روسيا لا تغادر الميدان: إثبات وجود... وأكثر

روسيا لا تغادر الميدان: إثبات وجود... وأكثر

أخبار سورية

الجمعة، ٢٧ مايو ٢٠٢٢

 توحي المؤشّرات الميدانية على الأرض بتريّث تركي في تنفيذ مخطّط شنّ عملية عسكرية جديدة في سوريا، خصوصاً في ظلّ غياب الضوء الأخضر الأميركي والروسي لتنفيذ عملية كهذه. ولعلّ ذلك هو ما دفع وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، إلى المراوغة، والحديث عن أن بدء الهجوم مرهون بمدى ارتفاع حدّة التهديدات ضدّ بلاده على الحدود. ويأتي هذا الموقف المستجدّ بعد مرور ثلاثة أيام على إعلان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، عن خطّة لإنشاء «المنطقة الآمنة» على الحدود بعمق 30 كلم، وهو ما لم يتبعه استقدام أيّ تعزيزات للجيش التركي، أو حتى للفصائل المسلّحة الموالية له، والتي بقي استنفارها محصوراً بصفحاتها الرسمية على مواقع التواصل.
في هذا الوقت، غاب أيّ تصريح رسمي للعسكريين أو السياسيين الروس حول الخطّة التركية الجديدة. لكن القوات الروسية دفعت بتعزيزات عسكرية باتجاه مدينة عين عيسى، كما نفّذت طلعات جوّية على امتداد الشريط الحدودي مع تركيا، في ظلّ تحليق للطيران الحربي والمروحي الروسي في أجواء المناطق الخاضعة لسيطرة الأتراك، وتنفيذ غارات على أراضٍ زراعية في ريف رأس العين، في ما يُراد منه تأكيد الجدّية الروسية في التعامل مع أي تحرّك عسكري تركي جديد في المنطقة، والردّ على كلّ الكلام الغربي عن انسحاب روسي من سوريا.
وعلى رغم أن وزير الخارجية التركي قال إن «الأميركيين يتفهّمون مخاوفنا»، برز موقف أميركي غير مرحِّب بالنوايا التركية، مع تذكير أنقرة بمضمون بيان مشترك بين البلدين في عام 2019، لوقف العمليات الهجومية في شمال شرقي سوريا، مقابل انسحاب «وحدات الحماية الكردية» إلى عمق 30 كلم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، في مؤتمر صحافي، أمس: «ندرك مخاوف تركيا الأمنية المشروعة على حدودها الجنوبية، لكن أيّ هجوم جديد من شأنه أن يقوّض الاستقرار في المنطقة ويعرّض القوات الأميركية وحملة التحالف على تنظيم داعش الإرهابي للخطر». وتوقّع برايس أن «تلتزم تركيا ببيان 2019»، فيما يُرجّح أن تردّ تركيا على ذلك باعتبار أن استمرار الاستهدافات العسكرية لجنودها من قِبَل «قسد»، يظهر عدم التزام الأخيرة بالانسحاب بعمق 30 كلم.
وأيّاً يكن، فإن المواقف الصادرة من موسكو وواشنطن تشي بعدم وجود أيّ تنسيق تركي مع كلا البلدين بخصوص التحرّك العسكري الجديد، وهو ما يعني حاجة أنقرة إلى مزيد من الوقت للتفاهم مع واشنطن أو موسكو، اللتين ترتبط معهما باتفاقات ميدانية على الحدود. ومن هنا، تكتفي تركيا حالياً بالتصعيد الإعلامي، على رغم موافقة «مجلس الأمن القومي» التركي على خطّة الهجوم.