من غزو العراق إلى التصعيد مع إيران…هذا ما فعله “عاشق الحروب”

من غزو العراق إلى التصعيد مع إيران…هذا ما فعله “عاشق الحروب”

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١١ سبتمبر ٢٠١٩

“أفضل طريقة لتفادي الحرب مع إيران هي إقالة جون بولتون من منصبه”، هذا ما قاله سينا توسي الباحث بالمجلس الإيراني الأميركي الوطني (منظمة غير رسمية) في وقت سابق في مقال رأي بمجلة نيوزويك الأميركية، عن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون مختصراً ملامح شخصية الرجل الصدامية ونزعته الحربية في حل الملفات.
 
في آذار 2018، عين الرئيس الأميركي دونالد ترامب جون بولتون مستشاراً للأمن القومي بدلاً عن هربرت ماكماستر، ليصبح ثالث مستشار أمن قومي لترامب خلال 14 شهراً فقط، لكن كثيرين تخوفوا من ماضي بولتون “المفعم بالتشدد” وتأثيره في جنوح ترامب أكثر نحو النزاعات وتكهنوا يومها بأن المواجهة مع إيران دقت ساعتها.
 
رجل بوش “العدائي”
 
ولد بولتون في 20 تشرين الثاني 1948، واشتغل بالمحاماة وفي الدبلوماسية. هو أحد صقور السياسة الخارجية الأميركية وأحد المحافظين الجدد والمبعوث السابق في الأمم المتحدة إبان حكم الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش وتحديداً بين  آب 2005 وكانون الأول 2006.
 
خدم بولتون (70 عاماً)، في الإدارات الجمهورية للرؤساء رونالد ريغان وجورج بوش الأب وجورج دبليو بوش الذي منحه سلطات واسعة لتحقيق سياساته اليمينية المتشددة. انتقد دبلوماسيون كثر عمله الدبلوماسي واصفين أسلوبه بـ”الحاد جداً”. واضطر الرئيس بوش الابن للتخلي عنه بسبب العداوات الكثيرة التي جناها جراء تصريحاته العدائية وسياساته المتشددة.
 
داعية حرب
 
قوبل ترشيح بولتون من قبل الرئيس جورج بوش الابن، لمنصب وكيل وزارة الخارجية لشؤون الأمن الدولي والحد من التسلح، بعاصفة من الاستهجان والرفض ورغم ذلك فاز بالمنصب.
 
عرف بولتون بدفاعه القوي عن النفوذ الأميركي ومعارضته المتشددة لأي اتفاق مع كوريا الشمالية والاتفاق النووي مع إيران، بل يعتبر من المؤيدين لاستخدام القوة العسكرية ضدهما.
 
من آرائه العدائية والمثيرة للجدل في السنوات الأخيرة اعتبار التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأميركية التي جرت عام 2016 “عملاً من أعمال الحرب تجاه واشنطن يجب عدم التسامح إزاءه”.
 
أسلحة الدمار المزعومة
 
شارك بولتون في إعداد الملف الذي زعم امتلاك صدام حسين أسلحة الدمار الشامل، وكان بوابة غزو العراق، لكن لاحقاً ثبت خلو العراق من هذه الأسلحة. ورغم انتقاد ترامب غزو العراق ووصفه بالخطأ الكبير، ظل بولتون متمسكاً بموقفه المدافع وبقوة عن الغزو عام 2003. كما دافع بولتون في مقالات رأي كتبها عن استخدام القوة العسكرية ضد كوريا الشمالية وإيران.
 
من العلامات المثيرة في حياة بولتون كسياسي أميركي جامح يقدس الحرب، رفضه المشاركة في حرب فيتنام في شبابه، لكنه أوضح في كتاب له بعنوان “الاستسلام ليس خياراً” أنه “لم يكن ليضيع وقته في صراع عقيم”، معتبراً أن الحرب كانت خاسرة.
 
ورغم أن البعض يعتبر أن تعيين بولتون من بعد مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي، المؤيد للحرب أيضاً، بمثابة انتقال رسمي للسلطة إليهما، يقول البعض إن بولتون لا يتمتع أبداً بنفوذ يعادل ما كان يتمتع به إبان إدارة بوش الابن بسبب شخصيته العدائية وميوله التدخلية التي يقال إنها أغضبت ترامب في كانون الثاني الماضي، ليتهم بولتون بأنه يسعى لجر واشنطن “إلى حرب في فنزويلا”.
 
موقف أكثر تشدداً من إيران
 
من أبرز تصريحاته ضد إيران “يجب أن تنهي السياسة الأميركية الثورة الإسلامية الإيرانية…الاعتراف بنظام إيراني جديد في عام 2019 من شأنه أن يزيح العار الذي حدث عندما شاهدنا الدبلوماسيين الأميركيين رهائن لمدة 444 يوماً”.
 
صرح بولتون نهاية نيسان الماضي، بأن “حملة الضغط الأميركية ضد النظام الإيراني كان لها تأثير كبير على أنشطته، لكن ما يزال يشكل تهديداً على الشرق الأوسط والعالم”.
 
وفور تعيينه مستشاراً للأمن القومي، تنبأت الصحف الإيرانية بأن يكون التعيين “نقطة بداية النهاية للاتفاق النووي”، وهو ما أكده الوقت لاحقاً بانسحاب ترامب من الاتفاق النووي وفرضه عقوبات على طهران. كما أعرب المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور الإيراني عباس علي كَدخدائي، عن قلقه إزاء تعيين شخص متشدد مثل بولتون في مثل هذا المنصب الحساس، معتبراً أن صلته بحركة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة للنظام الإيراني لا تبشر بالخير.