«قسد» و«مسد» يريدان اعترافاً من دمشق بـ«الإدارة الذاتية»!

«قسد» و«مسد» يريدان اعترافاً من دمشق بـ«الإدارة الذاتية»!

أخبار سورية

الثلاثاء، ١٢ نوفمبر ٢٠١٩

على حين يبدو أنها تعليمات من مشغله الاحتلال الأميركي رفض متزعم ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، مظلوم عبدي، مبدأ المصالحات، وطالب الدولة السورية بالاعتراف بالميليشيا وبما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية.
وزعم عبدي، في مقابلة مع إذاعة «آرتا إف إم» التابعة لـ«الإدارة الذاتية»، حسب ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة، أن الاتفاق القائم بين «قسد» ودمشق يتضمن حالياً مشاركة الجيش العربي السوري في الدفاع عن المنطقة، في وجه العدوان التركي، ومسلحي التنظيمات الإرهابية الموالية للاحتلال التركي.
وأحدثت مسألة الحوار مع الحكومة السورية على ما يبدو صراعاً بين قيادات ميليشيا «قسد»، التي انقسمت إلى جناحين، جناح يريد الانخراط في هذا الحوار وفق الثوابت الوطنية، وآخر يريد تنفيذ الإملاءات الأميركية.
وأشارت تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخراً وصف فيها عبدي بـ«الجنرال»! إلى علاقة قوية تربط الأخير بالاحتلال الأميركي.
وأشار عبدي في المقابلة مع إذاعة «آرتا إف إم» إلى أن الدولة السورية «ترغب في بسط سيطرتها على المنطقة، وإعادة الأوضاع إلى ما قبل عام 2011»، زاعماً أن الحكومة السورية «لا تملك القوة لتنفيذ هذه الرغبة».
وكان الرئيس بشار الأسد أكد في مقابلة مع قناتي «السورية» و«الإخبارية السورية» مؤخراً، أن الاتفاق مع مجموعات «قسد» حصل، ووصلت الدولة لأغلب المناطق لكن ليس بشكل كامل، ومازالت هناك عقبات تظهر، معتبراً أن معظم الأكراد كانوا مع الدولة السورية، وكانوا على تواصل معها طوال سنوات الحرب، موضحاً أن السوريين يستطيعون العيش معاً، ومن دون ذلك فهذا يعني أن سورية لن تكون مستقرة في يوم من الأيام.
ورفض عبدي مفهوم المصالحات، الذي اعتمدته الدولة السورية مع العديد من الميليشيات المسلحة في عدد من المناطق السورية، خلال السنوات الماضية.
وفي محاولة لتشويه صورة الدولة السورية دعا عبدي إلى ما سماه «الاعتراف بالحقوق الدستورية للأكراد والسريان، تمهيداً للحل السياسي النهائي بضمانة روسية»، لافتاً إلى «وجود تقدم فيما يتعلق بإشراك ممثلين من شمال شرق سورية في اللجنة الدستورية»، وفق قوله.
وأضاف: إن «روسيا تعمل على إشراك ممثلين من المنطقة، وخصوصاً من الأكراد، في اللجنة، كما تعمل أميركا ودول أوروبية أخرى كفرنسا وبريطانيا من أجل إشراك ممثلين عن شمال شرق سورية في اللجنة، لتمثيل وجهة نظر هذه المنطقة».
وبما يقطع الطريق على محاولة عبدي، قال مؤخراً عضو اللجنة الدستورية المصغرة للوفد المدعوم من الحكومة السورية، رياض طاووز، في لقاء مع «الوطن» من جنيف: «حقي مصون في الدستور كمواطن سوري كردي لأن الدستور السوري خطابه موجه لكل السوريين بكل تكويناتهم الموجودة، ولكن من يرد أكثر من المواطنة أو المواطن فهذه حالة تمييزية نحن لا نقبل بها».
في سياق متصل، انتقد عبدي أميركا وروسيا، بسبب عدم قيامهما بالضغط على تركيا لإجبارها على الالتزام بتعهداتها، بموجب الاتفاقات التي تمت بضمانة واشنطن وموسكو، متهما تركيا بـ«تنفيذ مشروع التغيير الديموغرافي ومنع النازحين الفارين من منطقتي تل أبيض ورأس العين من العودة إلى منازلهم».
بدورها، وعلى غرار عبدي طالبت ما تسمى «رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سورية الديمقراطية-مسد»، إلهام أحمد، وفق صحيفة «الشرق الأوسط» المملوكة للنظام السعودي، بمفاوضات سياسية لـ«انتزاع اعتراف دمشق بالإدارة الذاتية ضمن الدستور السوري»، وأشارت إلى أن الجانب الأميركي «شجع» على هذه المفاوضات.
بموازاة ذلك، قال مستشار «الإدارة الذاتية»، بدران جيا كُرد، حسب ما نقل موقع «العربية.نت» الإلكتروني السعودي الداعم للتنظيمات الإرهابية: إن المباحثات جارية مع الحكومة السورية وروسيا فيما يتعلق بالانتشار العسكري على الحدود مع تركيا، وأنجزنا خطوات مهمة في هذا الاتجاه من حيث انتشار قوات الجيش السوري وروسيا في المناطق الحدودية.
وأوضح كرد أن «مباحثاتنا لا تزال مستمرة» حول كيفية «إتمام الاتفاق العسكري» بين الحكومة السورية و«قسد».