انطلاق الجولة الـ19 بصيغة أستانا.. ووفد الجمهورية التقى نظيره الروسي وبيدرسون

انطلاق الجولة الـ19 بصيغة أستانا.. ووفد الجمهورية التقى نظيره الروسي وبيدرسون

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٢

مع انطلاق أعمال الاجتماع الدولي التاسع عشر حول سورية بصيغة أستانا في العاصمة الكازاخستانية أمس، واصل الاحتلال التركي عدوانه الجوي على الأراضي السورية لليوم الثالث على التوالي، مع تهديد الرئيس رجب طيب أردوغان بشن عدوان بري جديد على الأراضي السورية والعراقية، الأمر الذي قابلته موسكو بالدعوة إلى «الامتناع عن أي مبادرة يمكن أن تؤدي إلى زعزعة خطيرة للوضع العام»، على حين أعلنت واشنطن عن معارضتها أي «عمل عسكري» في شمال سورية والعراق.
وفي أستانا، عقدت أمس جلسة مباحثات بين وفد الجمهورية برئاسة معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، ووفد روسيا الاتحادية برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف، وذكرت وكالة «سانا» أنه تم خلال الجلسة استعراض آخر المستجدات وتطورات الأوضاع في سورية والمواضيع المدرجة على جدول أعمال الاجتماع الدولي، حيث أكد لافرنتييف استمرار دعم روسيا لوحدة وسلامة أراضي سورية، وضرورة تجنب أي أعمال من شأنها تصعيد الأوضاع، معرباً عن التقدير للجهود التي تبذلها الحكومة السورية لتعزيز الاستقرار في البلاد، مركزاً على موقف روسيا الداعم لها في هذا الخصوص.
من جانبه أكد سوسان موقف سورية الداعم للعملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية دونباس، وحق روسيا في اتخاذ الإجراءات اللازمة للدفاع عن نفسها في مواجهة السياسات الأطلسية العدوانية التي لا تهددها فحسب بل تهدد الأمن والاستقرار في العالم.
كما عرض سوسان آخر التطورات والأوضاع في سورية، وخاصة فيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، إضافة إلى الممارسات الأميركية والتركية التي تشكل انتهاكاً للقانون الدولي والسيادة السورية.
وكانت وجهات النظر متطابقة بين الجانبين إزاء القضايا المدرجة على جدول أعمال اجتماعات أستانا، بما في ذلك ما يتعلق بالجانب الإنساني ولجنة مناقشة تعديل الدستور.
وقبيل انطلاق الاجتماع الدولي، أكد لافرنتييف في تصريحات له، أن «الوجود غير الشرعي للقوات الأميركية في سورية هو أحد العوامل الرئيسة التي تجعل الوضع غير مستقر، ونعتقد أن انسحاب الكتيبة العسكرية الأميركية ليس فقط من الشمال الشرقي، ولكن أيضاً مما يسمى بمنطقة الـ55 كيلومتراً في التنف بالطبع يسهم في استقرار الوضع»، مؤكداً أن «الجانب الروسي يرى أن الوقت قد حان لوضع مجموعة محددة من الإجراءات لمساعدة الحكومة السورية في تنفيذ مشاريع من أجل التعافي المبكر للبنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية».
وأوضح لافرنتييف أن «تركيا لم تخبر روسيا مسبقاً بإجراء عمليتها الجوية في سورية والعراق، وسيتم بحث هذا الموضوع خلال اجتماع أستانا»، داعياً النظام التركي إلى «ضبط النفس من أجل منع تصعيد التوتر في شمال وشمال شرق سورية والأراضي السورية كلها».
كما بحث سوسان مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون آخر المستجدات في سورية والمنطقة وأكد استمرار الحكومة السورية بتقديم المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجها في مختلف الأراضي السورية من دون تمييز، مشدداً على ضرورة عدم تسييس الوضع الإنساني واحترام المبادئ التي تحكم العمل في هذا المجال، وخاصة لجهة التنسيق مع الحكومة السورية.
من جانبه أشار بيدرسون إلى أهمية تجنب أي أعمال يمكن أن تؤدي إلى تصعيد وتعقيد الأوضاع، مذكراً ببيان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي دعا إلى احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها.
وبالتوازي مع الجهود السياسية المبذولة في أستانا، عادت تصريحات لمسؤولين أتراك حول التقارب مع دمشق إلى الواجهة مجدداً، فجدد زعيم «حزب الحركة القومية» دولت بهتشلي الحليف لأردوغان تأييده الانفتاح على دمشق، متحدثاً عن علاقات «تاريخية» قوية بين البلدين.
كما أعلن نائب زعيم حزب «السعادة» التركي بولنت كايا، عن توجيهات من «حزب العدالة والتنمية» الحاكم لأعضائه بحذف المنشورات في الصفحات ضد القيادة السورية، وذلك حسب ما نقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن صحيفة «غازيت» التركية.
ونقلت «غازيت» عن كايا قوله: إن «حزب العدالة والتنمية» طلب من أعضائه حذف كل ما كتبوه عن الرئيس بشار الأسد على صفحاتهم في الإنترنت».
وفي المقابل، واصل الاحتلال التركي قصفه للعديد من القرى السورية مع دفع مرتزقته للاستنفار مع تهديد أردوغان بشن عدوان بري جديد على الأراضي السورية والعراقية، الأمر الذي دفع إلى خروج أكثر من موقف من واشنطن فقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، أمس في تصريح نقله موقع «روسيا اليوم»: إن «تركيا تواجه تهديداً على حدودها الجنوبية ولها الحق في الدفاع عن نفسها»، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس أعلن في بيان خطي، أن واشنطن تؤكد ضرورة «وقف التصعيد بسورية»، وتعارض العمل العسكري غير المنسق في العراق على خلفية العدوان الجوي الذي شنه النظام التركي على الأراضي السورية والعراقية فجر الأحد تحت مسمى عملية «المخلب السيف».