إجلاء أميركي لسجناء «داعش»: نحو البادية... مجدّداً؟

إجلاء أميركي لسجناء «داعش»: نحو البادية... مجدّداً؟

أخبار سورية

الأربعاء، ١٥ مارس ٢٠٢٣

إجلاء أميركي لسجناء «داعش»: نحو البادية... مجدّداً؟

 بعد أيام قليلة من إعلان «قسد» وجود بلاغات عن نيّة خلايا «داعش» الهجوم على سجون تحوي عناصر من التنظيم، زار قائد القيادة المركزية الأميركية، مايكل كوريلا، عدداً من هذه السجون ومراكز الاعتقال، تزامناً مع ورود معلومات عن نقْل عدد من نزلائها إلى الحدود السورية - العراقية. وكانت «قسد» قد أعلنت، قبل حوالي شهرَين، إفشال محاولة تهريب عناصر من «داعش» من سجن في مدينة الرقة، فارضةً حظراً عامّاً للتجوال، ومطلِقةً تحذيرات من اعتزام التنظيم الهجوم على سجنَي الثانوية الصناعية في الحسكة، وعلايا في القامشلي، وبادئةً استنفاراً في محيط السجنَين المذكورَين لعدّة أيام. على إثر ذلك، تَوجّه كوريلا إلى محافظة الحسكة، في الثامن من آذار الجاري، وزار مخيّم الهول ومراكز إعادة تأهيل أطفال «داعش»، كما التقى القائد العام لـ«قسد»، مظلوم عبدي، وفق مصادر كردية. وأصدرت القيادة المركزية الأميركية، من جهتها، بياناً أكدت فيه أن كوريلا زار مركز احتجاز لـ 500 من مقاتلي التنظيم في الحسكة، حيث لاحظ الأضرار التي لحقت بالمنشأة إثر هجوم لـ«داعش» عليها في كانون الثاني 2022، فرَّ بفعله الآلاف من نزلائها، وقُتل نحو 400 منهم، إلى جانب 126 عنصراً من «قسد». وقال كوريلا، وفق البيان: «أثناء زيارتي، رأيتُ التهديد الذي يلوح في الأفق، والذي تُشكّله هذه المجموعة من مقاتلي التنظيم في سوريا والعراق، هو جيش حقيقي لـ"داعش" رهن الاعتقال»، متوقّعاً أنه «إذا تمّ إطلاقهم فسيشكّل ذلك تهديداً على المستويَين الإقليمي والعالمي».
وبعد يومين من تلك الزيارة، شهد محيط سجن الثانوية الصناعية تحرّكات غير اعتيادية لـ«التحالف» و«قسد»، وتحديداً في الطريق الذي يربط سجن الصناعة بسجن غويران، ومبنى «فرع المرور» الذي يتّخذه «التحالف الدولي» قاعدة له، توازياً مع هبوط عدد من المروحيات في مهبط المدينة الرياضية في المنطقة. وفي هذا الإطار، أفادت مصادر ميدانية، «الأخبار»، بأن «التحالف قام، على مدار الأيام الثلاثة التي تلت زيارة كوريلا، بنقل عدّة دفعات من عناصر تنظيم "داعش" المحتجَزين في سجن الصناعة، على مرحلتَين»، موضحةً أن «الدفعة الأولى جرى إخراجها عبر مروحيات إلى قاعدة الشدادي وحقل العمر، فيما الدفعة الثانية نُقلت عبر معبر سيمالكا الحدودي الذي يفصل الحسكة عن كردستان العراق، ويقع بعيداً عن أنظار الجيش العراقي والحشد الشعبي»، مُقدِّرةً إجمالي الذين نُقلوا بـ«نحو 150 شخصاً من جنسيات أجنبية متنوعة»، ومتوقّعةً أن «تقوم الولايات المتحدة بإطلاق سراحهم في البادية التي تفصل سوريا عن العراق، أو في منطقة الـ 55 كلم المتاخمة لقاعدة التنف، ما ينذر بارتفاع احتمالية شنّ هجمات على نقاط الجيش السوري والقوّات الرديفة هناك». 
بالتوازي مع ذلك، شهد مخيّما الهول وتل أسود (روج) حركة خروج نشطة لرعايا عدد من الدول، وذلك بعد جمود نسبي تسبّب به امتناع معظم الدول عن استرجاع عناصر «داعش» الموجودين في معتقلات «قسد». وبادرت روسيا، الأسبوع الفائت، إلى استعادة 49 من الأطفال الروس الأيتام، الموجودين في «تل أسود» في ريف المالكية شمال محافظة الحسكة، حيث تسلّمتهم مفوّضة الرئيس الروسي لحقوق الطفل، ماريا بيلوفا، وذلك خلال زيارة أجرتْها إلى القامشلي، والتقت خلالها مسؤولين من «الإدارة الذاتية». كما تَسلّم القائم بأعمال السفارة السودانية في سوريا، طارق عبد الله علي محمد، 5 سودانيين، هم امرأتان و3 أطفال، وهو ما انسحب أيضاً على قيرغيستان وسلوفاكيا. وتعتزم روسيا سحْب كل رعاياها الموجودين في المخيّمات والسجون، وهي جدّدت دعوتها جميع الدول، إلى فعل الشيء نفسه تمهيداً لإغلاق تلك المراكز. إلّا أن الولايات المتحدة لم تبادر، حتى الآن، إلى تسلّم أيّ من رعاياها الموجودين في شمال شرق سوريا، وهو ما لا يشجّع الكثير من الدول على خطوات كهذه.
من جهة أخرى، استهدفت فصائل «المقاومة الشعبية»، بصاروخين، أكبر قواعد «التحالف» في حقل العمر في ريف دير الزور الشرقي، وذلك بعد ساعات قليلة من عدوان إسرائيلي على منطقة محردة في ريف حماة. وأقرّ الجيش الأميركي، في بيان، بوقوع الهجوم، مؤكداً أن «صاروخَين من عيار 107 ملم استهدفا قوّاته في القرية الخضراء، في موقع دعم البعثة، من دون وقوع إصابات أو أضرار في البنى التحتية للقاعدة».