جرائم الشرف في انخفاض.. والأعلى بقصد السرقة.. قتل الأقارب غريب عن مجتمعنا

جرائم الشرف في انخفاض.. والأعلى بقصد السرقة.. قتل الأقارب غريب عن مجتمعنا

أخبار سورية

الثلاثاء، ٥ نوفمبر ٢٠١٩

جلنار العلي:
أكد مدير الهيئة العامة للطب الشرعي زاهر حجو ازدياد عدد جرائم القتل في العام الحالي بنسبة تصل إلى 30% عن العام الماضي، لافتاً إلى أنها أكثر من معدلها الطبيعي، إلا أن هذا الازدياد لا يعد هائلاً، وأعاد حجو في تصريحه لـ«تشرين» أسباب ازدياد جرائم القتل إلى انتشار السلاح العشوائي، إضافة إلى الظروف المعيشية والحالة المادية، إلى جانب الاختلاط في المناطق المحررة من سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة، كأحياء حلب الشرقية وفي درعا مثلاً، حيث سجلت هذه المناطق أعلى نسب للجريمة.
وأكد حجو أن أكثر أنواع الجرائم شيوعاً تتم إما بالطلق الناري بالدرجة الأولى أو بالطعن بالسكين، لافتاً إلى تسجيل الكثير من حالات القتل الناتجة عن الطلق الناري العشوائي أثناء مناسبات الحزن والفرح والنجاح، إلا أن تواترها في الفترة الأخيرة أصبح أقل.
ولفت مدير الهيئة إلى حدوث بعض الجرائم الغريبة عن المجتمع منها قتل الأقارب، ذاكراً إحدى الجرائم في ريف اللاذقية عن شخص قتل أباه، وشخص آخر قتل شقيقته في دمشق، وآخر قتل شقيقتيه في حماة، مشيراً إلى أن نوعية الجرائم في الوقت الحالي اختلفت عن الجرائم ما قبل الحرب وفي السياق بيّن حجو أن النسبة الأعلى للجرائم تكون بغاية السرقة أولاً، وتصفية الحسابات والثأر ثانياً وخاصة في المناطق المحررة من المجموعات الإرهابية المسلحة، ثم المشاجرات والقتل بداعي الشرف، منوهاً بأن نسبة جرائم الشرف في انخفاض، مبدياً خوفه على المجتمع السوري، خاصّة وأن القتل لم يعد غريباً بل أصبح مستساغاً بسبب ما خلّفه الإرهابيون من جذور في هذا المجتمع.
وأشار حجو إلى أن أغلبية الجثث التي وصلت في العام الحالي هي جثث كاملة وحديثة الوفاة، لم تشهد أي مظهر من مظاهر التنكيل والتقطيع، لافتاً إلى وجود حالات فردية ونادرة جداً عن جثث منكل بها ومرمية في حاويات القمامة، منوّهاً بأن هذه الحالات كانت تكثر بشكل كبير في الفترة ما بين عامي 2014 و2016، حيث ظهرت كل أصناف التنكيل والتعذيب، نافياً ما يتردد على مواقع التواصل الاجتماعي عن القتل بهدف سرقة الأعضاء. وخمّن حجو أن أكثر الجرائم يتم ارتكابها بحق النساء وذلك حسبما يرد إلى الهيئة، معيداً ذلك إلى أن جسد النساء أضعف من الذكور، لافتاً إلى أن الفئة العمرية الأكثر تعرّضاً للقتل هم المسنون الذين يتم قتلهم داخل منازلهم بهدف السرقة، مضيفاً: ومع ذلك فإن القتل لا ينحصر بجنس معيّن أو بفئة عمريّة معيّنة، حيث إن جرائم القتل كانت من كل الشرائح في المجتمع.
إلى ذلك بيّن حجو أنه لا توجد إحصائية دقيقة عن أكثر المحافظات تصدراً في جرائم القتل، إلا أنه وحسب النشرات اليومية فمن المتوقع أن تكون محافظات السويداء وحلب ودرعا وحماة من أكثر المحافظات التي تقع فيها الجرائم، مشيراً إلى أنه في حماة وقعت أربع جرائم قتل في غضون أسبوع واحد، حيث أقدم اثنان من الجناة على الانتحار بعد ارتكابهما للجرائم، وأشار حجو إلى أنه على الرغم من ازدياد جرائم القتل إلا أنه إلى الآن لا يوجد عقل إجرامي منظم ومدبّر، فالقاتل لا يمتلك الحنكة والذكاء لإخفاء الأدلة، حتى لو ارتكب أكثر من جريمة، لافتاً إلى أن الروابط تكون واضحة دائماً بين الجاني والمجني عليه، ما يسهل إلقاء القبض على الجاني. وأكد أن 95% من جرائم القتل تم التعرف فيها إلى الجاني إما في غضون 48 ساعة أو قد يطول الأمر إلى أسبوع في الجرائم المعقدة، وذلك بجهود الفريق القضائي والكشفي المؤلف من الشرطة والقاضي والطب الشرعي والأمن الجنائي.
تشرين