بعد عامين على استيلاء «قسد» عليها.. رائحة الموت لا تزال تفوح من الرقة

بعد عامين على استيلاء «قسد» عليها.. رائحة الموت لا تزال تفوح من الرقة

أخبار سورية

الأربعاء، ١١ سبتمبر ٢٠١٩

بعد مرور عامين تقريباً على خروج تنظيم داعش الإرهابي «بمؤامرة» مما كان يسميها عاصمة لـــ«خلافته» المزعومة، لا تزال مدينة الرقة التي استولت عليها ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» تفوح من منازلها المدمرة رائحة الموت.
وقبل نحو عامين، وتحديداً في 20 تشرين الأول 2017 أعلنت ميليشيا «قسد» و «التحالف الدولي» المزعوم الذي تقوده واشنطن والداعم للميليشيا الاستيلاء على مدينة الرقة بعد عمليات عسكرية خاضها مع تنظيم داعش الذي كان يسيطر على المدينة لمدة ثلاث سنوات ويتخذها عاصمة لـــ«خلافته» المزعومة، أدت إلى تدمير المدينة بشكل شبه كامل، فضلاً عن استشهاد الآلاف من المدنيين، ليخرج بعدها التنظيم منها دون قتال وفقاً لاتفاق أبرم مع ميليشيا «قسد» و«التحالف» ، شريطة أن يتوجه مسلحوه لقتال الجيش العربي السوري في مدينة دير الزور.
وقالت قناة «سكاي نيوز» الإخبارية في تقرير لها من المدينة، وصفت فيه حال المنازل: إنه من منزل كان داعش يستخدمه كمدرسة لما سماهم «أشباله»، ولم يطأه أحد منذ طرده من المدينة قبل عامين، فاحت رائحة كريهة منه، فأبلغ الجيران السلطات (فريق الاستجابة) ليكتشفوا آخر ما تركه التنظيم من أهوال.
وقبل أن يشعر أول «المستجيبين» بالأرض اللينة تحت أقدامهم في الفناء، كانوا يعلمون ما هو كامن تحتها وهي «آخر مقبرة جماعية في الرقة، العاصمة السابقة للتنظيم الذي أعلن فيها «الخلافة» المزعومة».
وأضافت القناة: بأنه وفي اليوم الأول من الحفر، تم إخراج جثمانين، وبعد بضعة أيام وصل عدد الجثامين إلى ما يقرب ال20، بما فيها جثث أطفال ونساء كانت مكدسة في حفر في حديقة الفناء.
وأكدت «سكاي نيوز» أن هذا الاكتشاف، الذي اطلع عليه صحفيو وكالة «الأسوشيتد برس» الأميركية نهاية الأسبوع، هو المقبرة الجماعية الـ16، التي تم العثور عليها في الرقة منذ خروج داعش منها عام 2017.
وأوضحت القناة، أنه وحتى مع إعادة بناء الرقة تدريجياً، فإن المقابر الجماعية الموجودة في المنازل والحدائق والمباني المدمرة، تعد بمثابة ذكرى قاتمة للفظائع التي ارتكبها مسلحو التنظيم، والعنف المدمر الذي لحق بالمدينة لخروجهم منها.
ولم تأت القناة على ذكر أن ميليشيا «قسد» و«تحالف واشنطن» تقصدا تدمير المدينة بشكل ممنهج بحجة طرد تنظيم داعش منها، وأن عمليات القصف التي قام بها أدت إلى استشهاد آلاف المدنيين.
وسبق أن أكدت دمشق مراراً أن المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في مدينة الرقة، دليل على المجازر الدموية التي ارتكبها «تحالف واشنطن» والمليشيات الكردية العميلة، بحق المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب السوري واعتداءاته الممنهجة باستخدام أسلحة محظورة دولياً في قصف الأحياء السكنية.
وأشارت القناة إلى أنه خلال حكم التنظيم، نفذ مسلحوه عمليات قتل جماعي وقطع رؤوس على مرأى من العامة، وتم رجم النساء والرجال المتهمين بالزنا حتى الموت، فيما تم إلقاء الرجال الذين يعتقد بأنهم «شاذون» من قمم المباني، ومن ثم رشقهم بالحجارة.
كما حدث المزيد من قتل المدنيين الأبرياء، بحسب القناة، أثناء الحملة الجوية والبرية التي نفذتها «قسد» و«التحالف» لإخراج داعش من المدينة والاستيلاء عليها، فضلاً عن تدميرها ما يقرب من 80 بالمئة منها ، وفق ما ذكرت القناة.
وحتى الآن استخرجت 5218 جثة من مقابر جماعية أو من تحت ركام مبان مدمرة بأنحاء الرقة، وفق ما نقلت «سكاي نيوز» عن قائد فريق المستجيبين الأوائل.