رغم مرور يومين على محادثات بشأنها … لا تفاهمات جديدة بين الاحتلالين الأميركي والتركي حول «الآمنة»

رغم مرور يومين على محادثات بشأنها … لا تفاهمات جديدة بين الاحتلالين الأميركي والتركي حول «الآمنة»

أخبار سورية

الخميس، ١٢ سبتمبر ٢٠١٩

بينما يبدو أن الاحتلالين الأميركي والتركي لم يصلا إلى تفاهمات جديدة لمؤامرتهما على سورية المسماة «المنطقة الآمنة»، أكد النظام التركي مجدداً، أنه لن يسمح بالمماطلة بشأنها، والابتعاد عن الهدف الرئيسي بخصوصها، وذلك بالترافق مع مباحثات عسكريي واشنطن وأنقرة بشأنها أمس.
ووصل أمس وفد عسكري أميركي، إلى ولاية شانلي أورفة جنوب تركيا للقاء مسؤولين عسكريين أتراك، بهدف تنسيق الجهود لإقامة «المنطقة الآمنة» المزعومة شمال سورية، حسبما ذكرت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء.
ويترأس الوفد العسكري الأميركي، نائب قائد القوات الأميركية في أوروبا ستيفن تويتي ونائب قائد القوات المركزية الأميركية توماس بيرغسون.
زيارة الوفد الأميركي إلى شانلي أورفة، تأتي عقب إتمام لقاءاتهم أول من أمس الثلاثاء، مع مسؤولين أتراك في العاصمة أنقرة، وتوجه إلى مركز العمليات المشتركة في قضاء أقجة قلعة، وسط تدابير أمنية مشددة.
بالترافق مع تلك المباحثات، مع تأكيد المتحدث باسم رئيس النظام التركي إبراهيم قالن، وفق «الأناضول»، أن أنقرة لن تسمح بالمماطلة مثلما حصل في منبج، والابتعاد عن الهدف الرئيسي بخصوص «المنطقة الآمنة» المزعومة، وذلك في مؤتمر صحفي، عقب الاجتماع الحكومي برئاسة رئيس النظام رجب طيب أردوغان في المجمع الرئاسي في أنقرة.
وتشكيكاً بنيات واشنطن، قال قالن: لا يمكننا التأكد من تحول المنطقة (الآمنة) إلى مكان آمن تماما بناء على معلومات الأميركيين ويتعين علينا التأكد عبر مصادرنا».
وأكد أن الخطوات المتعلقة بتشكيل «المنطقة الآمنة» في إطار التفاهم الذي تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة «تسير بشكل سريع»، وزعم أن هدف النظام التركي يتمثل في توفير الأمن في المنطقة الممتدة من شرق الفرات وحتى الحدود العراقية وليس منطقة محددة، وتطهيرها بشكل كامل من تنظيم داعش الإرهابي، إضافة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية وحزب «العمال الكردستاني» ومثيلاتها التي يعتبرها النظام التركي تنظيمات إرهابية.
واعتبر المتحدث باسم رئيس النظام التركي أن أي عملية تأخير بهذا الصدد تتحول إلى تكتيك للمماطلة.
وأضاف: «إذا تحولت مسألة المنطقة الآمنة إلى تشكيل منطقة آمنة أخرى للمنظمة الإرهابية (الوحدات) أسفل الحدود بـ10 أو 20 أو 30 كم، وإذا ساورنا أي شكوك بهذا الخصوص، فإن الجمهورية التركية لديها الإمكان والقدرة على تشكيل المنطقة الآمنة فعليًا» في تهديد جديد لأميركا.
وتطرق إلى ما سماه «سياسة الباب المفتوح» التي تبنتها تركيا إزاء المهجرين القادمين إليها، زاعماً أن تركيا فتحت أبوابها لجميع الهاربين من الحرب والمظلومين والضحايا من دون النظر إلى دينهم أو لغتهم أو عرقهم، متناسيا استثمار نظامه مالياً وسياسياً وأمنياً بهؤلاء المهجرين وكيف بدأ النظام التركي مؤخراً التخلي عنهم بعد خسارته للانتخابات البلدية في اسطنبول.
واستدرك قالن بالقول: «لكن علينا تأكيد أن مسألة اللاجئين ليست مسألة تركيا وحدها، وإنما قضية عالمية»، ولفت إلى أن المجتمع الدولي تأخر كثيراً في اتخاذ خطوات في هذا الصدد.
وفي تهديد جديد لأوروبا بالمهاجرين، شدد قالن على أن المجتمع الدولي ملزم بالإيفاء بمسؤولياته إن كان يريد منع حدوث موجة لجوء جديدة مصدرها محافظة إدلب السورية، وأكد أن توقع تحمل تركيا بمفردها لموجة اللجوء المحتملة من إدلب ليس مقاربة صحيحة أو منصفة أو عادلة.
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، شون روبرتسون، بحسب موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري: إن «الولايات المتحدة اتخذت خطوات جدية لتنفيذ أحكام آلية الأمن المتعلقة بالتفاهم المبدئي مع تركيا في سورية، وذلك بوتيرة سريعة وفى بعض الحالات قبل الموعد المحدد لها».
وأوضح روبرتسون، أنه «كانت هناك بعض المشكلات التي تعترض التنفيذ، وأن البنتاغون مازالت تناقشها مع الأتراك»، مؤكداً أن «البنتاغون»، تعتقد أن الحوار والعمل المنسق هو السبيل الوحيد لتأمين المنطقة الحدودية بطريقة مستدامة، وضمان استمرار الحملة في جهود التحالف العالمي لهزيمة (تنظيم داعش الإرهابي) والحد من أي عمليات عسكرية غير منسقة من شأنها تقويض هذا الاهتمام المشترك».
من جهة أخرى، دعا سفير النظام التركي لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف صادق أرسلان، في كلمة ألقاها خلال مشاركته في الجلسة 42 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بمقر المنظمة الدولية في جنيف السويسرية، بحسب «الأناضول»، إلى وقف فوري للعملية العسكرية التي يقوم بها الجيش العربي السوري والقوات الحليفة لتطهير شمال البلاد من التنظيمات الإرهابية، التي يدعمها النظام التركي ويحاول حمايتها.