مواسم الإنفاق متلاحقة ..« 900» ليرة تكلفة كيلو «المكدوس» فاتورة «المونة» تستنزف الأسر في درعا

مواسم الإنفاق متلاحقة ..« 900» ليرة تكلفة كيلو «المكدوس» فاتورة «المونة» تستنزف الأسر في درعا

أخبار سورية

السبت، ٣١ أغسطس ٢٠١٩

عمار الصبح: حل موسم «المونة» هذا العام ثقيلاً على الأسر في محافظة درعا وذلك بالنظر إلى ما يجري إنفاقه على تجهيزها من تكاليف ونفقات مالية ليست بالسهلة على شريحة كبيرة من أصحاب الدخل المحدود، وما يزيد من الطين بلّة تزامن موسم «المونة» مع مواسم يزداد فيها الإنفاق، بداية من عيد الأضحى مروراً بموسم المدارس وتأمين المستلزمات المدرسية التي تقصم أسعارها الظهر، وليس انتهاء بفاتورة المحروقات المقبلة التي يجب تجهيز مخصصاتها المادية سلفاً، لتجنب الوقوع في مطب نقص المازوت للتدفئة كما حصل في مواسم الشتاء الماضية. ويتربع «المكدوس» على عرش «المونة» لدى الأسر في المحافظة، إذ شهدت أسواق ومحال الخضر في مدن ومناطق المحافظة خلال الفترة القليلة الماضية إقبالاً ملحوظاً من المواطنين على شراء الباذنجان لإعداد «مونة المكدوس» التي، برغم ارتفاع تكاليفها أضعافاً مضاعفة عما كانت عليه قبل سنوات، ظلت تحتفظ بمكانتها لدى معظم الأسر باعتبارها صمام أمان وقت الحاجة لا يمكن الاستغناء عنه. وتختلف تكاليف إعداد «المكدوس» باختلاف المواد الداخلة فيه وتتراوح تكلفة الكيلو الواحد بين 600 – 900 ليرة، إذ سجلت أسعار الباذنجان في أسواق المحافظة بين 100- 150 ليرة للكيلو، بينما ارتفع سعر كيلو الفليفلة إلى 300 ليرة، وسعر الثوم بين 1000 – 1300 ليرة للكيلو ، ويتراوح سعر كيلو الجوز بين 4000 – 6000 ليرة، بينما وصل سعر كيلو الزيت البلدي إلى 2000 ليرة. أسعار جعلت من المتعذر على كثير من الأسر تحملها في ظل ظروف معيشية صعبة وتدني مستوى الدخل، ما دفعها للتصرف بما تبقى لديها من موارد لقاء تأمين وتجهيز «المونة»، إضافة إلى لجوء البعض لاتباع أسلوب الترشيد وضغط النفقات, وأوضحت إحدى السيدات أن الأمر بحاجة إلى حسن تدبير وتعامل مع الوضع المعيشي لتسيير الأمور، لافتة إلى أنها عمدت مثلاً أمام الارتفاع الكبير في الأسعار إلى تقليص الكميات التي تقوم بالعادة بتحضيرها من «مونة المكدوس» التي كانت سابقاً تصل إلى 100 كيلو، إذ قلصت الكمية هذا العام إلى 50 كيلو غراماً فقط وهي كمية لا تكفي، ولكن -حسب قولها- أن تكون «المونة» موجودة وإن بكميات أقل خير من عدم وجودها أبداً، بينما أشارت سيدة أخرى إلى أن ثمة طرقاً يمكن من خلالها التحايل على الأمر بعض الشيء بغية توفير النفقات فالجود –كما قالت- من الموجود، لافتة إلى أنها استعاضت بزيت الصويا لحفظ «المكدوس» بدلاً من زيت الزيتون أو من خلال تقليل كمية الجوز المخصصة. ولا تقتصر «المونة» على «المكدوس» فقط، فثمة محاصيل أخرى يُعد وجودها في البيوت ضرورياً قبل موسم الشتاء، كالملوخية التي وصل سعر الكيلو المقطوف منها إلى 1500 ليرة، والبامية ، وكذلك الثوم إضافة إلى البقوليات التي يتزامن موعد «تموينها» مع موسم الحصاد كالحمص والعدس، وكذلك البرغل. في السياق ذاته استطاعت العديد من ربات المنازل الاستفادة من موسم «المونة» لإيجاد فرص عمل من خلال الاتفاق مع عدد من المحلات التجارية لتجهيز أصناف محددة وأهمها «المكدوس» الذي تفضله بعض الأسر الميسورة جاهزاً وبالمواصفات التي تريد، كما دخل مشروع تشجيع الزراعات الأسرية الذي وضعته الحكومة على خط دعم هذا النوع من الاقتصاد المنزلي.. وقالت جهينة الأحمد- رئيسة دائرة تنمية المرأة الريفية في مديرية زراعة درعا: يجري حالياً العمل على دعم التصنيع الغذائي من خلال تجهيز وحدتين لتصنيع رب البندورة بشكل مبدئي في المنازل إضافة إلى مشروع آخر يستهدف منح قروض للنساء الريفيات في المحافظة للتصنيع الغذائي وخصوصا «المكدوس» والأجبان والألبان، وقد جرى شرح الفكرة لمسؤولات المرأة الريفية في الوحدات الإرشادية لتزويد المديرية بمعلومات عمن لديهن خبرة في هذه المجالات ليصار إلى تنظيم دورات للنساء الراغبات، وفي نهاية الدورة يتم منح القروض حسب القيمة التقديرية لكل مشروع.