نتيجة ضعف البنية التحتية وانتشار المخيمات… الكوليرا تعصف بسكان مناطق سيطرة «قسد»

نتيجة ضعف البنية التحتية وانتشار المخيمات… الكوليرا تعصف بسكان مناطق سيطرة «قسد»

أخبار سورية

الاثنين، ١٦ يناير ٢٠٢٣

يعصف مرض الكوليرا بالمواطنين في مناطق سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» منذ ثلاثة أشهر، ووصل عدد الإصابات إلى الآلاف وتسبب بوفاة العشرات، وذلك في ظل ضعف البنية التحتية الصحية وعجز الميليشيات عن وقف تفشيه.
وذكرت وكالة «الأناضول» التركية الرسمية، أن كثرة مخيمات النازحين التي تفتقد شروط النظافة، ساهمت في تفشي المرض، كما ساهم نقص المياه الصالحة للشرب، والتلوث الناجم عن مشاكل في شبكات الصرف الصحي في ازدياد انتشار المرض.
وطالب مواطنون المنظمات الدولية بتوفير الأدوية، وإطلاق حملة لقاحات بأسرع وقت قبل أن يتحول المرض إلى وباء عام يصعب التخلص منه.
من جانبها، أفادت مصادر مما يسمى « القطاع الصحي» في «قسد»، بأنه تلقى وعوداً باستلام لقاحات الكوليرا خلال الأيام القليلة الماضية.
وذكر ما يسمى رئيس اللجنة التنفيذية في ما يسمى «فريق لقاح سورية» المدعو ياسر نجيب، أن منظمة الصحة العالمية وافقت في 27 الشهر الماضي على تزويد مناطق سيطرة «قسد» بلقاحات الكوليرا، متوقعاً وصولها خلال أيام قليلة.
وأشار نجيب، إلى أن العمل يتم على توفير التمويل اللازم لتنفيذ حملة اللقاح، لكن ذلك سيأخذ بعض الوقت، لافتاً إلى أن «الفريق» أعد الخطط العامة للتنفيذ وسيتم العمل على تعيين الكوادر وتدريبها ورسم الخطط التفصيلية ريثما يصل التمويل من الجهات الداعمة.
وأكد أن اللقاحات جزء من خطة شاملة لمكافحة وباء الكوليرا ولا يمكن للقاحات بمفردها أن تقضي عليه، مشدداً على ضرورة اتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان سلامة مياه الشرب والحفاظ على خطوط نقل المياه وإضافة مادة الكلور إلى المياه لضمان قتل الكوليرا المنقولة عبرها.
وأكد نجيب ضرورة توعية السكان بطرق انتقال عدوى الكوليرا التي هي عادة عن طريق تلوث الطعام والشراب بفضلات الإنسان، وأنه من المهم توعية السكان بأعراض الكوليرا وأهمية اللجوء للطبيب بأسرع ما يمكن عند حدوث الإسهال وأهمية تعويض المياه والأملاح المفقودة من الجسم عن طريق شرب السوائل.
من جانبه، أكد ما يسمى «مدير البرامج الصحية في الرابطة الطبية للمغتربين السوريين- سيما)» واصل الجرك، أهمية لقاح الكوليرا لوقف انتشار المرض باعتبار اللقاح إحدى الركائز التي يعتمد عليها للحد منه.
وأعرب عن اعتقاده بأن اللقاح سيصل خلال الأيام القليلة القادمة، وربما خلال أسبوعين أو ثلاثة تنطلق الحملة الأولى للقاح الفموي في شمال سورية، لافتاً إلى أن أعداد الإصابات ما زالت مرتفعة في المنطقة.
وأشار إلى أن الاهتمام بمراقبة مياه الشرب وتعقيمها بالكلور لضمان عدم احتوائها على جرثومة الكوليرا، وضبط شبكات الصرف المفتوحة وإغلاقها من أهم عوامل الحد من انتشار المرض.
وذكر أن انتشار المرض في المخيمات أكبر من غيره من المناطق بسبب ضعف البنية التحتية فيما يتعلق بالنظافة والمياه الصالحة للشرب.
من جانبه، أوضح محمد العبدالله الذي ذكرت الوكالة أنه إعلامي، أن القطاع الصحي في المنطقة بإمكانياته الضعيفة والمنظمات الموجودة على الأرض غير قادر على مواجهة تفشي المرض من دون توفر اللقاح.
وأوضح أن أعداد المصابين والوفيات تزاد مع مرور الزمن وأن المواطنين في المنطقة يطالبون المنظمات الدولية بالإسراع في تسليم اللقاحات.
وشدد على ضرورة إزالة المخيمات القائمة واستبدالها بأبنية سكنية تأخذ بالاعتبار البعد الصحي، لأن الوضع في المخيمات يشكل بيئة مثالية لانتقال وتفشي الفيروسات والأمراض المعدية.
شدد على أنه طالما بقيت المخيمات على حالها، فإن المنطقة برمتها تكون عرضة لكل الفيروسات والأمراض.
وفي الثلاثين من تشرين الثاني الماضي، أوضح وزير الصحة حسن الغباش أنه رغم نقص مخزون لقاحات الكوليرا بسبب تزايد تفشي المرض عالمياً، إلا أن الوزارة استطاعت تأمّين اللقاح بجهود حكومية استثنائية في سبيل تعزيز الاستجابة الصحية وحرصاً على سلامة الفرد والمجتمع.
وبيّن الغباش أن المجموعات السكانية المستهدفة في الحملة ستكون من عمر سنة وما فوق في (ريف حلب، دير الزور، الحسكة، الرقة) كمرحلة أولى، لكونها الأكثر تأثراً بالمرض في الوقت الحالي.
منظمة «هيومن رايتس ووتش» الأميركية غير الحكومية في السابع من تشرين الثاني الماضي، أكدت أن قيام النظام التركي بتعطيل إمدادات المياه في شمال شرق سورية، أدى إلى تفاقم وباء الكوليرا.
وذكر نائب مديرة الشرق الأوسط في المنظمة، آدم كوغل، أن التفشي المدمر للكوليرا لن يكون آخر مرض منقول بالمياه يمسّ السوريين إذا لم تُعالَج أزمة المياه الحادة في البلاد فوراً.
وقال: «يمكن لتركيا، وينبغي لها، أن تتوقف فوراً عن مفاقمة أزمة المياه في سورية».
الوطن