أنقرة: لا موعد للقاء الرئيسين.. موسكو: يجب تهيئة الظروف.. ودعوة أممية لاحترام وحدة الأراضي السورية

أنقرة: لا موعد للقاء الرئيسين.. موسكو: يجب تهيئة الظروف.. ودعوة أممية لاحترام وحدة الأراضي السورية

أخبار سورية

الأربعاء، ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٢

رجحت مصادر متابعة لسياسة رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان، أن يتخذ الأخير قراراً بشن عدوان داخل الشريط الحدودي السوري في أي وقت لاحتلال مناطق جديدة، ما لم تستجب ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» لشروطه من أجل وقف العدوان.
وبينما أعلنت الإدارة التركية، أنه لا موعد محدداً للقاء الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان إن كان قبل الانتخابات التركية أم بعدها، وأشارت إلى أن لقاءات تجري بين أجهزة المخابرات السورية والتركية، اعتبرت روسيا أنه يجب التحضير لاجتماع بين رئيسي سورية وتركيا وأن تتم تهيئة الظروف لذلك، وبرزت دعوة من الأمم المتحدة إلى ضرورة احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها.
وتوقعت المصادر المتابعة لـ«الوطن»، أن تلاقي مناطق تل رفعت ومنبج وعين العرب شمال وشمال شرق حلب مصير أخواتها المحتلات في عفرين بريف المحافظة الشمالي وتل أبيض شمال الرقة ورأس العين بريف الحسكة الشمالي، إذا لم تسارع «قسد» إلى تسليم تلك المناطق إلى مؤسسات الدولة والجيش العربي السوري.
وأكدت المصادر، أن الإدارة التركية ماضية وجادة في تهديداتها بتنفيذ عملية عسكرية برية لإبعاد «قسد» مسافة 30 كيلو متراً داخل الشريط الحدودي السوري والاستيلاء على تل رفعت ومنبج غرب نهر الفرات وعين العرب في ضفته الشرقية.
ولفتت إلى أنه لا بوادر بانسحاب «قسد» من المناطق المذكورة بعد إخفاق جهود الوسيط الروسي بإقناعها خلال الاجتماعات الأخيرة التي عقدت في القامشلي، ولذلك فإن سيناريو المناطق المحتلة في عفرين وتل ابيض ورأس العين سيتكرر في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، مع تعنت الميليشيات واستمرار مراهنتها على حليفها الاحتلال الأميركي غير الموثوق به، والذي سبق أن تخلى عنها وتركها لقمة سائغة في فم الاحتلال التركي ومرتزقته.
في السياق ذاته، نقلت قناة «الجزيرة» القطرية الداعمة للتنظيمات الإرهابية في سورية أمس عن مصادر رسمية تركية قولها: إن «تركيا اشترطت على روسيا انسحاب «قوات سورية الديمقراطية- قسد» من مدن منبج وعين العرب وتل رفعت وعودة المؤسسات السورية بدلاً منها»، وذلك في إطار المساعي الروسية لقطع الطريق أمام عدوان عسكري تركي بري محتمل.
وللتأكيد على عزم الإدارة التركية تنفيذ وعيدها بشن عدوان بري على الأراضي السورية، بغض النظر عن مواقف موسكو وواشنطن، صرح الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن أمس بأن «العملية العسكرية ممكن أن تبدأ هذه اللحظة أو غداً أو بعد أسبوع، وفق تقييمنا للموقف»، وأكد أن هدفهم الوحيد «هو وحدات حماية الشعب الكردية الموجودة في شمال سورية».
وأضاف المتحدث وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: «لا أستطيع الآن وضع موعد محدد للقاء الرئيس التركي والرئيس السوري (بشار الأسد)، إن كان قبل الانتخابات التركية أم بعدها»، مؤكداً أن هناك لقاءات تتم فعلاً بين أجهزة المخابرات التركية والسورية، ويجب رفعها لمستويات مختلفة.
وأضاف: «نعم لا (خصومة دائمة في السياسة).. ولكن من أجل إعادة تطبيع العلاقات بين تركيا وسورية، يجب تحضير الأسس الصحيحة اللازمة، فهناك قضايا مهمة يجب التوافق حلّها، كاللاجئين ومحاربة الإرهاب، ووضع الدستور السوري الجديد».
روسيا التي تدعم موضوع التقارب بين دمشق وأنقرة رأت أول من أمس في تصريح للمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية الكسندر لافرنتييف في عقد لقاء بين الرئيس الأسد وأردوغان «خطوة حاسمة وقوية، لكننا نعتقد أن الظروف الملائمة لم تتهيأ بعد».
واعتبر لافرنتييف، أنه يمكن القيام بالاتصالات على أساس ثنائي، وأن الجانب الروسي مستعد لتقديم أي مساعدة وساطة ممكنة، بين البلدين.
وأشار إلى أن «موسكو ستسعى بالوساطة»، وقال: «يجب ببساطة تحضير اجتماع بين رئيسي تركيا وسورية، يجب أن تتم تهيئة الظروف».
في الأثناء، برزت دعوة من الأمم المتحدة إلى ضرورة احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها، إذ أكد المتحدث الرسمي باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك وفق مركز أنباء الأمم المتحدة، أن «ثمّة حاجة إلى حماية وحدة أراضي سورية»، مشدداً على أهمية أن تمارس جميع الأطراف أقصى درجات ضبط النفس وأن تتجنب أي تصعيد إقليمي إضافي.
بدوره أعلن المتحدث باسم «قسد» أرام حنا، أن الأخيرة طلبت من ممثلين روس، المساعدة في عقد اتفاق مع الحكومة السورية لحماية الأراضي التي يسيطرون عليها شمال شرق البلاد. وقال: «طلبنا من الروس المبادرة باتفاق لتنسيق الإجراءات مع دمشق لحماية أراضينا».
وأشار حنا، بشأن اللقاء مع ممثلي روسيا والشروط التركية، إلى أنه «لدينا لقاءات مستمرة مع الجانب الروسي وهي لقاءات مهمة، ولم نتلقَ منهم سوى مساع لخفض التصعيد في إطار الحفاظ على الاستقرار ومنع وقوع أي عدوان».
وبعدما أعلن منسق الاتصالات الإستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، أن الولايات المتحدة تعترف بحق تركيا في الدفاع عن نفسها، لكنها تريد وقف تدهور الأوضاع في شمال سورية، طالب متزعم «قسد» مظلوم عبدي في تصريح له أمس واشنطن «برسالة أقوى بشأن التهديدات التركية»، وأضاف: «ما زلنا قلقين من التهديدات التركية رغم التطمينات الأميركية»، التي نقلها إليه مبعوث الولايات المتحدة إلى شمال وشرق سورية نيكولاس غرينجر خلال اجتماعهما أخيراً.
إلى ذلك، كشف موقع «باسنيوز» الكردي عن مصادر محلية من داخل الأراضي التركية في المنطقة الحدودية مع سورية، عن اتخاذ الجيش التركي استعدادات وإجراءات تبدو أنها تمهيد لعملية عسكرية برية وشيكة في شمال سورية.
وقالت المصادر: إن «تركيا أصدرت أوامر «بتخصيص أقسام وطوابق من المستشفيات وإخلاء طابق من كل مستشفى وأقسام العناية المشددة في مشافي بلدات بيراجيك، سروج، أقجة قلعة ومدن حدودية يتم تخصيصها للجيش»، ولفت إلى أن إدارة هذه المشافي قررت عدم استقبال مرضى جدد.