ترامب والشرق الأوسط.. استراتيجية جديدة أم تكتيك مؤقت؟

ترامب والشرق الأوسط.. استراتيجية جديدة أم تكتيك مؤقت؟

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١٦ أكتوبر ٢٠١٩

لا يتورع الرئيس الاميركي دونالد ترامب بين الحين والآخر عن إلقاء اللوم على الإدارات الأميركية السابقة، واتهامها بالمشاكل التي تواجهها الولايات المتحدة الأميركية.
ودأب ترامب على انتقاد السياسات الأميركية السابقة، فيما يقدم نفسه على أنه الرئيس الذي سينهي مشاكل الولايات في الخارج، لصالح التركيز على بناء البلاد وتوفير الوظائف والتخلص من الاتفاقات التي لم تستفد منها البلاد شيئا.
وقال ترامب في تغريدات حديثة إن بلاده لم يكن يفترض أن تتواجد في الشرق الأوسط، واصفا حروب المنطقة بأنها “غبية لا نهاية لها”.
وتابع أن بلاده أنفقت ثمانية ترليونات دولار في حروب المنطقة، كما قتل وأصيب الآلاف من جنودها.
وتابع أن الملايين قتلوا أيضا “على الجانب الآخر”، في إشارة إلى شعوب المنطقة، مؤكدا أن “الذهاب إلى الشرق الأوسط هو أسوأ قرار تم اتخاذه على الإطلاق”.
واعترف ترامب أن بلاده اتخذت قرار الحرب بناء على معلومات خاطئة بشأن “أسلحة الدمار الشامل”، في إشارة إلى غزو العراق عام 2003، مشددا على ضرورة سحب القوات الأمريكية بحذر والتركيز على جعل الولايات المتحدة “أعظم من أي وقت مضى”.
الخبير السياسي والعسكري، العقيد سليم شاكر الإمامي، أوضح في حديث لـ”عربي21″ أن لكل رئيس أميركي سياسة مختلفة عن سابقيه، ولاحقيه.
وعلى مستوى الحروب، أشار إلى أن بوش الأب كانت لديه حدود معقولة في الحرب، بالمعايير الأميركية، أما بوش الابن فكان متعطشا للحروب بشكل لا مثيل له، فيما كان بيل كلينتون محبا للحرب لكن بحدود أيضا.
وعن ترامب، قال الإمامي إنه رجل أعمال واقتصادي ثري مجنون، يرى أن الاقتصاد هو الأهم.
وأشار إلى أن رؤية ترامب للشرق الأوسط تقوم على أنه يؤمن بأن التدخل فيه كان أكبر خطأ ارتكبته الإدارة الأميركية في العصر الحديث وما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
وتابع: “لم يتحرك ترامب بعد ضرب أرامكو، ولم يتحرك عندما دخلت تركيا إلى سوريا رغم إعطاء الآمال للأكراد”.
وأشار إلى سياسيات أميركية ثابتة في المنطقة؛ هي النفط، وأمن إسرائيل، وهدف سابق كان يتمثل في وقف أي تقدم للروس إلى الشرق الأوسط.
وعن الموقف الحالي، أشار الإمامي إلى أن أميركا مشغولة الآن في محاولات عزل ترامب، وإذا ما كان سيفوز بولاية جديدة، وإن كان جو بايدن الكبير في السن قادرا على منافسة ترامب، مؤكدا على أن “عام الانتخابات يجب أن يمر بسلام”.
الدبلوماسي الإيراني السابق، هادي أفقهي، أشار في حديث لـ”عربي21″ إلى أن السياسات الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط ثابتة، ومن يحددها ليس الرئيس، بل الدولة العميقة بكل أذرعها الأمنية والبحثية والاستخبارية وشخصياتها المخضرمة.
ولفت إلى أن ما يغيره الرؤساء يأتي في دائرة التغييرات التكتيكية، وليس الاستراتيجية، والتي يحدد مسارها العام عالميا هو كل من سبق ذكرهم.
ودلل أفقهي على سياسات أميركا الثابتة في الشرق الأوسط بأنه منذ الثورة الإيرانية، لم يغير الرؤساء الديمقراطيون أو الجمهوريون سياستهم تجاه طهران، إلى جانب السياسة الثابتة من إسرائيل ودعمها اقتصاديا، وسياسيا، وأمنيا، على سبيل المثال لا الحصر.
وأضاف: “سياسات الولايات المتحدة في أميركا على المستوى الاستراتيجي في الشرق الأوسط لا يغيرها قدوم رئيس أو مغادرته”.
وتابع بأن دخول سوريا أو الخروج منها، والتدخل في العراق، والتفاوض مع إيران من عدمه، كلها جزئيات وتغيرات تكتيكية فقط لا أكثر.
وعن قرارات ترامب الخاصة بالشرق الأوسط، قال إن الأخير شخصية صعبة الانضباط، يتخذ قرارات مفاجئة، لا يعلم بها وزراؤه ولا مستشاروه إلا عبر تويتر أحيانا.
وأكد أن ترامب يحمل معولا ويهدم أركان الولايات المتحدة التي يقول إنه يريد أن يجعلها عظيمة من جديد، فخرج من 14 معاهدة ومنظمة دولية، وخالف عشرات القرارات الأممية حين نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، واعترف بها عاصمة لإسرائيل، وألحق الجولان بالخارطة الإسرائيلية.
وعن محاولة ترامب المتكررة بإلقاء اللوم على الإدارات السابقة، قال إن الرئيس الأميركي ليس رجل سياسة، بل مالك عقارات وفنادق، لم يمارس السياسة بشكل محترف، إلى جانب أن لوم الإدارات السابقة شأن كل السياسيين والقادة حول العالم.