«كورونا».. تشديد إجراءات الحجر الصحيّ... و490 وفاة

«كورونا».. تشديد إجراءات الحجر الصحيّ... و490 وفاة

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٦ فبراير ٢٠٢٠

اتسعت إجراءات الحجر الصحي والقيود، عبر الصين وخارجها في محاولة لحصار فيروس «كورونا» المستجد، فيما ارتفع عدد الوفيات جراء الإصابة به إلى نحو 500 حالة.
وبعد وضع مدينة ووهان ومقاطعتها هوباي (وسط الصين) تحت الحجر الصحي، فرضت مدن أخرى في شرق البلاد قيوداً على عشرات الملايين من السكان. ولاقت هذه الإجراءات ترحيباً من منظمة الصحة العالمية، إذ قال مديرها العام تيدروس أدهانوم جبريسوس، إن «هناك فرصة سانحة للمقاومة بفضل الإجراءات القوية للصين... يجب أن نستغلها»، داعياً إلى تقاسم أفضل للمعلومات حول الفيروس.
وتوفي 490 شخصاً على الأقل في الصين (خارج ماكاو وهونغ كونغ) بسبب الفيروس أغلبهم في مقاطعة هوباي، وفق حصيلة رسمية اليوم، نقلتها وكالة «فرانس برس». فيما تم تأكيد إصابة أكثر من 24 ألف شخص بالفيروس.
وتم كشف نحو 200 إصابة خارج الصين في عشرين بلداً. وقبالة اليابان في يوكوهاما سيبقى 3700 شخص من جنسيات مختلفة عالقين، لفترة 14 يوماً على الأقل، في سفينة الرحلات السياحية، وذلك بعد اكتشاف عشر حالات إصابة بالفيروس في السفينة.
أما في هونغ كونغ، فقد عُزل 1800 شخص في الميناء اليوم، حتى إجراء فحوصات طبية، وذلك بعد اكتشاف ثلاث حالات إصابة على السفينة التي تقلّهم. وكانت السلطات المحلية قد أعلنت أمس عن أول إصابة فيها. وأغلقت معظم نقاط العبور إلى باقي الصين وأعلن أنه ابتداءً من السبت المقبل سيفرض الحجر الصحي لأسبوعين على كل القادمين من اليابسة الصينية.
بالتوازي، أعلنت شركتا الطيران الأميركيتان «يونايتد» و«أميركان» إيرلاينز اليوم، تعليق رحلاتهما إلى هونغ كونغ وذلك بعد وقف رحلاتهما إلى الصين القارية. كما أوقفت السلطات الإندونيسية الرحلات الجوية مع الصين، ما أدى إلى بقاء آلاف السياح عالقين في جزيرة بالي السياحية.
كذلك، شدّدت دول أخرى إجراءاتها، وبينها إيطاليا حيث تدهور الوضع الصحي لمصابين اثنين فيها؛ وعمدت السلطات إلى مراقبة حرارة كل القادمين الى مطاراتها بكاميرات حرارية. فيما بدأت فيتنام بتشييد مستشفيات ميدانية لمواطنيها العائدين من الصين.
 
«علي بابا» في الحجر الصحي
في الداخل الصيني، ازدادت إجراءات الحجر الصحي صرامة. وبدأت عدة مدن في مقاطعة جيشيانغ (شرق) التي تبعد عدة مئات من الكيلومترات عن هوباي، منذ أمس، تطبيق إجراءات مشدّدة جديدة بشأن تنقّل الأشخاص. أما في هانغتشو (تسجيل أكثر من 200 حالة)، وهي مدينة تكنولوجيا وسياحة تقع على بعد 175 كلم جنوب غرب شنغهاي، فقد وُضعت أسيجة خضراء لقطع الشوارع المؤدية إلى مقر عملاق التجارة الإلكترونية الصيني «علي بابا».
كذلك، خلت الشوارع من المارّة فيما حلّقت طائرة عسكرية في الأجواء. وصدرت نداءات عبر مكبّرات صوت تقول: «من فضلكم، الزموا منازلكم» إضافة إلى الدعوة للإبلاغ عن كل شخص من مقاطعة هوباي.
ويقع مقر شركة «علي بابا» في إحدى المناطق الثلاث التي أُبلغ سكانها وعددهم 3 ملايين نسمة هذا الأسبوع، أن شخصاً واحداً فقط من كل أسرة سيسمح له بالخروج مرة كل يومين لشراء احتياجات الأسرة.
وفرضت ثلاث مدن أخرى على الأقل، في مقاطعة جيجيانغ الواقعة شرقاً ــ تاتشو وونتشو وأجزاء من نينغبو ـــ تدابير مماثلة تشمل نحو 18 مليون شخص.
وامتدت الإجراءات المشدّدة اليوم إلى مقاطعات أخرى وصولاً إلى المناطق البعيدة في شمال شرق البلاد القريبة من سيبيريا. ففي مقاطعة هينان، المحاذية لهوباي، قرّرت البلدية أن شخصاً واحداً من كل أسرة يمكنه مغادرة المنزل مرة كل خمسة أيام. وعرضت على السكان مكافآت مالية لقاء تقديم معلومات عن أشخاص قادمين من هوباي.
وفي معرض ردّها على الحملات التي تقوم بها جهات عدة ضدها بسبب إدارتها للأزمة، قالت وزارة الصحة الصينية اليوم، إنه «علينا اتخاذ إجراءات بالغة الصرامة لمكافحة وللقضاء على كل أشكال الأعمال المثيرة للاضطراب التي تنفذها قوى معادية».
إلى ذلك، استقبلت ووهان، أمس، أول المرضى في مستشفى جديد شُيّد في خلال عشرة أيام ويحوي ألف سرير. وسيُفتتح قريباً مستشفى ثانٍ من هذا النوع، في حين يتم تطوير عشرة مبانٍ قائمة لتتمكن من استقبال المرضى.