سوق المكسرات «داقر».. مأكول «الأكابر» والباقي يفتحها الله

سوق المكسرات «داقر».. مأكول «الأكابر» والباقي يفتحها الله

أخبار سورية

الثلاثاء، ٣١ يناير ٢٠٢٣

 نور حمادة:
قفزت أسعار المكسرات والموالح في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ وغير منطقي، وبات العرض والطلب عليها ضعيفاً جداً مقارنةً بالعام الماضي، وأصبحت خارج حسابات نسبة كبيرة من الناس، باعتبارها مواد استثنائية ومن الكماليات، وليست أساسية، ولم يعد سوق المكسرات يلقى إقبالاً ورواجاً كما في السابق، وأصبح راكداً حسب عدد من الباعة الذين أكدوا أن نسبة المكسرات المبيعة في آخر مرة لم تتجاوز 30 في المئة، وأن من اشتروها كانوا من فئة الأغنياء، وذوي الدخل المرتفع، أي إن المكسرات باتت تقتصر على طبقة الأثرياء فقط.
حيث قالت سراب الصافي إنها عزفت عن شراء المكسرات منذ فترة طويلة، لكونها غالية الثمن، ولا تتناسب مع دخلها المحدود، وتكتفي بشراء النوع الرخيص في بعض الأحيان، وتضيف: من الصعب أن أفكر بشراء أشياء أصبحت تعدّ من الرفاهيات لأن هناك مسؤوليات يومية وأموراً أهم منها لنفكر بشرائها.
ويؤيدها القول علي عمران الذي وضّح أنه يعمل ليل نهار لتأمين احتياجات أسرته المؤلفة من ستة أشخاص، ومع ذلك بالكاد يستطيع تمرير حياته المعيشية، نظراً لغلاء الاحتياجات الغذائية الأساسية، وقال: بسبب ارتفاع أسعار المكسرات أصبحت لدينا من المواد الثانوية، وصرفنا النظر عن شرائها لأنها ليست ضرورية.
نكهات جديدة
وفي جولة سريعة على بعض المحامص لاحظنا دخول نكهات جديدة على الكثير من أنواعها، بحيث تناسب جميع الأذواق كنكهة الجبنة في الذرة، والكاري في البذر، والكاتشب في القضامة، إضافة إلى دخول النكهات الحارة، والبيتزا وغيرها إلى الأنواع الأخرى من أصنافها، والملاحظ الارتفاع المستمر في أسعارها بين فترة وأخرى بما يزيد في سعر الأوقية الواحدة إلى 500 ليرة.
وسجلت أسعار المكسرات وفقاً لتحديثات المحال التجارية ليصل سعر كيلو (القلوبات) المشكلة إلى 75 ألفاً، وسعر كيلو البزر الأسود البلدي 18 ألفاً، وكيلو بزر دوار الشمس بين 18 إلى 24 ألفاً، والبزر الأبيض 45 ألفاً، والفستق المالح 20 ألفاً، والمدخّن 17 ألفاً، والكاجو واللوز والبندق بين 40 و 50 ألفاً.
ارتفاع أسعار المواد الأولية
 
بدوره أوضح رئيس الجمعية الحرفية للمحامص والموالح والمكسرات عمر حمودة لـ«تشرين» أن السبب وراء ارتفاع أسعار المكسرات، يعود إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية، من مكسرات نيئة مثل الكاجو والبندق واللوز ودوار الشمس والبزر الأبيض بسبب عدم السماح باستيرادها، إضافة إلى ارتفاع أجور الشحن والعمال والنقص في مادة المحروقات، والتي تعدّ مادة أساسية للتحميص وتصنيع المواد لتصبح جاهزة ضمن الأسواق>
 
كما يضطر صاحب المنشأة المصنّعة للمواد إلى استخدام المولدات الكهربائية بسبب التقنين الكهربائي، مترتباً عليه تكاليف مرتفعة لتأمين مادة المازوت أو البنزين، إضافةً إلى تأمين الغاز الصناعي، الذي يعدّ من المواد الضرورية لتصنيع المواد المعروفة، من ملبس الموالد والقضامة بالسكر والشيبسات والكريكات، وتجهيز الفستق العبيد وغيره من الخدمات الخاصة.
مضيفاً: إنّ أكثر أصحاب المنشآت لا يملكون العقارات، لذلك يترتب عليهم أجور شهرية يضاف إليها أجور العمال وإصلاح المعدات والضرائب وغيرها.
وإن أصحاب محلات (الجملة والمفرّق) ومنشآت التصنيع غير قادرين على متابعة عملهم، وذلك لانخفاض نسبة البيع بسبب ارتفاع الأسعار، ما يضطرهم لإغلاق محلاتهم والتوقف عن العمل، لحاجتهم إلى المواد بالأسعار التي تباع للمستهلك.
ونوّه حمودة باكتظاظ الأسواق بأنواع رديئة وبأسعار زهيدة، والبيع على البسطات نتيجة التسوق من تجار الجملة بأصناف نوع ثالث أو رابع، وجودتها محدودة وبيعها بأسعار أقل من المحامص، ونظراً للوضع الاقتصادي الصعب يضطر المواطن للشراء منهم على الرغم من القيمة القليلة لموادهم، مبيناً أن الباعة خارج المحامص ليست لديهم أساسيات في التخزين والعرض والوزن، وكذلك الغش في التصنيع، وأن الجمعية طالبت مراراً بقمع هذه الظاهرة غير الشرعية وممن يتداولها، والذي يعرضه للمساءلة القانونية، بسبب عدم توفر هذه المواد، لعدم استيرادها من قبل وزارة الاقتصاد.
ولفت إلى أن هناك من يتلاعب ويزيد بالأسعار، وخاصة في فترة المناسبات من قبل الباعة غير المنتسبين للجمعية، والذين لا يلتزمون بتعليماتها.
مبرراً بأن عدم استقرار الأسعار يعود لوجود أصناف عديدة، وكل يعدّها على طريقته الخاصة في المحمصة، مؤكداً أن من مصلحة أصحاب المحامص البيع والشراء وفق أسعار السوق، وبربح بسيط حتى لا تكسد المنتجات، وكي لا تتأثر بالحرارة المرتفعة، وتصبح غير صالحة للاستهلاك، لأنها ليست ذات صلاحية لفترة طويلة.
 
وأشار حمودة إلى أهمية اتخاذ القرارات اللازمة من الجهات المختصة، لتوفير المواد المطلوبة من المكسرات باختلاف أسمائها وأنواعها من أجل تخفيض أسعارها واستقرارها في الأسواق.
تشرين