الصين تختبر علاجاً لكورونا: النفق لم يعد مظلماً؟

الصين تختبر علاجاً لكورونا: النفق لم يعد مظلماً؟

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١٨ فبراير ٢٠٢٠

بعد الاستناد إلى التجارب السريرية، خلص الخبراء الصينيون إلى أن فوسفات الكلوروكين، وهو دواء مضادّ للملاريا، له تأثير علاجي معين على مرض فيروس كورونا الجديد (COVID-19). واقترح الخبراء، بالإجماع، إدراج الدواء في الإصدار التالي من إرشادات العلاج، وتطبيقه في تجارب سريرية أوسع في أسرع وقت ممكن. وقالت نائبة رئيس «المركز الوطني الصيني لتطوير التكنولوجيا الحيوية» التابع لوزارة العلوم والتكنولوجيا، سون يان رونغ، إنه «تمّ اختيار كلوروكين الفوسفات، الذي استُخدم لأكثر من 70 عاماً، من بين عشرات الآلاف من الأدوية الموجودة بعد جولات متعدّدة من الفحص». ووفقاً ليان رونغ، يخضع الدواء لتجارب سريرية في أكثر من 10 مستشفيات في بكين، وكذلك في مقاطعتَي قوانغدونغ (جنوب) وهونان (وسط)، وقد أظهر فعّالية جيّدة إلى حدّ ما. وأضافت أن المرضى الذين يتناولون الدواء يستغرقون أيضاً وقتاً أقصر للتعافي. وتمّ تقديم مثال عن مريض يبلغ من العمر 54 عاماً في بكين، نُقل إلى المستشفى بعد أربعة أيام من ظهور الأعراض عليه. وعلى إثر تناوله الدواء لمدة أسبوع، تبيّن أن كل المؤشرات تتحسّن، وأن الحمض النووي أصبح سالباً. وأكدت أنه لم يتمّ العثور، حتى الآن، على ردود فعل سلبية خطيرة ذات صلة بالعقار، من بين أكثر من 100 مريض مسجّلين في التجارب السريرية. وأعلنت أن فريق الخبراء، برئاسة أخصائي الجهاز التنفسي الشهير (مكتشف فيروس السارس 2002-2003) تشونغ نانشان، وافق على أنه يمكن استخدام كلوروكين الفوسفات لعلاج المزيد من مرضى «COVID-19». كما أظهرت التجارب السابقة في المختبر أنه يمكن العقار أن يمنع العدوى بالفيروس عن طريق تغيير الحموضة وقيمة الأساسيات داخل الخلية والتداخل في مستقبلات فيروس كورونا الجديد. بمعنى آخر، إن تناول هذا الدواء يمنع فيروس كورونا الجديد من السيطرة على خلايا المصابين به وتحويلهم إلى مصانع لإنتاج المزيد منه.
في غضون ذلك، طلبت الدولة الصينية من مواطنيها الذين تعالجوا وخرجوا من المستشفيات التبرّع بدمائهم لاستخراج مادة البلازما منها، بهدف معالجة مرضى لا يزالون في حالة الخطر، إذ يحتوي بلازما المصابين السابقين بالفيروس على أجسام مضادة يمكن استخدامها لخفض عدد الفيروسات في أجسام مَن هم في حال خطيرة، وفق ما أفاد به مسؤول في اللجنة الصحية الصينية في مؤتمر صحافي. اللافت أن هذا الخبر بالغ الأهمية، والذي نشرته وكالة أنباء «شينخوا» أو وكالة «أنباء الصين الجديدة»، وهي وكالة الصحافة الرسمية التي تديرها جمهورية الصين الشعبية، لم يتمّ تناقله من قِبَل أغلب وكالات الأنباء العالمية، التي اكتفت بذكر طلب الدولة الصينية التبرّع بالبلازما من المواطنين الذين تعالجوا.
على خط موازٍ، أعلنت «منظمة الصحة العالمية» أنه ليس ضرورياً تعليق رحلات السفن السياحية، مؤكدة معارضتها كلّ «تدابير (مماثلة) على نطاق عام» في مواجهة فيروس «كوفيد-19». وقال مدير دائرة الحالات الصحية الطارئة في المنظمة، مايكل راين، إنه خارج مقاطعة هوباي، «يصيب هذا الوباء نسبة صغيرة جداً من الناس، وإذا وجب علينا وقف كلّ رحلات السفن السياحية في العالم تحسّباً لاحتمال حصول تفاعل مع مسبّبات مرض محتملة، فأين سنتوقف؟». وبحسب المدير العام للمنظمة، يبدو أن «فيروس كوفيد-19 ليس قاتلاً كفيروسات أخرى من نوع كورونا وخصوصاً السارس والميرس». ونقل عن دراسة حول الوباء، نُشرت في الصين وتشمل 44 ألف حالة، أن أكثر من 80% من المرضى لديهم مرض حميد ويتعافون. أيضاً، وفق هذه الدراسة، حوالى 14% من المرضى يعانون من أمراض خطيرة مثل الالتهاب الرئوي، فيما يتطوّر نحو 5% من الحالات إلى أمراض خطيرة جداً مثل الفشل التنفسي أو الصدمة الإنتانية. ويعدّ الفيروس مميتاً في 2% من الحالات، ويرتفع خطر الوفاة مع السنّ. وما زال عدد الإصابات الجديدة اليومية مستقرّاً على مستوى منخفض، حيث بلغ 71 ألف شخص، فيما وصل عدد الوفيات إلى 1771 شخصاً.
يعرض موقع «shen yun» للفنون المسرحية مدخلاً إلى الثقافة الصينية التقليدية، قائلاً: «منذ العصور القديمة، عُرفت الصين باسم الإمبراطورية السماوية. هذا لا يشير فقط إلى قوة الصين وموقعها كمملكة شرق آسيا الوسطى، بل يجسّد أيضاً معنى أكثر عمقاً، ويصف أرضاً تعايش فيها الإنسان مع الموت البشري مرة واحدة. إنه يشير إلى الاعتقاد بأن الإله، من خلال سلالات مختلفة، نقل ثقافة غنية وفيرة للشعب الصيني. وبالتالي، تُعرف الثقافة الصينية بأنها مُلهَمة إلهياً، وهي الثقافة الوحيدة في العالم التي لها تاريخ مُسجّل مستمرّ يبلغ 5 آلاف عام. لقد تركت وراءها عدداً لا يُحصى من الكلاسيكيات الأدبية والوثائق التاريخية والآثار الثقافية والسجلات الوطنية التي تعكس نطاقها الهائل».
بعد كلّ ما سبق، يمكن القول إن هناك نتائج جديدة تبشّر بنجاح الصين في السيطرة على الفيروس، بعدما بذلت الدولة جهوداً هائلة لخفض عدد الإصابات الجديدة، وركّزت كلّ خبراتها على التوصّل إلى علاج في أسرع وقت ممكن. علاجٌ سيكون، وهذا هو الأهمّ، على أيدي خبراء صينيّين بلا منّة من أحد.