بجلستها الرئيسية… قادة دول بقمة “الناتو” يحذرون من تفككه!

بجلستها الرئيسية… قادة دول بقمة “الناتو” يحذرون من تفككه!

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٥ ديسمبر ٢٠١٩

انطلقت في العاصمة البريطانية، لندن، أمس الأربعاء، قمة زعماء حلف شمال الأطلسي “الناتو”، لمناسبة الذكرى السبعين لتأسيسه.
 
وشارك في القمة زعماء الدول الأعضاء، الذين وصلوا إلى لندن، الثلاثاء.
 
وعقب الانتهاء من التقاط صورة عائلية انتقل زعماء دول الأعضاء إلى الجلسة الرئيسية للقمة.
 
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال أمين عام الناتو، ينس ستولتنبرغ في تصريحات صحفية إنه “واثق” من أن الحلفاء قادرون على حل المسائل العالقة والمرتبطة بخطط الدفاع، بما فيها معارضة تركيا زيادة نشر الحلف قواته في منطقة البلقان.
 
واجتمع امس، قادة 29 دولة عضو في “الناتو”، بالتزامن مع الذكرى الـ70 لتأسيسه، وسط خلافات حادة غير مسبوقة تهدد وجوده، وتصاعد الخلافات بين الدول الكبرى فيه.
 
وتحت ظل الكلمات التي أطلقها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والتي قال فيها إن “الناتو” يعاني من “موت دماغي” بسبب عملية “نبع السلام” شمال سوريا، والخلاف المتصاعد بين فرنسا وتركيا، اجتمع القادة لمناقشة مستقبل الحلف في لندن.
 
وتصريحات ماكرون، أثارت غضب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ما دفعه للرد على نظيره الفرنسي قائلا له: “عليك أولًا تفحص موتك الدماغي”.
 
وأيد التصريحات ترامب قبل وصوله لندن، والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعدها على هامش قمة زعماء حلف شمال الأطلسي “ناتو” في بريطانيا.
وانعقد اللقاء بعد الجلسة الرئيسية لقمة زعماء الناتو.
وأضافت “الأناضول” التركية، أن اللقاء المغلق جرى في فندق “The Grove Otel” واستمر على مدى نصف ساعة.
جونسون يدعو لتماسك الحلف
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للصحفيين “(أقول) بوضوح إن من الأهمية بمكان أن يظل الحلف متماسكًا”، في إشارة إلى الانقسامات حول التوغل التركي في شمال سوريا، رغم اعتراض حلفاء أنقرة”.
 
وأضاف: “لكن ما يوحدنا أكثر بكثير مما يفرقنا”.
 
وعقد الزعماء اجتماعات ثنائية أولية في لندن الثلاثاء الماضي، انكشفت فيها الخلافات الصارخة عندما انتقد ترامب، الذي وصف هو نفسه الحلف في السابق بأنه “عفا عليه الزمن”، ماكرون بسبب تعليقاته الشهر الماضي عن “الموت الدماغي” للحلف.
 
وتشبث ماكرون بموقفه قائلا في تغريدة على موقع “تويتر” في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء إن من المهم أن يناقش القادة القضايا بانفتاح وصراحة إذا أرادوا إيجاد حلول.
 
وقال ماكرون: “أثارت تصريحاتي حول حلف الأطلسي بعض ردود الفعل. إنني أتمسك بها (التصريحات). هذا عبء نتقاسمه.. لا يمكننا أن نخصص الأموال وندفع الثمن من أرواح جنودنا دون أن نكون واضحين بشأن الأساسيات التي ينبغي أن يستند إليها الحلف”.
 
 
 
 
 
ترامب ينتقد “المقصرين”
 
وقال رئيس وزراء إستونيا جوري راتاس، الذي تعتمد بلاده على الحلف كحصن يوفر لها الحماية من روسيا، لدى وصوله لحضور الاجتماع في ضيعة تعود إلى القرن الثامن عشر، إنه واثق من أن الحلف قادر على التغلب على انقساماته.
 
وأوضح: “حلف شمال الأطلسي قوي. قدرة الحلف على الردع موثوق بها بنسبة 100 بالمئة. التعاون عبر الأطلسي… يمثل حجر الزاوية بالنسبة لنا ولأمننا على جانبي الأطلسي”.
 
ووصف ترامب الحلفاء الذين ينفقون أقل مما يلزم بأنهم “مقصرون”. ودأب الرئيس الأميركي على اتهام حلفاء واشنطن بالتمتع بحماية القوة العظمى الأميركية دون تحمل نصيبهم من عبء الأمن الجماعي.
 
 
 
 
 
تعهد بزيادة الإنفاق
 
ومن المتوقع أن تتعهد أوروبا وتركيا وكندا، خلال هذه في القمة، بزيادة الإنفاق بمقدار 400 مليار دولار بشكل جماعي على الدفاع بحلول عام 2024.
 
وتريد فرنسا وألمانيا، بوصفهما عضوين أوروبيين أساسيين، أن ينظر الحلف في الاضطلاع بدور أكبر في الشرق الأوسط، وربما في أفريقيا، مما يمثل حيدة وانحرافًا عن موقفه التاريخي باتخاذ الشرق وجهة له. وتهدفان إلى كسب الدعم لإنشاء مجموعة من “الحكماء” لوضع خطط للإصلاح.
 
وفي بيان ختامي، سيلتزم الحلفاء بتعهدهم بالدفاع عن بعضهم البعض بينما يتوقع أن تضع بريطانيا ست سفن حربية وسربين من الطائرات المقاتلة وآلاف الجنود تحت تصرف حلف الأطلسي لتلبية الطلب الأميركي بأن تكون الجيوش الأوروبية أكثر استعدادًا وجاهزية للقتال.
 
وسيحذر الحلف الصين، للمرة الأولى، من أنه يراقب قوتها العسكرية المتنامية. وسيتفق القادة على الاستعداد للصراعات في الفضاء والقطب الشمالي والفضاء الإلكتروني، علاوة على المعارك التقليدية في البر والبحر والجو.
 
وقال الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ للدبلوماسيين والخبراء قبل الاجتماع، إنه على الرغم من التعليقات العلنية التي تتسم بالحدة وتتصدر عناوين الأخبار، إلا أن الحلف لا يزال يحرز تقدمًا سريعًا وهامًا من وراء الكواليس.
 
وقال ستولتنبرغ: “أنا سياسي واعتدت على التعرض للنقد لخطابي المنمق ذي المضمون السيء.. في حالة حلف الأطلسي، الأمر معكوس. الخطاب سيئ لكن الجوهر جيد للغاية”.
 
وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن الأخذ والرد بشكل معلن أظهر في الواقع قوة الحلف مضيفًا “لقد نجا الأطلسي لأننا كنا نجري محادثات صريحة على الدوام”.