"ورشة البحرين" .. انطلاق قطار التطبيع العلني مع اسرائيل

"ورشة البحرين" .. انطلاق قطار التطبيع العلني مع اسرائيل

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢٣ يونيو ٢٠١٩

بعين من القلق والحذر يترقب الفلسطينيون نتائج وقرارات ورشة البحرين التي أطلق عليهم اسم ورشة العمل الاقتصادية من اجل الازدهار لتجميل وجهها الحقيقي الذي يقضي بتصفية القضية الفلسطينية.
الفلسطينيون يدركون جيدا أن ما بعد ورشة المنامة لن يكون كما قبلها، فاصرار دول عربية على المشاركة رغم النداءات بمقاطعة القمة التي تستهدف القضية الفلسطينية بشكل مباشر، وتعد أول خطوة في تنفيذ "صفقة القرن"، شيد معه جسور طويلة تجاوزت الفلسطينيين وقضيتهم ووصلت بسهولة للحليف الجديد القادم للمنطقة "اسرائيل".
ورغم المخاوف الكبيرة من اي قرارات تنتج عن الورشة الاقتصادية وتستهدف تغيير جوهر القضايا الشائكة وتعتبر لب الصراع الفلسطيني مع الاحتلال الاسرائيلي، تبقى اسئلة تسيطر على المشهد وتبحث عن اجابة بين الضبابية المنتشرة في المنطقة العربية منذ الاعلان عن القمة، ولعل ابرزها كيف ستمرر القرارات على الفلسطينيين الرافضين للقمة، ومن ستوكل اليه مهمة تعبيد طريق التنفيذ وماذا بعد قمة المنامة.
وستكون الورشة أول فعالية ضمن خطة السلام التي تعتزم واشنطن اعلانها، وتقوم على اجبار الفلسطينيين بمساعدة دول عربية في مقدمتها السعودية والامارات ومصر والاردن على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة اسرائيل، خاصة بشأن وضع القدس وحق عودة اللاجئين.
الفلسطينيون في اجماع واضح على اختلاف توجهاتهم استبقوا ما هو متوقع من نتائج ورشة المنامة، وأكدوا ان تلك القرارات لن تكون ملزمة لأي فلسطيني في الداخل أو الخارج وستواجه برفض قاطع كأي قرار امريكي او اسرائيلي يستهدف قضيتهم لأن فلسطين ليست للبيع.
دوائر سياسية ذكرت أنه من الصعب اقناع منطقة متشككة الى حد كبير بخطة "الاقتصاد أولا" لاستئناف عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية المتعثرة.
وتقول معلومات نشرتها وسائل اعلام امريكية واسرائيلية أن الخطة الاقتصادية تشمل 179 مشروعا للبنية الاساسية وقطاع الاعمال، وسيتم انفاق أكثر من نصف الخمسين مليار دولار التي رصدت لها في الاراضي الفلسطينية المتعثرة اقتصاديا على مدى عشر سنوات في حين سيتم تقسيم المبلغ المتبقي بين مصر ولبنان والاردن، كما سيتم اقامة بعض المشروعات في شبه جزيرة سيناء المصرية التي يمكن أن تفيد الاستثمارات فيها الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة المجاور.
هذه الدوائر السياسية المتابعة ترى أن محاولة واشنطن تحديد الأولويات الاقتصادية أولا وتهميش الجوانب السياسية تتجاهل حقائق الصراع.
ويرى مراقبون ومتابعون لما تشهده المنطقة، أن ورشة البحرين المرحلة الاولى من صفقة القرن هي المدخل لتحقيق أهم الاهداف الاسرائيلية من وراء عقدها، وهو متفق عليه بين تل أبيب وواشنطن، حتى وان فشلت الورشة، ولم تنفذ توصياتها، فانها اعلان اشهار العلاقات بين اسرائيل والدول العربية، ومن المنامة عاصمة البحرين، انطلاق قطار التطبيع الكامل والشامل والعلني بين الدول العربية واسرائيل، وهذا تدركه الدول المشاركة وتعيه تماما، وما سعت اليه المملكة الوهابية السعودية ومشيخة الامارات وغيرهما.