عنف السنوية الأولى لـ«السترات الصفر»: الحكومة تلوم «الرُعاع»

عنف السنوية الأولى لـ«السترات الصفر»: الحكومة تلوم «الرُعاع»

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ١٨ نوفمبر ٢٠١٩

عنف السنوية الأولى لـ«السترات الصفر»: الحكومة تلوم «الرُعاع»

أول من أمس، عاد متظاهرو «السترات الصفر» إلى الشوارع، على أمل استعادة زخم حراكهم الاجتماعي غير المسبق بعد عام على انطلاقه. وفيما شهدت التحركات عودةً للعنف في بعض أحياء باريس وفي مدن فرنسية أخرى، فقد أكد وزير الداخلية كريستوف كاستانير، أمس، أن «ما شهدناه، السبت، تمثّل في عدد قليل من المتظاهرين و(عدد كبير) من الرعاع الذين جاؤوا للقتال ومواجهة قوات الأمن ومنع عناصر الإطفاء من التحرك»، في وقت أفادت فيه وزارة الداخلية بأن 28 ألف شخص شاركوا في التظاهرات في مختلف أنحاء فرنسا، بينهم 4700 في باريس.
 
احتجاجات السبت، شهدت أعمال تخريب وإحراق لحاويات نفايات ورمي حجارة على الشرطة، التي ردت بإطلاق الغاز المسيّل للدموع. ففي جنوب العاصمة، تحوّلت «ساحة إيطاليا» إلى ميدان مواجهات متقطّعة وضاقت أجواؤها بالغاز المسيل للدموع. وبقي الوضع مضطرباً لمدة ساعتين في فترة بعد الظهر، فيما تدخلت الشرطة أكثر من مرّة لتفريق مجموعات صغيرة من المتظاهرين، متصدّيةً لهم ومطلقةً الغاز المسيّل للدموع ومستخدمةً خراطيم المياه أكثر من مرة. «ونظراً إلى أعمال العنف والتجاوزات»، منعت الشرطة تظاهرة لـ«السترات الصفر» كانت مقررة في الساحة. وقال مدير شرطة باريس إن من كانوا في الساحة: «ليسوا أفراداً يدافعون عن قضية، بل أشخاص يعمدون إلى التخريب» والقيام «باعتداءات ممنهجة ضد قوات الأمن وعناصر الإطفاء».
وعاد الهدوء بعد الظهر إلى «ساحة إيطاليا» التي أخلتها الشرطة. وتوتر الوضع، كذلك، في «ساحة الباستيل» حيث أوقفت الشرطة مسيرةً كان مصرحاً بها، في وقت سابق، اتجهت من شمال غرب باريس. ومع بداية المساء، نزلت مجموعات صغيرة من المتظاهرين إلى محيط الوسط التجاري في باريس الذي يقصده العديد من الناس في مثل هذا الوقت. واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وعمدت الى توقيف عدد من الأشخاص. وبقيت جادة الشانزيليزيه التي أغلقت مداخلها ومنع التظاهر فيها بمنأى من العنف. وفي هذا السياق، قال وزير الداخلية إن الشرطة اعتقلت 264 شخصاً على مستوى البلاد، بينهم 173 في باريس.
 
شهدت العاصمة أعمال تخريب وإحراق لحاويات نفايات ورمي حجارة على الشرطة
 
وتريد «السترات الصفر» التي جمعت قبل عام 300 ألف شخص، من «الفصل الـ 53» لتحرّكها إعادة الحياة إليه، وخصوصاً أنه لم يجمع في الأشهر الأخيرة سوى بضعة آلاف.
وشهدت مناطق فرنسية أخرى كذلك أعمال عنف. فقد عمدت قوات الأمن الى إطلاق الغاز المسيل للدموع في ليون (وسط ــــ شرق)، حيث نجح نحو ألف متظاهر في الوصول إلى وسط المدينة الذي كان ممنوعاً عليهم التظاهر فيه. وفي نانت (غرب)، اندلعت مواجهات بين قوات الأمن ونحو ألف متظاهر، وكذلك في بوردو (جنوب غرب) التي جمعت 1800 شخص، وفي تولوز (جنوب غرب) التي جمعت المئات. وفي مونبيلييه (جنوب)، تعرّض مقر نائب في حزب "الجمهورية إلى الأمام" الحاكم للتخريب. وفي الجنوب الشرقي وفي الشرق في النورماندي وبروتاني، احتل ناشطون من «السترات الصفر» مستديرات، ووزعوا مناشير على العابرين من دون أي توتر يذكر.
وأطلق العديد من دعوات التظاهر، خلال عطلة نهاية الأسبوع، في كل أنحاء فرنسا لمناسبة الذكرى السنوية الأولى للحراك الذي اندلع بالأساس احتجاجاً على ضريبة على المحروقات، قبل أن يتحول الى حراك اجتماعي واسع هزّ ولاية إيمانويل ماكرون.