبله، لأنه فقط يحاول تحقيق أحلام ورغبات والديه من دون أي اعتبار لقدراته وميوله وأحلامه، لذلك يجب العمل على تنمية المهارات الحياتية للطلاب وخاصة ما يتعلق بقدراته على اتخاذ القرار لنضمن الحصول على مخرجات جيدة للعملية التعليمية وتالياً تنعكس مجتمعاً منتجاً، وهذا ما قمنا بمراعاته في مناهجنا المطورة التي عملنا عليها مؤخراً من ناحية تنوع أنماط التعلم وتنمية المهارات الحياتية، ولكن لابد من تغيير السياسة التعليمية وهذا يحتاج تشريعات جديدة تعيد التوازن إلى العملية التعليمية.
من جهتها، إنصاف نصر (مدرسة سابقة لمادة اللغة الفرنسية وموجهة حالية للمادة)، أوضحت أنه، من خلال جولاتها على المدارس المهنية، كانت تلاحظ شكوى وتذمراً لدى الطلبة والمدرسين على حد سواء، شكوى مردها جملة من الأسباب أهمها: معاناة الطلبة من نظرة الناس المتعالية حيال هذه الاختصاصات التي يعدونها أقل من الثانوية العامة، وذلك بسبب اعتماد الدخول فيها على معدلات منخفضة في شهادة التعليم الأساسي، ونظرتهم لهؤلاء الطلاب على أنهم فاشلون، وهذا في أصعب مرحلة من عمر الطالب وهو عمر المراهقة، ما يؤدي إلى صعوبات في التعلم ولا مبالاة وفوضى، لذلك من الصعوبة بمكان أن يستفيد الطالب من العلوم المهنية التي يتلقاها،
وتؤكد الموجهة إنصاف أن عدم أخذ رغبة وموهبة الطلاب في الحسبان هي أيضاً من أهم الأسباب المعوقة، فكم من طالب مهني دخل عن رغبه وتميز، فحصل على معدل عالٍ أهّله لدخول كليات مهمة أبدع فيها مثل هندسات (الميكانيك – الكهرباء – المعلوماتية) وكلية الفنون الجميلة وغير ذلك، وكانوا نماذج رفدت المجتمع بكوادر مبدعة.. ومن أسباب الشكاوى التي تحدثت عنها نصر عدم وضع خطط تشغيل وإيجاد فرص عمل مناسبة تحث المتعلم المهني لبذل جهد أكبر بسبب عدم وجود أفق يدفعه للسعي للحصول على شهادة تدفعه للانخراط بسوق العمل من خلال تأمين القروض غير المرهقة، وتأمين ورشات ومناطق صناعية تكون بمتناول الجميع، وبالنهاية، فإن المعدلات المنخفضة تؤدي لمشكلات نفسية وتنفي حس المنافسة وكذلك تؤدي إلى انعدام حس الإبداع والسعي لتطوير الذات، لذلك فإن الرائز الأساس يجب أن يكون الرغبة والموهبة للوصول لكوادر مؤهلة ترفد المجتمع بمستويات جيدة قادرة على النهوض بمجتمعاتها والوصول للهدف المنشود.
وعن اختلاف المعدلات بين المحافظات، وبين الريف والمدينة في كل محافظة أكدت نصر أنها لا تؤيده، بدليل أنه منذ عدة سنوات كان الطالب الأول على القطر ابن إحدى أبعد القرى الحدودية، والتربية تقوم بتأهيل جميع المدرسين في كل القطر ليكون أداؤهم موحداً، فلماذا هذا التفاوت؟
أما المربية وصال غانم (مديرة سابقة لإحدى مدارس التعليم الأساسي) فتشير إلى أنه من خلال تعاملها مع الطلاب في المرحلة الانتقالية من الإعدادية إلى الثانوية كان في إمكانها مع الكادر التدريسي أن تلمس الطالب الذي يمتلك ميولاً مهنية أو فنية معينة، إلا أن نظام التعليم والتقييم في المدارس لا يسمح بتوجيه أو دعم هذا الجانب، فمثلاً لا توجد علامات تأخذ في الحسبان فيما إذا كان هذا الطالب أو ذاك قادراً على النجاح والإبداع في المجال المهني، والتقييم يكون قائماً على تحصيل العلامات فقط من دون الأخذ في الحسبان الجوانب الأخرى. وتضيف: من جانب آخر لا يتقبل الأهل توجيه أبنائهم _ وخاصة المتفوقين منهم _ إلى الثانويات المهنية بدلاً من العامة حتى وإن كانوا يمتلكون ميولاً مهنية تشير إلى مستقبل باهر بعيداً عن دراسة الطب والهندسة وغير ذلك، إذ إن النظرة المجتمعية بشكل عام ترى أن الطالب الذي يدرس ثانوية مهنية أقل مستوى تعليمياً من الطالب الذي يدرس ثانوية عامة، وهذا يعود إلى أن القبول في تلك الثانويات يقوم على أساس تحصيل العلامات فقط ضمن تراتبية معينة.
مجموعات الميول
في لقاء الاختصاصي التربوي- صالح الإسماعيل أشار إلى أن السن المثالية التي يمكن فيها أن تعبر الاختبارات التحصيلية عن ميول الطالب ورغباته هي ما بين 15 و18 سنة، غير إنه من المهم جداً أن تحوي هذه الاختبارات جانباً أدائياً عملياً بنسبة تفوق الجانب النظري فيها وإلا ستكون نتائج الاختبار غير دقيقة من حيث التعبير عن ميول الطالب واهتماماته، موضحاً أن دور الأهل أو المدرسة في اكتشاف ميول الطلاب المهنية يكون من خلال عدة طرق هي؛ أولاً: الاستماع لرغبات الطالب التي يعبر عنها هو من خلال طلبها، ثانياً: ملاحظة سلوك الطالب الذي يعكس في كثير من الأحيان ميوله تجاه أمر معين، ثالثاً: الاستدلال على الميول من خلال اختبارات التحصيل التي يجريها الطالب، رابعاً: الاستدلال على الميول من خلال اختبارات واستبيانات الميول المحكمة الخاصة بالكشف عن الميول.
ويضيف: استناداً إلى ذلك نميز أربع مجموعات للميول كما حددها سوبر وكرايس هي: مجموعة الميول التي يعبر عنها الفرد؛ إذ يطلب من الفرد التعبير شفهياً أو كتابة عن الأنشطة المهنية أو غير المهنية التي يفضلها ويستمتع أو لا يستمتع بها، وتعد أبسط الطرائق للحصول على معلومات عن ميول الأفراد، إلا أنها لا تتميز بالثبات وتتأثر بخلفية الفرد وخبراته وخيالاته.. وأيضاً مجموعة الميول التي تنعكس في سلوك الفرد؛ تتكشف هذه الميول عبر الأنشطة الحرة التي يقبل الفرد عليها ويمارسها أو يشارك فيها، فالفرد الذي يسهم في العمل التطوعي، والطالب الذي يداوم بانتظام في الجمعية العلمية بالمدرسة يعكس بذلك ميله نحو هذه الأنشطة، ويمكن التعرف على ذلك عن طريق الملاحظة المباشرة للفرد أو محاولة معرفة هواياته وأنشطته التي يمارسها بالفعل.. ومجموعة الميول التي يستدل عليها من اختبارات التحصيل؛ يتم الاستدلال عليها من درجات الطالب في اختبارات التحصيل في المجالات الدراسية المختلفة، بافتراض أن الدرجات المرتفعة للطالب في أحد هذه المجالات تتوافق مع ميول الطالب نحو هذا المجال، غير أن كثيراً من الباحثين وجدوا أن الارتباط بين الميول المقاسة والقدرات منخفض، ومع هذا فإذا قارنا ترتيب درجات الطالب في استبيان الميول بدرجاته في اختبار التحصيل فربما نلاحظ تطابقاً بين درجاته المرتفعة في مجال دراسي وميوله المرتفعة نحو هذا المجال.. وأخيراً مجموعة الميول التي تقاس بالاستبيانات؛ وذلك بقياسها عبر استبيانات مقننة إذ يقارن بين ميوله في أنشطة متعددة، وهذه الاستبيانات تتطلب من الفرد اختيار النشاط الذي يفضله أو لا يفضله، من بين مجموعة كبيرة من الأنشطة المتعلقة بالمهن والمجالات الدراسية والترويحية والأنشطة المصاحبة والهوايات، كما تتطلب ظروف العمل المختلفة من حيث أهميتها بالنسبة له، واختيار السمات الشخصية والاجتماعية التي يرى أنها ضرورية.
أنماط متنوعة
وعن أنماط الميول المهنية وكيف يمكن توجيه الطالب والأهل إلى الخيارات الصحيحة التي تساعده نحو خطوات مستقبلية مهنية أفضل، يقول الاختصاصي الإسماعيل: أولاً لابد للأهل من أن يعرفوا أن هناك ستة أنماط للميول المهنية يمكن أن يميل إلى أحدها الطالب وهي كالآتي: النمط الواقعي؛ يتعامل هذا النمط من الأفراد مع البيئة بطريقة موضوعية وملموسة أو محسوسة، ويفضل الأنشطة التي تتطلب المهارات الحركية واستخدام الآلات والأجهزة والأدوات، والعمل مع الأشياء، فيما يتجنب الأنشطة التي تتطلب استخدام المهارات الاجتماعية أو الذكاء أو القدرات الفنية، وغالباً ما يعمل أفراد هذا النمط في الزراعة أو الصيانة أو البناء.. والنمط التحليلي؛ يتفاعل أفراد هذا النمط مع البيئة عن طريقة استخدام الذكاء والتفكير المجرد، واستخدام الكلمات والرموز، ويفضل التعامل مع المعلومات والنظريات والظواهر العلمية في الفيزياء والعلوم، وغالباً ما نجد أفراد هذا النمط يعملون كباحثين وعلماء في العلوم، بعيداً عن الأعمال التي تتطلب مهارات يدوية.. والنمط الفني؛ يتفاعل أفراد هذا النمط مع البيئة عن طريق الخلق والإبداع الأدبي والفني، ويعبّر عن نفسه عن طريق الفن والأدب، كما يعتمد على انطباعاته وتخيلاته الذاتية في البحث عن حلول للمشكلات، ويستمتعون بالأنشطة الحرة غير المنتظمة، وغالباً ما يعمل أفراد هذا النمط كموسيقياً أو رساماً أو مؤلفاً أو مصمماً.. وأيضاً النمط الاجتماعي؛ يتفاعل هذا النمط مع البيئة عن طريق استخدام مهاراته في التعامل مع الآخرين، ومساعدتهم في حل مشكلاتهم، وغالباً ما يعملون كمرشدٍ أو معلم أو ممرض.. والنمط الإقناعي؛ يتفاعل أفراد هذا النمط مع البيئة عبر الرسم التخيلي لأي موضوع، و غالباً ما يعمل أفراد هذا النمط في مجالات التسويق والترويج والقيادة والإشراف والإنتاج الفني.. وأخيراً النمط التقليدي؛ يعمل أفراد هذا النمط على إنجاز الأعمال بطريقة منظمة ومحددة، وغالباً ما يعملون في الوظائف الروتينية التي لا تتطلب إبداعاً متجدداً.
ويختم الاختصاصي صالح بأن أهمية هذه المرحلة تكمن في تكوين الميول وارتباطها في الخيارات التي يسلكها الفرد مستقبلاً، فإن مرحلة التعليم الأساسي هي الأساس لهذه المرحلة المهمة في حياة الفرد، وعلى الأهل الاعتناء جيداً بالطالب وتوفير الخيارات التي من الممكن أن تعبر عن ميوله وتنميتها وصولاً إلى اتخاذ قرار صحيح ومستقر لدى الفرد في اختيار بداية الطريق للمستقبل.
جواب وزارة التربية
وفي رد وزارة التربية على الأسئلة الموجهة من «تشرين» عن الموضوع؛ يشير المهندس فهمي الأكحل (مدير التعليم المهني والتقني) إلى أن وزارة التربية تصدر في كل عام تعليمات القيد والقبول في المدارس الرسمية الثانوية العامة والمهنية بحيث يتم تحديد نسبة من الناجحين في التعليم الأساسي (70%) للتعليم العام و(30%) للتعليم المهني وذلك على مستوى كل محافظة علماً أنه متاح للجميع الدخول في التعليم المهني، ويتابع: وبعد أن يتم فرز الطلاب بالنسبة المشار إليها سابقاً يتم إجراء مفاضلة بين المهن حسب طلبات الراغبين، وتالياً يتم تحديد الحد الأدنى المقبول للدخول في كل مهنة إذ يقوم الطالب بملء استمارة المفاضلة برغباته، ويوجد لدينا العديد من المهن التي لها نسبة قبول من الطلاب الذين يحق لهم الدخول في التعليم العام مثل (تقنيات الحاسوب – صيانة التجهيزات الطبية – التكييف والتبريد) في حين أنه توجد مهن أخرى يكون الإقبال عليها أقل رغم أهميتها في سوق العمل، علماً أن ذلك قد يكون متبدلاً بين عام وآخر.
وعن علاقة درجة القبول بالسياسة التعليمية بشكل عام وكيف يمكن أن تصبح أكثر نضجاً وأكثر فائدة على أرض الواقع، يقول الأكحل: إن اختيار درجة محددة تفصل القبول بين العام والمهني يقتضي استيعاب جميع الطلاب الراغبين في التعليم الثانوي، ونحن نأمل الوصول إلى مرحلة قادمة تسمح بدخول الطلاب المهن التي يرغبونها وتدرس إمكانية وجود آلية تحدد درجة لكل مهنة تبعاً لإمكانية الاستيعاب المحددة في كل مهنة.
ولدى السؤال عن تأثير وجود باب للتقدم الحر على الثانوية العامة في السياسة التي ترتبط بسوق العمل؟ يقول: بالتأكيد إن تقديم الشهادة الثانوية بشكل حر يؤثر في الأعداد المتقدمة ولكن لا يمكن إلغاء هذا الأمر لأن بعض الطلاب تفضل العام على المهني، وعموماً يجب أن يكون الاهتمام بالتعليم المهني من خلال تحسين جودته ومستقبل خريجيه وألا يكون على حساب التعليم العام والعكس صحيح أيضاً.
وعن وعي الطلاب والأهل لأهمية المدارس المهنية وأنها لا تقل أهمية عن المدارس العامة، يقول الأكحل: بعض الأهل يملكون الوعي الكافي في حين أن البعض الآخر لا يملكه، وفي جميع الحالات فإنه يقع على عاتق وزارة التربية ووزارة الإعلام مسؤولية الترويج الإعلامي للمدارس المهنية إذ تقوم الفضائية التربوية على سبيل المثال ببث برنامج عن بعض المهن المختلفة الموجودة في التعليم المهني وتستضيف القناة التربوية ضيوفاً للحديث عن هذه المهن.
تشرين