د.صلاح الدين الخطيب عضو المجلس المركزي للاتحاد الرياضي العام: إصلاحات قادمة في الرياضة السورية ولايمكن أن تستمر بهذه العشوائية

د.صلاح الدين الخطيب عضو المجلس المركزي للاتحاد الرياضي العام: إصلاحات قادمة في الرياضة السورية ولايمكن أن تستمر بهذه العشوائية

أخبار سورية

الثلاثاء، ١٥ مارس ٢٠٢٢

عندما فكرت بالدكتور صلاح الدين الخطيب أمين عام اللجنة الأولمبية السورية ورئيس اتحاد الرماية الأسبق وعضو المجلس المركزي للاتحاد الرياضي العام حالياً,للحديث عن أبرز قرارات اجتماع المجلس المركزي الذي انعقد الأسبوع الماضي كنت أتوقع منه حواراً ساخناً مليئاً بالمفاجآت والشفافية والتخصص ,وأنني أمام رجل محاور ومتحدث من الطراز الرفيع. فإذا بي بعد حواره وجدته كما عهدته رجل الكلمة المباشرة المثير للجدل دوماً والمتحدث بطلاقة.
أفردت له الأسئلة وأردت منه أجوبة تلهب السطور وفكر القارئ فإذا بها كما قلت أجوبة رجل يعرف كيف يتكلم ولا ينطق إلا بالكلمة التي يريدها ويعرف ماوراء الكلمات ويقرأ مابين السطور.
 
*- هل المجلس المركزي يأخذ دوره بشكل كامل أم هو صورة تقليدية لايقدم ولايؤخر خاصة وأن أعضاء المجلس هم تحت إمرة المكتب التنفيذي؟
في الواقع التبدلات التي طرأت على الرياضة العالمية تجعل المجلس المر.كزي خارج التطور العلمي والرياضي الحقيقي بما يتناسب مع الرياضات في دول العالم, هناك بعض الثغرات التي يجب معالجتها من خلال المجلس المركزي أو المكتب التنفيذي بحيث تتماشى الرياضة بمختلف أنواعها وليس فقط ألعاب الكرات مع الاتحادات الدولية , ثغرة قانونية انكشفت مؤخراً بقضية اتحاد كرة اليد, والمفروض الآن العمل على تسوية القوانين الناظمة للاتحاد الرياضي العام بما يتناسب مع تطور كافة الألعاب والرياضة تحت لواء اللجنة الأولمبية الدولية.
 
*- هل كان الاجتماع لفرض قرارات عليكم؟
لا أحد يفرض قراراً على الأخر, مشكلة الرياضة السورية هذه الأيام أنها تعاني اهتراء في الهيكل الإداري بشكل عام لعدم تناغم الخبرات الرياضية, والشخصنة, وعدم متابعة تطور الدول المجاورة والعالم كيف تعاملت مع تطوير الرياضة وجعلتها صناعة., اجتماع المجلس جاء روتينياً لم يحمل أي جديد, فقط كان لإقرار الميزانية المالية.
 
*- كنا نتوقع أن يكون اجتماعاً إسعافياً بعد الذي شهدته الساحة الرياضية مؤخراً خروج من تصفيات كأس العالم وتصريحات متناقضة وهجوم وتبادل للتهم بين شخصيات قيادية رياضية على مواقع التواصل الاجتماعي؟
من يقول لك أن اجتماع المجلس المركزي هو للبحث عن حلول أو تطوير الرياضة السورية فهو كلام غير صحيح ودقيق, الرياضة السورية المسؤول الأول والأخير عنها هو المكتب التنفيذي الذي يرأسه رئيس الاتحاد الرياضي العام.
 
*- هذا يعني أن نتائج ومخرجات الاجتماع كانت عادية؟
جرى خلال الاجتماع التصديق على قرارات سابقة صدرت عن المكتب التنفيذي
 
*- أنت بكلامك تؤكد أن المجلس المركزي هو تحت إمرة المكتب التنفيذي؟
المكتب التنفيذي هو صاحب السلطة الرياضية ولا أحداً سواه
 
*- فما دور المجلس المركزي؟ ومامبررات وجوده؟
المجلس المركزي دوره الحقيقي إذا تمت مناقشة قرارات معينة أو تمّ الطلب لإعداد دراسات معينة تتم من خلال لجان يتم تشكيلها من المجلس المركزي فقط لاغير وبالنهاية يتم تصديق كل ذلك من المكتب التنفيذي.
 
*- هل تمت مناقشة واستعراض حالة التراجع والخلافات والانقسامات في الرأي التي تشهدها الكرة السورية مؤخراً؟
تمت مناقشة حالات إدارية بالنسبة لكرة القدم ووجود عدم انسجام إداري, ويجب العمل في الرياضة بشكل عام بغض النظر عن المجلس المركزي أو المكتب التنفيذي كوننا نتحدث عن رياضة الوطن, وهذا يتطلب تأهيل كوادر بغض النظر من هم, نحن ندور دائماً في فلك عشرة أشخاص بكل اتحاد, وهناك تقصير واضح في تأهيل الكوادر إضافة إلى التعامل مع الاتحادات الدولية لأنه لايمكن أن نشارك في أي استحقاق خارجي إلا عن طريق هذه الاتحادات والتعامل معها يجب أن نعرف قوانينها وكيف نتعامل معها وكيفية تطوير كل لعبة لوحدها وهذا كله لايتم العمل عليه بشكل علمي.
 
*- هل تمّ توجيه نقد للمكتب التنفيذي لقرار صدر أو سيصدر؟
تمّ توجيه نقد بما يتعلق بمكتب المنشآت والاستثمار وهذا الأمر خارج فنيات الرياضة
 
*- هل ترى ان هيكلية وآلية عمل الاتحاد الرياضي باتت عائقاً امام تطوير الرياضة؟
في الوقت الحالي الرياضة السورية تفتقد الإدارة الصحيحة التي هي تناغم بين عدة أشخاص ويجب عدم شخصنة أي موضوع لأننا في النهاية جميعنا نعمل لمصلحة الرياضة السورية وليس لفائدة فلان أو أخر, وهذا الشيء للأسف غير موجود في الوقت الحاضر , ويمكن أن نلمسه في اللعبة الشعبية الأولى "كرة القدم" وشقيقتها "كرة السلة" من خلال تبادل الهجوم على منصات التواصل الاجتماعي لأنه لايوجد هناك من يقود الدفة بشكل جيد, وهذا يعني أنّ المصالح الشخصية هي التي تحكم الرياضة السورية الآن.
 
*- كثيرون يتحدثون عن المصالح الشخصية وأنها أصبحت أمراً واقعاً في الرياضة السورية,أين دوركم كمجلس مركزي, ألا تحاولون الوقوف بوجه مايجري وتسمية الأمور بمسمياتها, وأن هذه المصالح لن تعود بالفائدة على الرياضة السورية وأبطالها؟
لاشك أنّ الرياضة ضمن اهتمامات القيادة السياسية التي لها رؤيتها بمايجري على الساحة الرياضية وهذه الرؤية تقول أنّ هناك إصلاحات قادمة في الرياضة السورية لأنه لايمكن أن تستمر بهذا الشكل وبهذه العشوائية, ويجب أن يكون هناك تخطيط سليم للأجيال القادمة ,نقول الآن أننا لن نتأهل لنهائيات كأس العالم بكرة القدم مثلاً لكن هل نقوم بتأهيل منتخب شباب كي نتأهل مستقبلاً ,هكذا هو العمل في الرياضة يجب العمل على تأهيل الكوادر والاهتمام بجيل الشباب والعمل عليه بشكل أفضل من الرجال, لأنهم سيكونون ثمرة المستقبل في مختلف الالعاب
 
*- ما المقصود بالاحتراف الجزئي الذي تم إقراره لاتحادي كرتي الطائرة واليد؟
أي رياضة إذا لم يدخل إليها القطاع الخاص إلى جانب القطاع العام فأنا أعتقد أنها بحاجة للمساعدة لأنه في الوقت الحاضر هناك أولويات أمام الحكومة كتأمين القمح والمحروقات والأدوية, إذا كانت كل خزينة الدولة ستذهب للرياضة هذا شيء غير مقبول, ولذلك يجب أن يكون هناك رافد لخزينة الاتحاد الرياضي من مشاركة القطاع الخاص لدعم الرياضات ,الاحتراف الجزئي هنا المقصود به هو رعاية الشركات كما هو حال كرتي القدم والسلة ,لأنّ هناك ثغرات كبيرة حصلت في كرة الطائرة وأخصّ محافظة دمشق حيث قامت أربعة أندية بإلغاء اللعبة وأخرها نادي الوحدة وهذا شيء سيء للغاية.
 
*- ماسبب إبعادك من عملك كأمين عام للجنة الأولمبية ومن اتحاد الرماية وأنت من الكفاءات التي يشهد لها داخل سورية وخارجها؟
الشخصنة ومخالفة القوانين بالطلب من خمسة أعضاء في اتحاد الرماية لتقديم استقالاتهم وتمت إعادتهم للاتحاد باستثنائي, وعادة لايمكن لمن استقال أن يعود وكان بإمكاننا أن نقوم بما فعله اتحاد كرة اليد, بتقديم شكوى للاتحاد الدولي للعبة,كما أنهم راسلوا الاتحاد العربي للرماية ولديّ الإثباتات حتى لا أترشح للمكتب التنفيذي للاتحاد العربي وبالتالي حرمونا من رفع العلم السوري في الاتحاد العربي, وبما أننا كنّا على أبواب الدورة الأولمبية طوكيو 2020 ,لم أرغب بتدخل الاتحاد الدولي للعبة أو اللجنة الأولمبية الدولية, وكنت أتوقع أن يحرز الرباع معن الأسعد ميدالية أولمبية لأنني كنت أتابعه كأمين عام للجنة الأولمبية , لذلك تركت الأمر يمضي لأنه في النهاية لن يصح إلا الصحيح.
 
*- لماذا لم نعد نسمع شيئاً عن لعبة الرماية ؟
كنا نريد أن نبدأ بتأهيل الكوادر, لكن لأهداف شخصية تمّ إبعادي عن اتحاد اللعبة لكنني مازلت رئيساً للجنة القانونية في الاتحاد الآسيوي للعبة منذ ثمانية أعوام وحتى الآن
 
*- كيف السبيل للخروج بالرياضة السورية من واقعها الحالي برأيك حتى تضاهي نظيراتها العربية كحد أدنى؟
دعونا نعود إلى عهدنا السابق, كنا نعتلي المنصات بكافة البطولات الخارجية حتى في الرماية, لذلك نحتاج أولاً للابتعاد عن الشخصنة وأن لانحارب الإنسان الناجح أو نقصيه ,ويجب ثانياً العمل على بناء هيكلية علمية للرياضة بشكل عام ولكل اتحاد على حدا ,أما ثالثاً فيجب تأهيل كوادر لحمل دفة الرياضة جيلاً بعد أخر, ورابعاً وأخيراً وهي أهم نقطة يجب زرع المحبة الحقيقية للوطن وللأشخاص بين بعضهم البعض لأنهم إذا لم يعملوا كفريق عمل واحد فلن يكتب لهم النجاح.
محمود جنيد