القنيطرة مريضة بنقص الأطباء وتعطل الأجهزة … لا يوجد أطباء اختصاصيين والبقية تغيبوا لأسباب صحية

القنيطرة مريضة بنقص الأطباء وتعطل الأجهزة … لا يوجد أطباء اختصاصيين والبقية تغيبوا لأسباب صحية

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢

خالد خالد
تحدث المدير العام للهيئة العامة لمشفى الشهيد ممدوح أباظة بشار حلاوة لـ«الوطن» عن المعاناة من نقص الكادر الاختصاصي، موضحاً أنها زادت خلال الأزمة نتيجة تسرب عدد كبير من الأطباء وسفرهم خارج القطر، إضافة إلى عدم وجود أي طبيب من اختصاص ( كلية – جراحة صدرية – أوعية دموية – مفاصل – غدد…).
وأشار إلى أن المعاناة تفاقمت اليوم مع غياب طبيبي الأشعة الوحيدين بالمشفى نتيجة إجراء رئيس القسم عملية قسطرة قلبية، وتعرض الثاني إلى كسر في قدمه نتيجة سقوطه، وتتم الاستعانة بالأطباء المقيمين والفنيين لتيسير أمور المرضى والمراجعين، ولكن هناك حاجة إلى اختصاصي للتشخيص الدقيق وإعداد تقارير الصور.
وأشار حلاوة إلى استمرار تعطل وتوقف بعض الأجهزة الطبية المهمة عن العمل كجهاز التنظير الهضمي والجهاز البانورامي، عدا قدم غالبية الأجهزة واستهلاكها وصعوبة إصلاحها لفقدان قطعها وانتهاء عمرها الافتراضي (منذ إحداث المشفى قبل نحو عشرين عاماً)، لافتاً إلى صعوبة إصلاح تلك الأجهزة لأن التكلفة فوق سقف الإصلاح المسموح به، والحاجة إلى عروض أسعار ومناقصات، وأضاف: المعاناة مع الشركات صاحبة الوكالات الحصرية التي ترفض تحديد سعر محدد للقطع التي تحتاجها أجهزة التنظير وغيرها، وتطلب تحديد السعر بعد توريد القطع، لكون الأسعار غير ثابتة ومتحركة بشكل يومي، علماً أن إدارة المشفى وضعت في خطتها الاستثمارية للعام القادم إصلاح جميع الأجهزة المعطلة والمتوقفة عن العمل.
ولفت مدير مشفى أباظة إلى الجهود التي تبذلها الإدارة من خلال التعاون مع المنظمات الدولية للتخفيف من الأعباء، حيث أبدت إحدى المنظمات رغبتها بتركيب وتنفيذ مشروع طاقة شمسية بديلة لكامل المشفى للتخفيف من معاناة المشفى في تأمين مادة المحروقات في ظل الظروف الراهنة والحصار الاقتصادي المفروض على الشعب السوري وطول فترات التقنين، الأمر الذي تضطر فيه إدارة المشفى لتشغيل المولدات ذات الاستطاعة الكبيرة واستهلاك كميات من المحروقات لتأمين الطاقة لقسم الأطفال والمنافس والعمليات وغيرها من الأقسام الحيوية بالمشفى.
وأوضح حلاوة رفد المشفى ب 126 طبيباً مقيماً نتيجة المفاضلة الأخيرة وهذا الأمر جيد ولكن الحاجة إلى أطباء مقيمين متقدمين وباختصاصات نوعية ( سنة رابعة وخامسة) لتدريب المقيمين الذين تم قبولهم مؤخراً والمساهمة في تخفيف الضغط عن الكادر الحالي، والحاجة إلى ندب الأطباء المتقدمين بكل الاختصاصات من مشافي دمشق لمشفى أباظة ودورياً، منوهاً إلى الحصول على موافقة الوزارة من اجل تكليف أطباء الجراحة المقيمين بالعمل في عيادات الأسنان بالمراكز الصحية التابعة لمديرية الصحة التي توجد فيها أجهزة سنية حديثة ولكن تفتقر إلى الأطباء وبالتنسيق والتعاون مع مديرية الصحة، مضيفاً إن هذا الإجراء بسبب صعوبة افتتاح عيادات الأسنان بالمشفى الذي توجد فيه عيادة للجراحة الفكية فقط.
وحول شكوى المراجعين من نقص أو فقدان المستهلكات الطبية واضطرار المريض لشرائها من السوق المحلية (قساطر وريدية – جبس للكسور – إبر تخدير…)، أفاد مدير المشفى بأن الاستجرار مركزي حيث يتم تزويد المشفى بكميات من المستهلكات الطبية، وفي بعض الأحيان يتأخر ورودها ما يضطر المراجع لشراء بعض المستهلكات، بين أن هذه المسألة عامة في جميع مشافي القطر بسبب الحصار الجائر على القطر، مشدداً على أن مشفى أباظة يقدم خدمات كبيرة ومنها الطبقي المحوري بأجور رمزية جداً تكاد لا تذكر وإيكو القلب والتحاليل الهرمونية بمبالغ زهيدة جداً وبأقل من التكلفة، وهذا يؤدي إلى زيادة الأعباء المادية على المشفى بسبب تقلب الأسعار وزيادة أسعار المواد، إضافة إلى أن المشفى يقدم خدماته العلاجية والصحية لأبناء القنيطرة وتجمعاتها وللمناطق المحاذية للمحافظة من محافظتي ريف دمشق ودرعا.
وقال حلاوة: ليس خافياً على أحد أن قسم غسيل الكلية في مشفى أباظة بالقنيطرة من دون طبيب اختصاصي ويدير القسم كادر تمريضي مكون من 7 ممرضين مدربين ومؤهلين وذوي خبرة ولكن تبقى المعاناة من عدم وجود طبيب اختصاصي كلية متعاقد مع الهيئة، علماً أن القسم يحتوي على 9 أجهزة غسيل للكلية ويقدم خدماته على مدار أيام الأسبوع صباحاً ومساء عدا يوم الجمعة باستثناء الحالات الإسعافية، وبمعدل جلستين أسبوعياً لكل مريض (27-29 مريضاً) وبواقع 8 إلى 10 جلسات يومياً و45 – 50 أسبوعياً ونحو 200 جلسة شهرياً، كما أن المشفى يقوم بتأمين الأدوية من مميعات الدم ومعظم الأدوية التي يحتاجها مرضى القصور الكلوي وتأمين وحدات دم تنقل للمرضى والأدوية التي يحتاجها المريض خلال فترة الجلسة وإجراء التحاليل الدورية بشكل مجاني.
واعتبر عضو المكتب التنفيذي لقطاع الصحة زايد الطحان خلال وقوفه على واقع المشفى أن المعاناة في نقص الأطباء والمستهلكات الطبية هي حالة عامة في جميع مشافي القطر نتيجة تسرب الأطباء خلال الأزمة والحصار المفروض على القطر، ولكن هذا لا يعفي الكادر من حسن التعامل مع المرضى والمراجعين والاستقبال اللائق لهم، باعتبار الطب مهنة إنسانية.
وأكد الطحان أن المحافظة ستقوم بمخاطبة وزارة الصحة لرفد المشفى بالأطباء في ضوء الإمكانات المتاحة وكذلك تأمين مستلزمات العمل والإنتاج المطلوبة من أدوية وأوكسجين ولوازم (مستهلكات طبية) سعياً للحفاظ على جودة الخدمة الطبية المقدمة لأبناء المحافظة والمرضى المراجعين وإبقائها في متناولهم على الرغم من النقص في الكادر الطبي سواء على مستوى الاختصاصيين أم المقيمين من الاختصاصات النوعية.
الوطن