لأول مرة... امرأة في منصب وزير الدفاع بدولة عربية

عادت حقيبة وزارة الدفاع في الحكومة اللبنانية الجديدة، إلى زينة عكر، لتكون بذلك أول امرأة تترأس الوزارة في تاريخ البلد.

 

وجاء في تشكيلة حكومة حسان دياب الجديدة التي يبلغ عدد الوزراء فيها 20 وزيرا، خمس نساء، عكس ما كان عليه سابقا برئاسة سعد الحريري بـ 30 وزيرا.

 

علق خبراء عسكريون لبنانيون وروس في تصريحات لـ"سبوتنيك"، حول مدى فعالية تعيين امرأة في هذا المنصب بلبنان نظر الأوضاع التي تشهدها المنطقة، وكيف ينظر العالم إلى تعيين امرأة في منصب وزير الدفاع؟

 

قال المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي اللبناني العميد عمر معربوني

للبنانيون لا يعرفون عن زينة عكر والوزيرات الأخريات وهن لسن شخصيات عامة معروفة ومن خارج الوسط السياسي، وهذا بمعزل عما يقال حول انتمائهن إلى تيار سياسي معين.

كما قال الخبير العسكري الروسي ألكسندر بيرينجاييف "في هذه الحالة، يشارك رئيس الأركان العامة في الشؤون العسكرية البحتة. لكن مهمة الوزير هي الدخول في اتصالات مع ممثلي الوزارات الأخرى وقيادة البلاد ككل. إذن في هذه الحالة، سوف يلعب وزير الدفاع دورًا سياسيًا أكثر من دور الجيش المباشر. أعتقد أن تعيين امرأة في هذا المنصب كان عاملاً في الحد من المشاعر في الأوساط العسكرية في لبنان".

 

منصب وزير الدفاع في لبنان- منصب إداري؟

وأكد عمر معربوني أن وزير الدفاع في لبنان يمكن أن يكون شخصية مدنية كون أن الجيش لا يحكم فعليا "في لبنان لم يسبق أن تم تعيين وزير دفاع من خلفية عسكرية، ووزير الدفاع في لبنان هو منصب إداري

كما باقي الوزارات، وبالتالي مهمة الوزير هي مهمة إدارية فيما يبقى الجيش والعمل العسكري المرتبط بالعمليات العسكرية منوطة بقائد الجيش وقيادة الأركان. بالتالي وزير الدفاع يقوم بعملية الإشراف على عمل الجيش بشكل أساسي، ويبقى البعد العسكري لعمل الجيش برئاسة أركان الجيش، وانطلاقا من التحولات التي تحصل البعد الإيجابي بعيدا عن السياسة أن يكون هناك وزيرة للدفاع في لبنان، إضافة إلى 5 وزيرات أخريات".

العالم ليس مستعدًا بعد لرؤية المرأة في منصب وزير للدفاع؟

يرى الخبير العسكري الروسي، أندريه كوشكين، أن مثل هذه التعيينات يصعب تقبلها بسهولة في الوسط العسكري "في مواقع الانترنت، نرى الكثير من مقاطع الفيديو عن المرأة كوزير للدفاع في مختلف البلدان، وخاصة أوروبا. وكقاعدة عامة، فهي روح الدعابة في الطبيعة. ودائما ما يتم مناقشتها بشكل من الاستخفاف، وخاصة وسط الذكور. وبعد كل شيء، تبقي القوات المسلحة لأية دولة  كقاعدة عامة رهينة للرجال. لذا، فإن العالم اليوم ليس جاهزًا بعد لرؤية النساء كوزيرات للدفاع، ولا سيما في الشرق الأوسط. هذه وظيفة مسؤولة للغاية من أية دولة. يُعتقد أن هذا المنصب يجب أن يشغله عسكري: وزير الدفاع يخاطر بحياته دائمًا".

 

بينما ينظر الخبير اللبناني إلى هذا التعيين بنوع من الإيجابية والأمل: المرأة في الحكومة يجب أن تتولى وزارات ومواقع سيادية ولا تكتف بالنشاط السياسي".

 

" شخصيا وبقناعاتي المرأة هي نصف المجتمع وبالتالي إشراكها في العمل السياسي ضرورة، رغم أن الحصة التي حصلت عليها النساء في لبنان هي ثلث الحكومة، بالتالي يجب تشجيع هذه الظاهرة والعمل عليها. وأنا شخصيا أتمنى أن يكون للمرأة دور أكبر وفعال، وهي محاولة تستحق الاهتمام يجب التعامل معها بالكثير من الإيجابية."