تفاصيل حول صفقة القرن .. الامريكان غيروا بنودها بناءً على طلبات نتنياهو

تفاصيل حول صفقة القرن .. الامريكان غيروا بنودها بناءً على طلبات نتنياهو

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢٥ يناير ٢٠٢٠

أجمع المُراقبون والخبراء والمُحلِّلون في كيان الاحتلال الإسرائيليّ، أجمعوا على أنّ "خطّة السلام الأمريكيّة”، التي باتت معروفة بـ”صفقة القرن”، هي من أفضل "خطط السلام”، التي طُرِحت على الأجندة منذ ٌامة الدولة العبريّة في العام 1948 لافتين في الوقت عينه إلى أنّه تمّ تفصيل جميع بنود الخطّة وفق مقاسات رئيس حكومة تسيير الأعمال، بنيامين نتنياهو، لنتكون بمثابة هديّةٍ له من الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، عشية الانتخابات التشريعيّة التي ستجري في كيان الاحتلال في الثاني من آذار (مارس) القادم، ويتبيّن من التقارير والتحليلات في الإعلام العبريّ أنّ واشنطن وتل أبيب تقومان بإدارة الصراع، وليس العمل على حلّه، إذْ شدّدّ المُراقبون بتل أبيب على أنّ واشنطن غيرُ آبهةٍ بالرفض الفلسطينيّ للخطّة، بل على العكس، الرفض من طرف الفلسطينيين سيُثبت مرّة أخرى أنّ الشعب الفلسطينيّ لا يُفوِّت أيّ فرصةٍ لرفض السلام، على حدّ تعبير المصادر بتل أبيب وواشنطن.
وفي هذا السياق، كشف المُحلِّل السياسيّ البارِز في قناة (مكان) التلفزيونيّة العبريّة، شبه الرسميّة، يارون ديكيل، كشف النقاب عن أنّ نتنياهو اطلّع على الخطّة كاملةً قبل أنْ يقوم الأمريكيون بصياغتها بشكلٍ نهائيٍّ، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الرجل القويّ في واشنطن، سفير تل أبيب، رون ديرمر، اطلع هو الآخر على الخطّة، وأبدى مع نتنياهو ملاحظاته حولها، الأمر الذي دفع صُنّاع القرار في واشنطن إلى تغيير عددٍ من البنود لتكون مقبولةً على الجانب الإسرائيليّ، وتابع المُحلِّل قائلاً إنّ الخطّة ستشمل المفاجآت الكبيرة، أيْ الإيجابيّة لكي تُرضي اليمين الإسرائيليّ، على حدّ تعبيره.
وكان موقع صحيفة "إسرائيل هيوم” كشف النقاب، نقلاً عن مصادر وصفها بالـ "رفيعة” في الولايات المتحدة وكيان الاحتلال، كشف النقاب عن أنّ الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب سينشر البند السياسيّ والأساس لـ”صفقة القرن” الأسبوع المقبل، وبحسب الترجيحات الإسرائيليّة الرسميّة، سيتّم نشر هذا الأمر يوم الأحد أوْ يوم الاثنين القادميْن.
وبحسب الموقع المذكور، فإنّ هدف زيارة مستشار ترامب جاريد كوشنر والمبعوث الخاص للبيت الأبيض آفي بركوفيتش والمبعوث الأمريكيّ إلى إيران براين هوك للدولة العبريّة هو إبلاغ القيادة الإسرائيليّة عن التطورات التي من المتوقع أن يكون لها دلالات كبيرة على كيان الاحتلال والمنطقة، كما أكّد الموقع المُقرّب جدًا من رئيس الحكومة الإسرائيليّة، نتنياهو.
وتحت عنوان "في الطريق نحو تطوّرٍ سياسيٍّ هامٍّ”، قال محلل الشؤون السياسية في القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، عميت سيغل، قال نقلاً عن محافل رفيعة في كلٍّ من تل أبيب وواشنطن، إنّ الأمريكيين سوف يبلِّغون قريبًا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس حزب "أزرق-أبيض” بني غانتس عن "صفقة القرن”، ووفق المصادر في تل أبيب فإنّ نتنياهو وغانتس سيصلان إلى واشنطن بدعوةٍ رسميّةٍ من البيت الأبيض يوم الثلاثاء القادم. وأضاف المُحلّل سيغل أنّ الإدارة الأمريكيّة لن تنتظر نتائج جولة الانتخابات الإسرائيليّة الثالثة بعد أقّل من شهرين، على حدّ تعبيره.
وكان لافِتًا جدًا أنّ نائب الرئيس الأمريكيّ مايك بينس، الذي زار كيان الاحتلال بمناسبة منتدى "الكارثة” الدوليّ، قد اجتمع مع نتنياهو، وخلال الاجتماع الذي تمّ فتح أمام وسائل الإعلام، وجّه بينس دعوةً لنتنياهو لزيارة واشنطن للاطلاع على "صفقة القرن”، عندها بدأ نتنياهو يتكلّم وقال إنّه وجد من المُناسِب أنْ يُوجَه دعوة لرئيس حزب (كاحول لافان) غانتس لزيارة واشنطن في نفس اليوم لأنّ الحديث يدور عن قضيّة وطنيّةٍ من الدرجة الأولى، على حدّ تعبيره. وكشفت وسائل الإعلام العبريّة اليوم الجمعة النقاب عن أنّ غانتس كان على تواصلٍ مع الإدارة الأمريكيّة وتلقّى تباعًا تفاصيل عن خطة السلام الأمريكيّة، بحسب المصادر واسعة الاطلاع في كيان الاحتلال.
بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، أوضحت القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ أنّه في الأسبوع الأخير أجرى الاحتلال نقاشات كثيرة درس خلالها سيناريوهات مختلفة لتداعيات إعلان "صفقة القرن” التي قد تشعل المنطقة، لذلك قرّر رفع مستوى الجهوزية والتأهب في المنطقة بشكلٍ فوريٍّ.
إلى ذلك، قال وزير الحرب نفتالي بينت مُعقبًا على صفقة القرن: "لن نسمح بتسليم الأرض للعرب ولن نسمح بإقامة دولةٍ فلسطينيّةٍ”، وفي هذا السياق قال مُحلِّل الشؤون السياسيّة في القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ إنّ الحديث يدور عن إقامة دولةٍ فلسطينيّةٍ منزوعة السلاح على مساحة 80 بالمائة من أراضي الضفّة الغربيّة المُحتلّة وقطاع غزّة، مُشدّدًا، نقلاً عن المصادر في تل أبيب وواشنطن، على أنّ المُستوطنات ستبقى كما هي، ولن يتّم هدم أيّ مستوطنةٍ بالضفّة الغربيّة.
يُشار إلى أنّ طرح خطّة السلام الأمريكيّة في هذا الوقت بالذات، أفادت وسائل الإعلام العبريّة، تخدِم ترامب ونتنياهو على حدٍّ سواء، فترامب يُريد أنْ يظهر أمام الرأي العّام في بلاده، عشية الانتخابات الرئاسيّة على أنّه زعيم العالم الحُرّ (!)، فيما يُريد نتنياهو صرف الأنظار عن قضايا الفساد المُتهّم فيها، وخصوصًا أنّه يوم الثلاثاء القادم من المُقرر أنْ تعقد الكنيست جلسةً خاصّةً من أجل رفض طلبه لنيل الحصانة لكي لا يُحاكم، كما أكّدت المصادر في تل أبيب.
(جفرا)