بوتين ودي مايو في تركيا: مبادرة أوروبية للتهدئة في ليبيا

بوتين ودي مايو في تركيا: مبادرة أوروبية للتهدئة في ليبيا

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٨ يناير ٢٠٢٠

يستعدّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي وصل إسطنبول قادماً من دمشق، غداً، لبحث ملفات عدّة يحضر الشأن الليبي بينها بقوة، توازياً مع وصول وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، حاملاً نتائج الاجتماع الأوروبي الاستثنائي بشأن ليبيا في بروكسل، ولقاءاته الأخيرة في القاهرة مع ممثلين عن مصر واليونان وقبرص وفرنسا.
 
ويأتي هذا النشاط المكثّف بعد سيطرة قوات «الجيش الوطني» الليبي على مدينة سرت، وإعلان الاتحاد الأوروبي رفضه إرسال قوات تركية لدعم حكومة «الوفاق» في طرابلس، في موازاة التركيز على جهود الوصول إلى «وقف إطلاق نار» في البلاد.
 
مبادرة أوروبية... «قبول» تركي!
كشف رئيس البرلمان الأوروبي، ديفيد ساسّولي، عن جهود مستمرة «من أجل وساطة ومبادرة أوروبية» حول ليبيا، من دون أن يكشف عن تفاصيلها. غير أن وزير الخارجية الإيطالي ألمح إلى إمكانية لقاء الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيف بوريل، مع كل من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق» فائز السراج وقائد «الجيش الوطني» الليبي، خليفة حفتر، داخل أو خارج ليبيا.
وجاء ذلك في موازاة انعقاد قمة استثنائية حول ليبيا في بروكسل، اليوم، ضمّت كلاً من إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، الى جانب بوريل.
وقبيل مغادرته إلى تركيا، قال وزير الخارجية الإيطالي، إن «هناك حرباً جارية في ليبيا بتدخّل خارجي... وهدف إيطاليا هو إعادة الحوار بين الأطراف المؤثّرة بهذا السيناريو، من تركيا إلى روسيا مروراً بمصر والولايات المتحدة».
واعتبر في مقابلة مع صحيفة «إل فاتّو كووتيديانو»، نُشرت اليوم، أنه «من أجل إعادة تحريك الوضع (في ليبيا)، من الضروري أن يُقام حوار بين الولايات المتحدة وروسيا»، حول الأمر، على حدّ ما نقلت وكالة «آكي» الإيطالية.
وبعدما أعلن الاتحاد الأوروبي رفضه الواضح لخطط تركيا إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، وقبيل وصول دي مايو للقاء جاويش أوغلو، أكّد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن أولوية بلاده هي إيقاف الاشتباكات في أسرع وقت ممكن وتحقيق وقف إطلاق النار في ليبيا، فيما بدا كأنه قبول بالمبادرة الأوروبية، والتي تضمن وقف التهديد المباشر على حكومة «الوفاق» وحفظ موقعها على طاولة التفاوض.
 
تونس: لسنا مع طرف!
من جهتها أكدت الرئاسة التونسية أن الجانب التركي لم يطلب استغلال المجالين الجوي والبحري التونسيين، ونقلت وسائل إعلام تونسية عن طارق بالطيّب، المكلّف بتسيير الديوان الرئاسي، قوله إن «رئيس الجمهورية قيس سعيد متشبّث بالخط السيادي للدولة التونسية ويحرص على عدم إقحام تونس في تحالفات خارجية».
وأضاف بالطيّب في حديث لـ«موزاييك إف إم» أنّ «الإشاعات التي تحدّثت عن سماح قيس سعيّد لتركيا بإرسال قوّاتها إلى ليبيا مروراً بتونس لا أساس لها من الصحّة، وهدفها المساس بالعلاقات التونسية التركيّة».
وبالتوازي، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال التونسية، يوسف الشاهد، اجتماعاً وزارياً مصغّراً خُصص لمتابعة التطورات على الحدود التونسية في ظل ما تشهده الساحة الليبية؛ وشدّد على ضرورة تعزيز التنسيق «ضماناً لنجاعة التدخل عند الاقتضاء لمجابهة تطور الأوضاع في المناطق الحدودية وتأمين استقبال اللاجئين في أفضل الظروف».
 
الجزائر تدعو أردوغان لزيارتها
أعلن الجانب التركي أن الرئيس أردوغان تلقّى دعوة لزيارة الجزائر من الرئيس المنتخب عبد المجيد تبون، ووافق على تلبيتها.
ونقلت وسائل إعلام تركية تعليقاً أولياً من وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، حول هذه الدعوة، قال فيه إنه «تم التوافق مع الجزائر على التعاون في الشأن الليبي».
وتساءلت أوساط صحافية تركية عمّا إذا كان الرئيس الجزائري الجديد مستعداً لمنح الجانب التركي تسهيلات عسكرية لدعم خطط الانتشار المرتقبة في ليبيا، بعدما اتخذت تونس موقفاً محايداً في هذا الشأن.