نقص أطباء التخدير في «التوليد» ونقص الأدوية في مشفى «البيروني».. لا مواد قسطرة قلبية في «الأسد الجامعي» وقرار بإيقاف العمليات!

نقص أطباء التخدير في «التوليد» ونقص الأدوية في مشفى «البيروني».. لا مواد قسطرة قلبية في «الأسد الجامعي» وقرار بإيقاف العمليات!

أخبار سورية

الأربعاء، ١٦ فبراير ٢٠٢٢

فادي بك الشريف
لم تكد تنتهي أزمة نقص أطباء التخدير في عدد من مشافي الدولة وتأثيراتها السلبية وخاصة تداعيات الأمر في مشفى التوليد الجامعي، حتى طفت على السطح وبشكل مفاجئ أزمة حقيقة تتمثل بتوقف عمليات القسطرة القلبية في مشفى الأسد الجامعي بسبب عدم وجود مواد القسطرة، في الوقت الذي تؤكد فيه إدارة المشفى أن مشكلة الدواء والمواد ليست محصورة فقط بالمشفى، بل هي مشكلة عامة.
المشفى الذي تدخل مؤخراً عبر التعليم العالي لمعالجة نقص أطباء في التوليد الجامعي، بات اليوم بحاجة إلى من يتدخل لمعالجة وضعه وإيجاد حلول لعودة إجراء العمليات القلبية حتى دفع البعض للقول «جينا يا عبد المعين لتعين» ؟!..
ويأتي ذلك بعد الإعلان الصريح عن توقفه بسبب نقص مواد القسطرة القلبية على الرغم من وجودها في الأسواق، علماً أن لا مشكلة على الإطلاق في عمل مشفى جراحة القلب الذي يعمل ضمن استطاعته وهو حسب المعلومات يشهد حالة استقرار من دون أي تأثير يذكر على إجراء عمليات القسطرة القلبية.
وحسب مصدر طبي، لا يوجد أي مشكلة على إجراء العمليات على الإطلاق في مشفى الأسد الجامعي، لكن المشكلة تكمن في عدم وجود مواد القسطرة، لكن بإمكان المريض تأمينها ضمن تكاليف تعتبر أقل وتعفيه من التوجه إلى القطاع الخاص لدفع مبالغ مضاعفة وكبيرة.
مصدر طبي آخر أكد أنه يفترض على وزارة التعليم العالي التدخل بشكل فوري وعاجل لمعالجة الأمر وتأمين مختلف المواد والتجهيزات والمستلزمات الخاصة بعمل المشافي، كي لا يتسبب هذا الأمر في إحداث أي ضغط على مشافٍ أخرى تخصصية، وبالتالي مزيد من الانتظار على المريض، أو تكبد تكاليف وأجور إضافية خاصة بالنسبة للحالات التي قد لا تحتمل التأجيل، وخاصة أن هذا الأمر يختلف حسب قدرة المريض وإمكانات عائلته المادية.
مشكلة نقص الأدوية رصدتها «الوطن» مؤخراً بالتطرق لمعاناة مشفى البيروني الجامعي، والنقص الحاصل في أدوية السرطان الذي وصل لـ65 بالمئة، وسط ندرة وجود أدوية السرطان، ناهيك عن المعاناة الحقيقية في الصيدليات والمشافي المتخصصة حسب ما أكد مواطنون، لنشهد اليوم نقصاً في أدوية القسطرة القلبية، ومخاوف من تفاقم أكبر للمشكلة، إن لم تتدخل التعليم العالي لمعالجة الأمر بشكل عاجل، وبالتالي التخفيف من وطأة المشكلة.
وعلمت «الوطن» أن هناك اهتماماً كبيراً من وزارة التعليم العالي لمعالجة الموضوع ضمن تنسيق ومتابعة مع وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية ليصار إلى تأمين ما يلزم من أدوية للمشافي الجامعية، علماً أن الوزارة أعلنت منذ أيام عن متابعة واقع نقص الدواء وخاصة أن الوزارة أكدت المتابعة مع المعنيين في وزارة الاقتصاد لتأمين الأدوية لمشفى البيروني ومشفى تشرين الجامعي، ناهيك عن التدخل لمعالجة مشكلة نقص أطباء التخدير في مشفى التوليد الجامعي وأمراض النساء.
وأكد مصدر مسؤول لـ«الوطن» أن سبب نقص الأدوية والمواد يعود لمسألة شراء الأدوية والمواد والتجهيزات وخاصة ما يتعلق بالعقود والتوريدات، بسبب الحصار والعقوبات على سورية.
وكشف المصدر عن عقد اجتماع اليوم الأربعاء لمجلس الإدارة برئاسة رئيس جامعة دمشق لوضع حلول للموضوع، مع متابعة الأمر بدقة بما ينعكس على مصلحة المشفى والتواصل مع الجهات المعنية لمعالجة الموضوع.
هذا ويمتلك مشفى الأسد الجامعي جهازي قسطرة قلبية «متطورين»، لكن المشكلة تكمن بموضوع نقص المواد.
ويشار إلى أن المشفى يضم في شعبه كل الاختصاصات الداخلية ومعظم الاختصاصات الجراحية إضافة إلى وحدة زرع الكلية ووحدة زراعة الحلزون إضافة إلى شعبة كبيرة للمعالجة الفيزيائية تغطي كامل متطلبات هذه المعالجة من وسائل وتجهيزات، كما أن المشفى مجهز بأحدث الأجهزة الطبية إضافة لأحدث أجهزة الأشعة الرقمية، ويضم جناح العمليات 11 غرفة عمليات مجهزة، مع وجود مخبر كبير يعتبر من أكبر وأهم مخابر القطر مجهز بأحدث الأجهزة الآلية ويعطي كل أنواع التحاليل الطبية.