الأطباء في حيرة.. انتشار ضعيف لكورونا في إفريقيا

الأطباء في حيرة.. انتشار ضعيف لكورونا في إفريقيا

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ١٦ مارس ٢٠٢٠

في الوقت الذي شهدت الفترة الأخيرة انتشارا واسعا لفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم وكافة القارات، من أمريكا الشمالية إلى أوروبا وآسيا، ورغم ذلك سجلت أفريقيا عددًا صغيرًا من الحالات المؤكدة بالمقارنة بباقي القارات وفقا لما ذكره موقع "الإندبندنت" البريطاني.
وذكرت قناة "فرانس 24"، أنه حتى 1 مارس لم يكن لدى إفريقيا سوى ثلاث حالات مؤكدة مصابة بالفيروس.
كما أظهرت أحدث الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أن 101 حالة في 11 دولة أفريقية (الجزائر، بوركينا فاسو، الكاميرون، جمهورية الكونغو الديمقراطية، مصر، نيجيريا، السنغال، جنوب إفريقيا، تونس، توجو)، وهذا رقم صغير في هذه القارة المأهولة بالسكان، بالنظر إلى وجود أكثر من 500 في المملكة المتحدة وحدها و10000 في إيطاليا.
يمكن أن يكون هناك العديد من العوامل التي تؤثر على حصيلة أفريقيا المنخفضة في عدد المصابين بكورونا، ويمكن أن يكون كشف خاطئ أو عوامل مناخية أو مجرد حظ. لكن المعدل المنخفض في قارة ذات أنظمة صحية هشة للغاية يثير حيرة العلماء.
وبعد وقت قصير من ظهور الفيروس التاجي، كانت هناك تحذيرات من انتشاره بسرعة في أفريقيا بسبب الروابط التجارية الوثيقة للقارة مع بكين وخدماتها الطبية الهشة وغير المتسقة.
وفي 22 فبراير، أخبر تيدروس أدهانوم غيبريسوس رئيس منظمة الصحة العالمية، وزراء صحة الاتحاد الأفريقي المجتمعين في إثيوبيا "لا يزال شاغلنا الأكبر هو احتمال انتشار Covid-19 في البلدان ذات الأنظمة الصحية الضعيفة".
في دراسة نُشرت في مجلة لانسيت الطبية، حدد فريق من العلماء بعض الدول الإفريقية وهم الجزائر ومصر وجنوب إفريقيا على أنها الأكثر احتمالا لاستيراد حالات فيروسات تاجية جديدة إلى أفريقيا، على الرغم من ذلك، أشارت الدراسة أيضًا إلى أن هذه البلدان لديها أفضل النظم الصحية في القارة.
لكن خبراء آخرين يعترفون بأن "لا أحد يعرف" لماذا لم ينتشر الفيروس التاجي على نطاق واسع في إفريقيا.
وقال البروفيسور ثومبي ندونغو من المعهد الأفريقي للأبحاث الصحية في مدينة ديربان بجنوب إفريقيا: "ربما ببساطة ليس هناك الكثير من السفر بين أفريقيا والصين".
لكن الخطوط الجوية الإثيوبية - أكبر شركة طيران في أفريقيا - لم توقف رحلاتها إلى الصين على الإطلاق خلال الفترة التي عانت منها بكين من الفيروس، واستأنفت شركات الطيران الصينية حتى السفر إلى كينيا، ولم يتم الكشف عن ارتفاع في الحالات.
وفي فرض آخر للعلماء، قد يكون المناخ الحار في أفريقيا عاملاً آخرا، قال البروفيسور يزدان يازدانبانا رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى بيشات في باريس: "ربما لا ينتشر الفيروس في النظام البيئي الأفريقي/ لا نعرف".
لكن البروفيسور رودني آدم، من فريق مكافحة العدوى في مستشفى جامعة الآغا خان في نيروبي الغينية لا يوافق على ذلك مؤكدا أنه "لا يوجد دليل حالي يشير إلى أن المناخ يؤثر على انتقال العدوى".
إلا أن البعض أكد أنه "من الصحيح بالنسبة لبعض الإصابات قد تكون هناك اختلافات جينية في القابلية للتأثر.. لا يوجد دليل حالي على هذا التأثير لـ Covid-19".
وتحدث البعض على أنه ربما يكون تاريخ أفريقيا الوبائي جعلها مجهزة بشكل جيد للاستجابة للفيروسات والأمراض.
وجدت دراسة لانسيت المختصة بالشأن الطبي أن نيجيريا هي واحدة من أفضل الدول استعدادًا في القارة للتعامل مع وباء مثل فيروسات التاجية.
وقال ماتياس ألتمان عالم الأوبئة في جامعة بوردو الفرنسية لـ"فرانس 24 "، إن تاريخ أفريقيا في الاستجابة للأوبئة ربما جعلها أكثر مهارة في كيفية منع الفيروسات من الانتشار.
وتعتبر الدول المجاورة أقل قدرة على الاستجابة من نيجيريا لكن ألتمان، يقول إن هذه ميزة أيضًا: "الناس في إفريقيا غالبًا ما يكونون في الهواء الطلق، حيث تفضل فيروسات مثل هذه المساحات المغلقة وهي أقل عرضة للانتشار في بيئة ريفية".
الشروق الاخبارية