غانتس يرفض دعوة نتنياهو: حكومة موسّعة برئاستي

غانتس يرفض دعوة نتنياهو: حكومة موسّعة برئاستي

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٠ سبتمبر ٢٠١٩

وفق ما كان متوقعاً، بدأ بنيامين نتنياهو ممارسة تكتيكاته الهادفة إلى إفشال مهمة بني غانتس في تشكيل الحكومة، حتى لو سبّب ذلك التوجه إلى انتخابات مبكرة للمرة الثالثة، عادت احتمالاتها لتلوح في الأفق
تراجع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عن موقفه الحاسم بضرورة تشكيل حكومة برئاسته، إلى المطالبة بحكومة وحدة وطنية موسّعة مع منافسيه، الأمر الذي قابله الأخيرون بالرفض، واصفين دعوته بـ«الحيلة الإعلامية البائسة».
وجاء تراجع نتنياهو بعد ساعات من اجتماعه بمسؤولي الأحزاب اليمينية والدينية، من دون حزب «إسرائيل بيتنا» برئاسة أفيغدور ليبرمان، وإعلانه تشكيل «بلوك» واحد من اليمين، يفاوض الآخرين على تشكيل الحكومة. ويهدف «البلوك» اليميني إلى وضع العراقيل أمام غانتس بعد تأكّد تكليفه مهمة تشكيل الحكومة، خاصة أن الفارق في عدد المقاعد بين الحزبين بات مقعدين اثنين، مع شبه انتهاء عمليات فرز الأصوات رسمياً، واستقرار النتائج على الآتي: 34 مقعداً لـ«أزرق أبيض» مقابل 32 مقعداً لـ«الليكود»، و57 مقعداً لكتلة الوسط - اليسار و«القائمة العربية المشتركة» مقابل 55 مقعداً لكتلة اليمين و«الحريديم».
دعوة نتنياهو إلى حكومة وحدة هي في الواقع دعوة ملغومة، من شأنها الإضرار بحزب «أزرق أبيض» المكوّن من ثلاثة أحزاب، من بينها حزب «يش عتيد» برئاسة يائير لابيد، الذي يرفض الائتلاف مع الأحزاب «الحريدية» التي يتكلم نتنياهو باسمها، فيما هي ترفض الائتلاف بشكل قطعي مع «يش عتيد». ويتعذر على معسكر الوسط، بما يشمل «أزرق أبيض» ورئيسه بني غانتس نفسه، التراجع عن شرطه المعلن الذي يربط إمكانية التوجه إلى حكومة وحدة مع «الليكود» بألا يكون نتنياهو على رأس الحزب، وهو موقف معلن من عدد من رؤساء أحزاب الوسط أيضاً. مع ذلك، لا تزال الأمور في بدايتها، ولم يصدر بعد قرار تكليف غانتس، الذي يظهر إلى الآن أنه يسعى إلى حكومة وحدة برئاسته، لا تناوب فيها مع «الليكود»، ويغيب عنها نتنياهو والأحزاب «الحريدية»، تماشياً مع شريكه في الائتلاف، يائير لابيد. ويقابل هذا إصرارُ نتنياهو على التحدث بوصفه الرئيس الثابت لـ«الليكود»، بل لمعسكر اليمين، الذي يتعذر من دونه تشكيل الحكومة العتيدة، مع تشديده على ضرورة أن تكون برئاسته، وإن بالتناوب مع غانتس، الذي يرفض في المقابل وجود منافسه في التشكيلة الحكومية المقبلة.
على خلفية هذه التعقيدات والشروط والشروط المقابلة، يعود سيناريو توجه إسرائيل إلى انتخابات مبكرة للمرة الثالثة، ما لم تتنازل الأطراف وتحدّ من شروطها، خاصة أن نتنياهو يدرك أن التملص من الملاحقة القضائية ومن ثم السجن لن يكون إلا من خلال قانون حصانة، أو نيل منصب رئاسة الحكومة التي تعرقل عملياً ملاحقته، وكلاهما يبدو متعذّراً. إلا أنه في موازاة ذلك، وفي إشارة سيئة لنتنياهو، يبدو أن مكانته، وإن سعى إلى تشكيل «بلوك» يميني يقف إلى جنبه، لم تعد تلك التي كان عليها بوصفه الشخصية التي تمسك بزمام الأمور في المعسكر اليميني. تراجعٌ بدأت تعبيراته تصدر تباعاً، مع حديث رئيسة حزب «يمينا»، إيليت شاكيد، التي رفضت تأكيد ما إن كانت ستطلب من الرئيس الإسرائيلي تكليف نتنياهو تشكيل الحكومة.
في المواقف، قالت مصادر في قائمة «أزرق أبيض» إن الدعوة التى وجّهها نتنياهو إلى غانتس لتشكيل حكومة وحدة موسعة من دون إبطاء «ما هي إلا حيلة إعلامية بائسة». وتساءلت المصادر: «منذ متى يدعو الخاسرون الفائزين؟»، مؤكدة أن «أزرق أبيض» هو الذي سيشكل الحكومة. ورأت أن «نتنياهو قرر التوجه إلى جولة ثالثة من الانتخابات بعدما أدرك أن أزرق أبيض لن يتيح له تولي رئاسة الحكومة المقبلة». وأشار غانتس، بدوره، إلى أن حزبه هو الحزب الأكبر في «الكنيست»، وهو الذي فاز في الانتخابات، فيما نتنياهو فشل فيها. وأعلن أنه سيشكل «حكومة واسعة وليبرالية تعكس إرادة الشعب، ولن نستسلم لأي إملاء». أما نائبه، يائير لابيد، فطلب من الإسرائيليين التحلي بالصبر، ورأى أن تشكيل الحكومة سيستغرق بعض الوقت، متوقعاً خلال ذلك المزيد من الحيل السياسية التي «يجب علينا تجاهلها»، في إشارة منه إلى مساعي نتنياهو لعرقلة التشكيل، عبر الاقتراحات الملغومة وإغراء عدد من أعضاء «الكنيست» في كتلة الوسط بنقل ولائهم إليه.
من جهته، اتهم رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، نتنياهو، بأنه يمارس الحيل السياسية ليقتاد إسرائيل إلى جولة ثالثة من الانتخابات، وبأنه يتشبّث بمقاليد الحكم تفادياً لمواجهة العدالة، وسعياً لتحقيق أغلبية الـ61 مقعداً المطلوبة لتشكيل حكومة جديدة. ورأى ليبرمان، الذي يشكل حزبه «بيضة القبان» بعد الانتخابات الأخيرة، أن نتنياهو يحاول تخدير الحلبة السياسية من خلال دعوته إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وبالمقابل يحاول إقناع نواب من أحزاب أخرى بالانضمام إلى كتلته وتحالفه مع الأحزاب «الحريدية».