تحليل نتائج الانتخابات الإسرائيلية.. هل أصبحت نهاية "نتنياهو" قريبة؟

تحليل نتائج الانتخابات الإسرائيلية.. هل أصبحت نهاية "نتنياهو" قريبة؟

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٠ سبتمبر ٢٠١٩

وفقاً لـ 97 في المئة من الأصوات التي تمّ فرزها في الانتخابات الإسرائيلية، فقد حصل حزب "أزرق أبيض" على 33 مقعداً، بينما حصل حزب الليكود على 31 مقعداً من أصل 120 من مقاعد الكنيست الإسرائيلي وهذه النتائج تشير إلى اقتراب موعد هزيمة "نتنياهو" في هذه الانتخابات، وبالإضافة إلى ذلك تشير أيضاً تلك النتائج إلى استمرار الأزمة السياسية داخل أروقة الكيان الصهيوني وتؤكد أيضاً بأن المشهد السياسي للكيان الصهيوني سيشهد الكثير من التغييرات في المستقبل القريب وستولد العديد من التحالفات الجديدة داخل البيت الإسرائيلي.
نتائج التصويت للأحزاب المختلفة
تميّزت الانتخابات الإسرائيلية الثانية لهذا العام بوجود تغييرات مهمة لم تكن موجودة في الانتخابات السابقة، حيث يمكن للحزب الذي يفوز بالأغلبية أن يشكّل الحكومة، شريطة أن يفوز بـ "61" مقعداً من أصل 120 مقعداً في الكنيست الإسرائيلي ويمكن للأحزاب المختلفة التحالف مع بعضها البعض للحصول على هذه النسبة من المقاعد المطلوبة لتشكيل الحكومة.
ووفقاً لبعض التقارير التي نشرتها صحيفة "هاآرتس" الصهيونية، فلقد فاز الجناح اليميني من حزب الليكود والأرثوذكس بقيادة "بنيامين نتنياهو" بما مجموعه 55 مقعداً، بينما فاز الجناح اليساري الذي يضم حزب "السلطة البيضاء" بقيادة "بيني غانتز"، والذي تحالف مع حزب "كاهل لافان"، وحزب "يشيت عتيد" وبعض الأحزاب المعتدلة بـ 57 مقعداً حتى الآن.
كما فاز حزب "بيتينا" الإسرائيلي بقيادة "ليبرمان" بـ 8 مقاعد، لكن مفاجأة هذه الجولة من الانتخابات الاسرائيلية كانت القفزة غير المتوقعة التي حدثت في القائمة العربية والتي تمكّنت من الفوز بـ13 مقعداً.
وفي السياق ذاته فاز حزب "شاس الأرثوذكسي" المتطرف بقيادة "أريا ديراي" بـ 9 مقاعد، وحزب "يهودية التوراة المتحدة" بـ 8 مقاعد، والمعسكر الديمقراطي بقيادة "إيهود باراك" بـ 5 مقاعد والأحزاب اليمينية الجديدة أو ما تسمى باليمينية الجديدة بقيادة "إيلات شاكد" بـ 7 مقاعد، وفاز حزب العمال بقيادة "ستاف شافير" بـ 6 مقاعد.
وعود الأحزاب الانتخابية
منذ فترة طويلة والمجتمع الإسرائيلي يعيش حالة من الفراغ والضياع السياسي بسبب غباء القرارات التي اتخذتها بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة، ولهذا فإن هذه المرة أصبحت مواقف الأحزاب الأخرى ووعودها الانتخابية لتشكيل حكومة وحدة وطينة في المستقبل أكثر فعالية من ذي قبل، وحول هذا السياق تعهّد "نتنياهو" بدمج أجزاء من الضفة الغربية تدعى "غوردين" إلى الأراضي المحتلة وذلك من أجل الفوز بأصوات الأحزاب الدينية اليمينية، كما أنه أعلن عن سياسة خارجية أكثر عدائية ضد دول المنطقة المعارضة لسياساته، مثل سوريا وإيران.
ومن ناحية أخرى، يرى "ليبرمان" أن سياسات "نتنياهو" خادعة ولقد انتقد بشدة انسحابه الأخير من غزة في أواخر عام 2018، وقال إن ذلك الانسحاب هو الذي دفعه إلى تقديم استقالته من منصبه في وزارة الدفاع، لذلك من الممكن تقييم تدفق الفكر داخل الأحزاب اليمينية الإسرائيلية في أربعة محاور:
1.  حزب الليكود و"نتنياهو": الذي بذل الكثير من الجهود خلال الفترة الماضية لتحقيق أهدافه المتطرفة من خلال استعانته بالدبلوماسية لكسب تأييد قادة البيت الأبيض وبعض الدول العربية، وبالنسبة للسياسة الداخلية فلقد نشر العديد من الشعارات المتطرفة والخادعة وذلك من أجل كسب وّد الأرثوذكس والطوائف المتطرفة.
2. حزب إسرائيل "بيتنا" و"ليبرمان": لقد سعت هذه الحركة الحزبية خلال الفترة الماضية إلى قمع الفلسطينيين بشدة واغتيال قادتهم دون النظر إلى الاعتبارات السياسية الدولية، ومن ناحية أخرى، فهذه الحركة هي حركة غير دينية ولها خلاف مع اليمين الجديد والحزب الأرثوذكسي.
3. التيار الثالث: الذي تم الإعلان عنه في وقت سابق من هذا العام، وله جناح يميني جديد بقيادة "إيلات شاكد" و"نفتالي بينيت"، وهما أقرب إلى حد ما من "نتنياهو"، لكن طموحهم يتجاوز قدرة "نتنياهو" على منحهم إياها.
4. الحريديم والأرثوذكس: الذين كانوا من المؤيدين المتحمّسين لسياسة قمع ومعارضة خطة فصل الدولتين، لكنهم كانوا من أبرز المطالبين بالرفاهية.
وإلى جانب هذه الأحزاب يوجد أيضاً حزب "أزرق أبيض" بقيادة "بني غانتس" و"يائير لابيد" الذين طالبا بإيجاد طريقة جديدة للخروج من المأزق السياسي الإسرائيلي، وقالا أيضاً إنهما لن يقبلا بتقسيم القدس إلى مدينتين منفصلتين.
المنافسة بعد الانتخابات
كشفت نتائج فرز أصوات الانتخابات الإسرائيلية بأن حزب الليكود فشل في الفوز بأغلبية الأصوات، ولهذا فإن "نتنياهو" يحاول استخدام قوته التفاوضية لخلق تحالفات مع أحزاب أخرى من أجل قلب الموازين السياسية.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأن "نتنياهو" بذل الكثير من الجهود في الأيام الأخيرة من أجل إقناع الأحزاب الدينية واليمينية بعدم دعم "بني غانتز"، ولكن بعد فرز 97 في المئة من الأصوات، أصبح خطاب "نتنياهو" أكثر ليونة وتحدّث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها مختلف الأحزاب والتيارات السياسية الإسرائيلية.
وبعد القيام بعملية الفرز تلك، طلب "نتنياهو" من "غانتز" زيارته في أي وقت يرغب فيه، ومن ناحية أخرى، كان "ليبرمان" يخالف كلّاً من الديانات المتطرفة والتحالفات العربية، حيث صرّح سابقاً بأنه لن يتم تشكيل سوى حكومة وحدة وطنية مع الليكود وحزب "أزرق أبيض".
لكن "غانتز" قبل الانضمام إلى ذلك التحالف بشرط أن يتم طرد "نتنياهو" من الحكومة بسبب قضايا الفساد التي قام بها خلال السنوات الماضية.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن حزب "أزرق أبيض" يعلم جيداً بأنه إذا بقي "نتنياهو" زعيماً لحزب الليكود وقام بالتحالف مع حزب "أزرق أبيض" في حكومة الوحدة الوطنية، فإن "نتنياهو" سيصبح المسؤول عن تشكيل الحكومة.