هل الواقع البيئي في طرطوس مرضٍ..؟!..مشاريع صرف صحي تعود لتسعينيات القرن الماضي.. ومكبات عشوائية

هل الواقع البيئي في طرطوس مرضٍ..؟!..مشاريع صرف صحي تعود لتسعينيات القرن الماضي.. ومكبات عشوائية

أخبار سورية

السبت، ٩ نوفمبر ٢٠١٩

محافظة طرطوس كغيرها من المحافظات تعاني تلوث الصرف الصحي، وخاصة عندما يكون الأمر متعلقاً بالمخلفات الصناعية لذلك قد تكون طرطوس اليوم الأكثر تأثراً بمخاطر التلوث في المنطقة الساحلية..
هذا الواقع بالتأكيد ليس وليد السنوات الماضية، وما خلّفته الحرب الإرهابية من آثار وتداعيات على كل مفاصل الحياة لجهة ترتيب الأولويات، فهذا التراجع بان وتجلى بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية، ولاسيما مع تزايد أعداد السكان من جراء النزوح من المحافظات الأخرى بسبب الحرب الإرهابية وجرائم الإرهابيين، ما أضاف ثقلاً آخر على البنى الخدمية وهو ما يمكن رؤيته يومياً من خلال أكوام القمامة في جميع أرجاء المدينة من أحياء المخالفات مروراً بالأحياء المنظمة وصولاً إلى وسط المدينة والشوارع الرئيسة.
واقع لم تشهده هذه المدينة التاريخية السياحية سابقاً في ظل واقع مؤلم، كما يؤكد القائمون على موضوع النظافة في المحافظة، حيث نقص كبير في الإمكانات والآليات بسبب الانتشار العشوائي للتجمعات السكانية وكثرة مصادر المياه وقرب هذه المصادر من التجمعات السكانية وبوجود أكثر من400 مصب للصرف الصحي ملوث يصب في مياه البحر والأنهار والأراضي الزراعية، وما زالت أغلب المشروعات الخاصة بالصرف الصحي متعثرة ومتوقفة عن التنفيذ بآن واحد، بعضها بُدئ العمل به منذ تسعينيات القرن الماضي وما زال ينتظر إيجاد الحلول كي تأخذ طريقها للتنفيذ.
ومقابل هذه الصورة التي تبدو قاتمة لجهة الوضع البيئي، ثمة مؤشرات تبدو متفائلة من قبل معنيين بالموضوع لجهة وجود اقتراحات وخطط باشرت المحافظة بها وستحمل البشرى السارة لكل المواطنين شرط وصول الأمور لخواتيمها، ومن أهم نتائجها سيكون إقفال كل مكبات القمامة العشوائية المنتشرة في المحافظة التي يتجاوز عددها الـ 50 مكباً، ليس هذا فحسب، حيث تبقى للهواء قصته ونصيبه الكبير من التلوث الناتج عن المنشآت الصناعية، ورغم كل الأحاديث الوردية أو السلبية فإن الكلام الفصل يبقى لأجهزة قياس مستويات التلوث فهي لا تحابي ولا تجامل وإزاء كل هذا ننتظر المؤشرات الإيجابية فطرطوس درة الساحل السوري والنابضة حباً وحياة تستحق كل ما هو جميل..
تشرين