الأخبار |
رئاسة الجمهورية تهنئ الصين بعيدها الوطني الرابع والسبعين  إردوغان يبشّر بدستور جديد .. تفجير أنقرة: أيّ رسائل؟  روسيا: المسيّرات الأميركية تخرق بروتوكولات تجنب الاشتباك في سورية 6 مرات  المركزي يرفع دولار السوق الرسمية إلى 11557 ليرة … خبير اقتصادي: سترتفع فاتورة القمح والنفط وربما يسهم في تخفيض كتلة الدعم أكثر  محافظة حلب تحيل ١٢ مؤسسة تعليمية خاصة للتفتيش … مديرة الرقابة: تسجيل طلاب على سجلات المدارس العامة بشكل وهمي يدوامون في الخاصة مقابل منفعة مادية  انهيار الواجهة الرئيسية لمبنى مديرية أمن الإسماعيلية بسبب الحريق وعملية إخلاء المتواجدين داخله مستمرة  السلطات الأمريكية توقف العمل بقانون "الإعارة والتأجير" لأوكرانيا  الولايات المتحدة.. اتفاق تجنّب "الإغلاق الحكومي" يضع مصير رئيس مجلس النواب الأمريكي في مهب الريح  إعادة افتتاح السفارة السورية في السعودية … القنصل رمان وصل إلى الرياض: نسعى لتقديم أفضل الخدمات لأبناء الجالية في المملكة  الأغذية العالمي: 2.5 مليون سوري فقدوا شريان حياتهم للحصول على المساعدات  صفارات الإنذار تدوي في جميع أنحاء أوكرانيا ودوي انفجارات تسمع في خاركوف  نتائج مفاضلات القبول الجامعي في 20 الشهر … مفاضلة مركزية للقبول في الكليات الطبية بـ٢٣ جامعة خاصة  تأجيل دعم أوكرانيا.. مجلس النواب الأميركي يقرّ قانون تمويل موقتاً للحكومة  نيويورك تغرق بالفيضانات.. والسلطات الأميركية تعلن حالة الطوارئ  وفاة ابنة الطبيب عصام هوشة ومرتكب الجريمة أيضاً  وفاة 3100 شخص في ألمانيا بسبب الحرارة الشديدة  ليبيا.. حفتر في موسكو لتحقيق التوازن: الرئاسة تحتاج إلى قبول روسي وأميركي  البارالمبية الدولية تصوّت لصالح عودة روسيا الى المنافسات  دكتورة في الاقتصاد: لولا التحويلات الخارجية لكان وضع الاقتصاد السوري كارثياً     

افتتاحية الأزمنة

2022-11-08 16:19:40  |  الأرشيف

الله في التفاصيل

حقيقة حاول المتألبون والمخادعون أن يقلبوا الإيمان بالإنصاف وكشف الحقائق إلى رعب وخوف، وجعلوا من التفاصيل الصغيرة والمتناهية الصغر، والتي تشكل دلائل وبراهين ووسائل لاكتشاف الخداع والتلاعب والمكر والخبث شياطين يجب الابتعاد عنها وعدم الغوص فيها، لأنها تأخذ بالمتعلقين بها إلى مهاوي الفشل والسقوط في متاهات مرعبة وأودية سحيقة، قد لا يخرج منها المتعلق فيها، فالذين بثوا أن الشيطان يكمن في التفاصيل امتلكوا إرادة التعمية على الحق ومنع الوصول إليه.

تحت تأثير الفكرة التي أطرحها، وبعد أن استقرت في أفكار سواد مجتمعنا الذي أسكن في عقوله الكثير من المفاهيم المخلوطة واعتمادها كأساس لتعاملاته، ومن خلالها تعزز دور الشيطان، إن كان في التفاصيل أو بنسب الإبداع الإنساني إلى الفكر الشيطاني، فأن نقول شيطان الشعر وعن فكرة خلاقة إنها فكرة شيطانية، وإن كل إنسان يحمل شيطانه تحت إبطه أو في داخله، أجد أنه من الضروري فهم فكر الحق المتجسد في الخير والموت والمنتج الجيد والعمل الصالح، لأننا ومع اختلاط الفكر الديني بالفكر الدنيوي نجد أن التعزيز لفكر الشيطنة يكمن عبر غزو لكامل المصطلحات مثل شيطنة الدول والساسة والمجتمعات، وهنا أقول: ألا يجب إعادة النظر في هذه المصطلحات التي غدت على كل لسان، وأن نخضعها بملء الحق للتمحيص والمناقشة العقلانية؟ أم إن كثرة آثامنا وعندِنا ومكابرتنا تستدعي الشيطنة لتغطي بها على الحق والحقوق.

أجل إن التعابير الشهوية المثيرة هي موضوع اتهام وإدانة، لأنها تخرب الناموس الأخلاقي الفاضل لدى إنسان الحق، وتثير نباهة الحذر أكثر مما تستطيع فعله بالخطب والمواعظ، فكم تبهظ الحياة الإنسان الواقعي الحساس حتى لتلفظه في المجتمع والعائلة، فالطبقات المدعية وما أكثرها تتقمّص الإله والرسل على الأرض، وتتخذ من آلائها الدنيوية والروحية وسائل للسطو على فكر المجتمعات، وتلاحقهم بسياط الشيطنة والاتهام والانتقام حتى إنهائهم أو إبعادهم إلى غير مكان.

الأخطاء الهينة تكتشفها القوانين الوضعية، لأنها تكون مباشرة، أما الأخطاء الجوهرية فهي التي تحتاج للتدقيق والتمحيص والغوص في التفاصيل التي تأخذ بأي قضية للفصل بها بشكل إنصافي، كما حدث في قضية تاجر البندقية والمرابي شايلوك، وأجزم أن سواد أجيالنا قرأها دون أن تكتشف جوهرها الذي بحث به كثيرون من الحقوقيين والقانونيين، إلى أن أبدع بها محامٍ وتوقف عند رطلي لحم فقط، وأمام القاضي أعطى السكين لمرابٍ، وطلب منه أن يقطع رطلي لحم فقط، التفصيلة في "فقط" لأن فقط تعني ألا يكون هناك نقطة دم واحدة، ما أدى لفشل قضية المرابي ووصول بضائع التاجر الذي أعطاه حقوقه، ولم يتم التدقيق في هذه التفاصيل، كان فعلاً عملاً شيطانياً، إلا أنه ومهما بلغ من قوى الإخفاء فإن قوى الحق ستكشفه، وإن بعد حين، وهنا أجد نفسي أربط الحب بالجريمة والجريمة بالشيطان، كيف تكون معادلة بهذا الشكل، فالحب تفاصيل دقيقة إن لم ينتبه إليها تسقط سريعاً والإغراء والإغواء أفعال شيطانية، الحق إما أن ينهيها، أو يحاسبها، أو ينقذها مما هي عليه، لأنه لها الرشد والاستقامة بشكل أو بآخر.

إنها فئة قليلة أطلقت رصاص أفكارها وعواطفها الغريبة بغاية إشغال سواد البشرية وحرفها عن مساراتها الصحيحة، ما دعاني لأتخذها موضوعاً لحديثي اليوم، فإلهاء الناس بأفكار عبر مقولات وأمثال فتاكة تفتك في الجسوم، وتخرب أجهزتها الحيوية الداخلية دون دراية منها، يعني تمهيل الناس وإرخاء طاقات العماء على الأنوار، كي لا تتجه الناس إليها.

الله في التفاصيل، لأنه يجسد الإنصاف، وللأسف في يومنا هذا نجد أن الناس يهرعون إلى الشيطنة كفراش حول وهج الشيطنة، غايتهم الكسب منها والارتزاق من مخرجات العلاقة معها قدر المستطاع، حتى وإن كانت على حساب الحق والحقيقة، لكن الإنصاف أقوى، فهل ندرك ذلك؟.

د. نبيل طعمة

 

عدد القراءات : 470935



هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
 

 
 
التصويت
هل تؤدي الصواريخ الأمريكية وأسلحة الناتو المقدمة لأوكرانيا إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة؟
 
تصفح مجلة الأزمنة كاملة
عدد القراءات: 3573
العدد: 486
2018-08-06
 
Powered by SyrianMonster Web Service Provider - all rights reserved 2023